التخطيط لاقامة مستشفى ميداني امريكي شمال غزة بحجة تقديم المساعدات الطبية والعلاجية لابناء قطاع غزة ،يعتبر كذبة وخدعة كبيرة تقوم بتسويقها الادارة الامريكية والترويج لنفسها من خلالها ،وكيف يمكن لهذه الادارة ان تثبت حسن نواياها ،بهذه الطريقة المبتذلة ،وان تظهر للغزيين خصوصا والفلسطينيين عموما والعالم اجمع حرصها على صحة الشعب الفلسطيني ،وهي قطعت المساعدات المالية عن مستشفى المقاصد في القدس المحتلة وعن المؤسسات الفلسطينية الصحية والخيرية والجمعيات المختلفة التي تمد يد العون والمساعدة للمحتاجين من الشعب الفلسطيني ،وعن دور التعليم وتحاصر الشعب الفلسطيني ماليا ،وتخنق مجتمع اللاجئين ماليا وتسعى الى شطب الاوتروا والغائها من خلال اغلاق المؤسسات الصحية والتعليمية التي تقدم الخدمات لللاجئين في المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والاردن وسوريا ولبنان ،الذين يعتبرون الاشد والاكثر عوزا وحاجة بسبب الظروف الاقتصادية والمعيشية وصعوبة العمل التي يواجهونها في بعض الاماكن ،وتأتي هذه الادارة لتقول انها تهتم بالجانب الانساني والمعيشي للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال ،وهي تعلم جيدا قبل غيرها ان الاحتلال هو سبب المعاناة الحقيقية للشعب الفلسطيني ،والازدهار الحقيقي وتحسين مستوى المعيشة والنمو الاقتصادي لن يتحقق الا بزوال الاحتلال وانهائه .
لا يخفى على احد ان الاهداف الحيقية لاقامة هذا المستشفى سياسية اولا واخيرا ،ولا علاقة لها بالانسانية والصحة العامة وتحسين ظروف الحياة ،فهي سياسية وتمثل جزءا من مشروع صفقة القرن المرفوضة ،ولا يجوز لاي فلسطيني دخول المستشفى وتلقي العلاج فيه ،لاسباب وطنية ورفضا للدور الامريكي في الصراع الفلسطيني الاسرائيلي المنحاز تماما للاحتلال الصهيوني ،ولانه محرم دينيا كما افتى بذلك مفتي فلسطين خطيب المسجد الاقصى الشيخ محمد حسين ،الذي اصدر بيانا واضحا يحرم شرعا التعامل مع المستشفى الامريكي ويحرم دخوله ويؤكد على ضرورة مقاطعته ويشدد على حرمة ذلك وعدم جوازه دينيا.
رفض التعامل الفلسطيني مع هذا المستشفى يجب ان يكون عاما وشاملا ،وان لا يسمح باقامته على اراض فلسطينية في قطاع غزة ،لانه وجوده يعتبر صفعة قوية في وجه كل فلسطيني ،ولا يعقل قبول اي مساعدة من الادارة الامريكية وتحت اي مسمى ،الا بعد تصويب مواقفها وقراراتها التي اتخذتها ونفذتها بحق الشعب الفلسطيني وقضيته ،واي جهة فلسطينية تقبل بوجود هذا المستشفى على الاراضي الفلسطينية وتتعامل معه ،فانها تمارس سلوكا غريبا يوضع عليه علامات استفهام كبيرة ،ويتعارض مع ابسط قواعد الالتزام الوطني والكرامة الوطنية .
من غير المنطق والمعقول ان تذبح الادارة الامريكية ابن القدس ،وتدعي انها تعالج ابن قطاع غزة ،فكلاهما فلسطينيان لهما نفس الحقوق وابناء قضية واحدة ويعيشان تحت نفس الاحتلال .
انها محاولة بائسة لا تنطلي على احد ،اهدافها ودوافعها معروفة ،بعد ان سقط القناع الامريكي وتمترست الادارة الامريكية في خندق الاحتلال واصبحت صهيونية اكثر من الصهاينة انفسهم .