أخر الأخبار
بعد تعثر غزوها لشمال سوريا.. أنقره تهاجم أكراد العراق
بعد تعثر غزوها لشمال سوريا.. أنقره تهاجم أكراد العراق

أنقرة-الكاشف نيوز:بعد مواجهة أنقره نكسات في هجومها ضد مقاتلين أكراد عبر الحدود في سوريا، أعلنت عن تنفيذ هجمات متواصلة ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني( PKK) في العراق، مدعية أنها أوقعت قتلى في صفوفه.
ولفت توم أوكونور، كاتب بارز حول السياسة الخارجية لدى مجلة "نيوزويك" الأمريكية، متخصص في شؤون الشرق الأوسط، لما أعلنته وزارة الدفاع التركية يوم الثلاثاء عبر تويتر عن "مقتل 5 إرهابيين من PKK في منطقة آفاشين في شمال العراق بواسطة طائرات دون طيار".
وتواجه تركيا منذ عقود تمرداً داخلياً ينفذه حزب PKK، ووسعت، خلال السنوات الأخيرة، مجال عملياتها عبر الحدود.
تعثر تطلعات
وفيما فتح الانسحاب العسكري الأمريكي من شمال سوريا الباب أمام قوات تركية، مع متمردين سوريين يحظون برعايتها، لمهاجمة ميليشيا كردية يشتبه بصلاتها مع PKK، تعثرت تطلعات بشأن ما يسمى "عملية نبع السلام" على يد قوة عظمى أخرى، روسيا.
ودعمت أمريكا وتركيا انتفاضة نفذها متمردون وجهاديون في عام 2011 ضد الرئيس السوري بشار الأسد، فيما انضمت روسيا لاحقاً، في 2015، إلى إيران وميليشيات حليفة لها لدعم الأسد. وفي ذلك الوقت، حولت أمريكا تركيزها لدعم قوات سوريا الديمقراطية( قسد)، تحالف من مجموعات محلية غالبيتها كردية تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي( YPG)، التي تتهمها تركيا بتلقي أوامر من PKK.
وتمكنت قسد بدعم مباشر من البنتاغون من انتزاع مساحات واسعة من شمال وشرق سوريا من قبضة داعش، الهدف الرئيسي لتحالف قادته الولايات المتحدة في كل من سوريا والعراق. وفي الوقت عينه، واصلت تركيا دعم معارضة إسلامية على نحو متزايد، حتى فيما انهزمت أمام الحكومة السورية وحلفائها.
وقف الزحف
ولكن، وحسب الكاتب، دفع الانسحاب الأمريكي قوات قسد لتوقيع اتفاق أمني مع الحكومة السورية، التي توصل شريكها الروسي لاتفاق وقف إطلاق نار كان الهدف منه وقف الزحف التركي. ولكن تواصلت الاشتباكات رغم فرض قوات روسية وسورية خطوط مواجهة، وتسيير جنود روس، بشكل منفصل، دوريات مشتركة مع قوات تركية.
وأشار المرصد السوري لحقوق الإنسان إلى وقوع انفجار بسيارة مفخخة يوم الثلاثاء الأخير هز مدينة تل أبيض ما أدى لتدمير عدد من المباني وسقوط ضحايا. وتقع تل أبيض شمال مدينة الرقة، وهي تخضع لسيطرة قوات الغزو بقيادة تركية. وجاء ذلك الهجوم الذي لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه بعد، بعد حادث مشابه وقع يوم السبت وأدى لسقوط 14 شخصاً.
وفي كلمة وجهها، قبل بضعة أيام، لنواب في البرلمان من حزبه العدالة والتنمية(AKP)، زعم أردوغان بأن YPG لم ينسحب تماماً من مناطق حدودية وفقاً لبنود اتفاقيتين وقعتهما أنقره تباعاً مع واشنطن وموسكو. وادعى الرئيس التركي بأن "الولايات المتحدة تجري دوريات استكشافية مع هذا التنظيم الإرهابي".
واتهمت قوات قسد تركيا ومتمردين سوريين حلفاء لها بالتحريض على العدوان، وممارسة سياسة تطهير عراقي ضد جماعات كردية محلية.
وحمل الأسد أردوغان مسؤولية ما يجري في شمال شرق سوريا، وطالب مؤخراً قوات كردية بالسماح باستعادة الحكومة بعض السيطرة على الأقل، من أجل توحيد جهودها في الدفاع عن الأراضي السورية.
تطبيع تدريجي
وفيما رفضت الولايات المتحدة الاعتراف بسلطة الأسد، يشير كاتب المقال لبدء آخرين عملية تطبيع تدريجي للعلاقات مع الزعيم السوري. فقد سعى العراق لتعزيز العلاقات مع جارتها بعدما أرسل رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي، في الشهر الماضي، مستشاره للأمن القومي، فالح فياض، للقاء الأسد في دمشق.
من جهة ثانية، كان العراق أقل صراحة في انتقاده للضربات الجوية التركية، رغم مطالبة مشرعين ومسؤولين أنقره باحترام سيادة بغداد. ولكن، بعد أيام قليلة على اجتماع الأسد مع فياض، أعلنت وزارة الدفاع التركية عن "تحييد" عنصرين من PKK في منطقة هاكورك العراقية.