أنقرة-الكاشف نيوز:حض دانييل بايبس، رئيس منتدى الشرق الأوسط، الغرب التصدي لسلطة الرئيس التركي الفاسد، رجب طيب أردوغان.
ويقسم الباحث في مقال له بمجلة "ناشونال إنترست" عهد أردوغان الذي بدأ في مارس (آذار) 2003، إلى مرحلتين، الأولى امتدت ثماني سنوات وأربعة أشهر وكان فيها باهراً، إذ حقق تنمية اقتصادية ونفوذاً إقليمياً لا سابق له وعالج مشاكل معقدة وقديمة، كالقضية الكردية، وتعامل ببراعة مع كبار العسكريين. وتوجت إنجازاته في يوليو(تموز) 2011، بفرض سيطرته على الجيش، وهو ما عجز عنه أسلافه.
ولكن البريق الذي رافق أردوغان طيلة تلك ثماني سنوات وأربعة أشهر تبخر في المرحلة التالية، وحل مكانه تقلب وغرور وعدم قدرة على التنبؤ بما سيجري.
فقد تحولت، حسب الكاتب ديمقراطية شرعية إلى ديكتاتورية. وظهر أردوغان ضمن المشهد الوطني كشخصية تقية مخلصة محافظة بما توافق بالذات مع المزاج التركي.
واستقطبت شخصية أردوغان القيادية عدداً متنوعاَ من الزعماء، كفتح الله غولن، أقوى شخصية إسلامية في تركيا، وعبد الله غول، أبرز سياسي إسلامي في البلاد. كما استقطب أردوغان شخصيات تكنوقراطية ماهرة كالاقتصادي علي باباجان ومهندس السياسة الخارجية أحمد داوود أوغلو. ولكن هؤلاء الرجال الأربعة يعارضونه اليوم بسبب تجاوزاته.
ويشير الكاتب لما شهدته المرحلة الأولى من عهد أردوغان من نمو اقتصادي مؤثر، واستثمارات أجنبية كبيرة فضلاً عن نمو الصادرات والمشاريع الهندسية وريادة الأعمال. لكن تلك السنوات المجيدة باتت اليوم بمثابة ذكريات بسبب عيوب أردوغان نفسه، وأساليبه ومحسوبياته (صهره وزيراً للمالية) ووجهات نظره الفقهية. ومن أعراض تلك الأخطاء، خسارة الليرة التركية قرابة ثلاثة أرباع قيمتها، فتراجعت من 61 سنتاً في يوليو (تموز) 2011، إلى 17 سنتاً في الوقت الحالي.
هوس بالمشاريع العملاقة
ويلفت الكاتب إلى هوس أردوغان بالمشاريع العامة الكبرى ما دفعه لإنشاء مطار عملاق لا جدوى منه في إسطنبول، وبناء أكبر مسجد في تركيا وسواها الكثير. ويجري أيضاً الحديث عن قناة عبر البوسفور. كما يستمتع بطائرة من طراز بوينغ 747-8 تبلغ تكلفتها 500 مليون دولار، ويقيم في أكبر قصر في العالم يضم 1,150 غرفة بني بصورة غير قانونية في منطقة خاصة بمحمية غابات. وإلى جانب وسائل الترفيه هناك احتمال أن يعلن هذا الرجل المصاب بجنون العظمة نفسه خليفة لجميع المسلمين، ربما في ذكرى مرور مائة عام على إلغاء الخلافة في إسطنبول، إما في 10 مارس(آذار) 2021 حسب التقويم الإسلامي، أو في 4 مارس (آذار)، 2024 حسب التقويم الميلادي.
تحول دراماتيكي
وفي السياسة الخارجية، تحولت سياسة "تصفير المشاكل مع الجيران" إلى لا شيء مشاكل مع جميع الدول المجاورة. ومن أوضح سمات ذلك التحول الدراماتيكي ما جرى في سوريا، عندما وصلت العلاقات بين أنقره ودمشق، قبل 2011، إلى مستويات غير مسبوقة من التعاون السياحي والتجاري والتنسيق الديبلوماسي. من ثم تدهورت تلك العلاقات، ما قاد لرعاية أردوغان لتنظيم داعش، ومنع تدفق نسبة 40 % من حصة سوريا من المياه، وأخيراً غزو شمال شرق البلاد. وإلى جانب دمشق، تبدو علاقات تركيا متوترة مع بغداد وأبو ظبي والرياض والقدس والقاهرة، بينما تبرز قطر الصغيرة وحدها كحليفة لأنقره.
وحسب الكاتب، تلوح أمام تركيا عواصف عديدة أبرزها خطر الاقتصاد والسياسة الخارجية. ويبدو أن أردوغان مصمم على تطبيق نظريته الغبية بشأن معدلات الفائدة، ويواصل تنفير قوة اقتصادية غربية، وهو إما سيقود تركيا نحو كارثة، أو نحو هيمنة مطلقة على الطراز الصيني.
كذلك، تمثل السياسة الخارجية خطراً آخر. فخطف منشقين أتراك، والتنقيب في منطقة اقتصادية تعود إلى قبرص، وغزو بلد جار، كلها ممارسات تشير لغطرسة ستعرض أردوغان لخطر، خاصة عند الأخذ في الاعتبار موقفه المنعزل.
ويتوقع الكاتب أن تؤدي مقامرة خارجية – ربما غزو سوريا- لنهاية أردوغان السياسية فضلاً عن نهاية حزبه العدالة والتنمية.