«إعلان بومبيو» بشأن شرعنة الاستيطان يأتي ضمن سلسلة قرارات صهيو امريكية وتعد بمثابة حلقة جديدة من فيلم الرعب الذي يستهدف القضية الفلسطينية وبات يُخيّم على الفلسطينيين في الضفة المحتلة.، إن الموقف الرسمي الفلسطيني لم يرقى لمستوى التحديات وكل ما صدر هو كليشيه من إعلانات استنكار وموجة غضب لم تتفاعل مع خطورة القرار في ظل صمت عربي وصمت دولي... كلّ هذا قد يكون مستوعَباً، لكن «دولة المستوطنين الخاصة» التي انطلق جنونها بعد الإعلان الأميركي الأخير .
لم تكتفِ واشنطن أن تعترف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل ، وأن تنقل السفارة الأميركية إليها العام الماضي، ولا أيضاً الاعتراف بالسيادة الإسرائيلية على الجولان المحتل، أو المشاركة في مراسم تهويد ما تبقى من القدس، بل أطلّ «الشبح الأميركي» على هيئة وزير خارجية ليُعلن أن المستوطنين هم أصحاب أرض، وأن تَمدّد مستوطناتهم على حساب الفلسطينيين «شرعي ولم يعد يخالف القانون الدولي». جاء كلام مايك بومبيو بمثابة دافع لتنطلق بعده « عصابات تدفيع الثمن « وشبيبة التلال «الاستيطانية وتزيد في أعمال جرائمها بحق الفلسطينيين ومهاجمة الممتلكات وتعيث فسادا في كافة الجغرافية الفلسطينية.
إن «الإعلان الأميركي ساهم في تصاعد هجمات المستوطنين»، وذلك بالاعتداء على نحو 50 مركبة في بلدات في وسط الضفة وشمالها، وهو «ما يَشي بهجوم مُرتّب له، وهو الأوسع منذ عام». و إن «اتساع رقعة الهجوم هو المسألة المفاجئة والخطيرة هذه المرة، ففي الهجمات السابقة كان المستوطنون على مدار سنوات أشبه بالقطعان الصغيرة المنفردة التي تُركز على منطقة واحدة، ولا يتعدّى عدد المركبات المستهدفة 10 مثلاً. أما في ليلة 22، فنتحدث عن أكثر من 50 مركبة تعرّضت للإعطاب أو خطّ شعارات معادية». واستهدفت العصابات الاستيطانية بلدات بيت دجن وقبلان ومجدل بني فاضل. هذه البلدات تحديداً لم يستهدفها المستوطنون ولم يقتحموها منذ أكثر من 15 عاماً، بخلاف كفر الديك (غرب سلفيت) التي كانت في دائرة الهجوم الأخير، إذ تكرر استهداف المستوطنين لها هذا العام.
شعاران خَطَّهما المستوطنون حيث حلّوا بما يوحي بأنهم يتصرفون كقوة سيادة على الأرض، علماً بأنهم يعتمدون عادة شعارات مختلفة؛ أبرزها: «الموت للعرب»، «بلدة المخربين»، وشعارات معادية للإسلام.و في السادس والعشرين من شهر نوفمبر الماضي ، أحرق مستوطنون أراضي شاسعة من قرية مادما جنوبي نابلس، وفي الليلة نفسها أضرموا النار في 25 دونماً من كروم الزيتون قرب المنطقة الأثرية في بلدة سبسطية شمالي غربي نابلس. أما جنوبي بيت لحم، فهاجم مستوطنون قرية الجبعة بحراسة جيش الاحتلال وخطّوا شعارات معادية وأعطبوا أكثر من 11 مركبة فلسطينية. ورام الله أيضاً كانت لها حصة من هجوم المستوطنين ، إذ أحرقوا مركبة وخطّوا شعارات معادية في قريتَي الطيبة ودير عمار.
ان عصابات «تدفيع الثمن» هي عصابات ارهابيه ارتكبت العديد من الجرائم و ظهرت منتصف 2008 لأول مرة عبر شعارات خطّتها وحملت توقيعها في الضفة، وهي الآن تنشط في أنحاء فلسطين، لكن هجماتها تترّكز في جنوب نابلس. كون هذه المنطقة «تضمّ المعقل اليميني الأكثر تطرفاً والمتمثل في مدارس دينية تضمّ القتلة في مستوطنة يتسهار» التي تقضم أراضي فلسطينية من جنوب نابلس وشرقها، كما أنها تتمدّد عاماً تلو الآخر.
قرار بومبيو يحمل مخاطر باتت تتهدد المنطقه وبات يخشى من قيام المستوطنين باعلان دولة مستقلة لهم بالضفة الغربية وتحمل اسم دولة يهودا والسامره ما لم يتحرك المجتمع الدولي ضد قرار بومبيو والعمل على تطبيق قرارات الشرعية الدولية والضغط على اسرائيل للانسحاب من كافة الاراضي المحتلة وتمكين الفلسطينيين من اقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس.