أخر الأخبار
شعبولا
شعبولا

بينما ننشغل في تقطيع ملابس بعضنا البعض ، إلى درجة التعرية و الفضح ، و بينما تضخ تمويلات لتشغيل مجاميع ، بل كتائب الذباب الإلكتروني لإختراع الأكاذيب و بث الإشاعات و إفتراء المواقف و الأقوال .. بينما ننشغل في تسجيل مكالمات بعضنا ، و منتجة فيديوهات فاضحة  لبعضنا .. بينما نعمل جاهدين مخلصين في إختراق حسابات بعضنا البعض .. 
بينما يذبح بعضنا بعضا بمعنى الكلمة ، و نطلق النار على أنفسنا ، و نقتل أهلنا و نشرد أطفالنا .. بينما ما زلنا نتقرب إلى ربنا زلفى بعبادة أوثان صنعناها فإستعبدتنا بالدولار و الدعم و الشعارات .. بينما يستنزف الإنقسام ما تبقى لنا من عافية ، بل من كرامة و إنسانية ، و نتجادل حول فلسفة الإنتخابات و إجراءاتها ، و ربما ماذا سيكتب على بطاقات المراقبين و المشرفين عليها ، و لون الورقة الإنتاخبية ..
بينما نتجادل في الوفد المصاحب لهنية ، و هل فيه أعضاء من عائلته و أحفاده ، و هل يجوز له ما يجوز للرئيس ، و بينما يستقبل فصيل واحد ، ممثلي دول ، و تمويل دول ، و تخطيط دول بإنفصال تام عن الشرعية ، و بدون أي غضاضة أو شعور بالذنب .. 
بينما نصطف في طوابير أمام مكاتب البريد ، للتوقيع  بالبصمة  لإستجداء فتات يلقيه لنا ولي النعم القطري ، المحمي بأمن فصيل إنفصالي ، و مباركة  الإحتلال .. 
بينما ما زلنا نختلف بعد أكثر من نصف قرن من التجارب ، على كيفية التعامل مع المحتل ، فيرى بعضنا أن العنف و الفرقعة هي الأسلم و الأكثر حلبا لمزيد من الدعم و الدولارات .. رغم أنه لا يؤثر إلا في بعض الطيور الساكنة للأعشاش على أشجار مغتصبة في الوطن المحتل ، و يبتر ألاف الأرجل و الأيدي و يفقأ عشرات الأعين ، و يزهق نفوساً بريئة ضاقت بها السبل فلم تجد إلا الموت خلاصاً و تحرراً .. و طرف آخر يرى أن السياسة و الحكمة و المجادلة بالتي هي أحسن ، هي الأسلوب الأنجع و الأسلم ..و أن نهرع إلى جامعة الدول العربية نشكو و نصر على إستحلاب بيان فيه من عبارات الشجب و الإستنكار ما هو أوضح و أوقع .. و ربما السفر إلى آخر العالم و إلى مجلس الأمم ، و هيئات العالم ، لطرح قضية هم صانعوها ، و وصف بطش محتل هم خلقوه .. و شرح معاناة شعب هم إستعبدوه  !! 
فلا عجب و لا مفاجأة من أن يتبنى البرلمان الفرنسي، اقتراحاً تقدم به نائب عن حزب "الجمهورية إلى الأمام" يساوي بين معاداة الصهيونية ومعاداة السامية.
وجاء تبني المقترح بالرغم من تقديم مجموعة من 127 مثقفاً يهودياً، عريضة دعت أعضاء البرلمان الفرنسي إلى معارضة الاقتراح، وقالوا في العريضة التي نشروها بصحيفة (لوموند)، "نحن علماء ومفكرون يهود من إسرائيل ومن خارجها، وكثير منا مختصون في معاداة السامية وتاريخ اليهودية والمحرقة، نرفع أصواتنا ضد هذا المقترح" .. 
يهود من فرنسا بل ومن دولة الإحتلال ذاتها هم ، الذين يتصدون لهذا التوجه .. بينما  نحن لا نملك إلا الترحم على الزعيم الفنان الراحل ، الوحيد الذي صدح بقوة بموقف واضح ، ولم يخش لومة لائم ، رغم أنه لا يملك غاز و لا بترول ، و لا قناطير مقنطرة ولا تريليونات في البنوك و لا مشاريع إسثمارية ولا مصالح مشتركة و لا لوبيات  صاحب أنا بكره إسرائيل  : الفنان الرحل شعبان عبد الرحيم .. "  شعبولا "..