أخر الأخبار
صحف فرنسية: تصاعد الكراهية لإيران
صحف فرنسية: تصاعد الكراهية لإيران

باريس-الكاشف نيوز:بمشاركة فرنسية رفيعة المستوى على الصعيدين السياسي والإعلامي، كثّفت المُعارضة الإيرانية في فرنسا من تحركاتها بالتزامن مع تصاعد الاحتجاجات الداخلية ضدّ النظام في طهران، خاصة في أعقاب تهديد وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان، بإعادة فرض عقوبات الأمم المتحدة على طهران بعد سلسلة من الانتهاكات التي ارتكبتها إيران فيما يتعلق بملفها النووي، وهو ما طالبت به أيضاً الصحافة الفرنسية المؤثرة على القرار السياسي.
وبالمُقابل، كان من المُلفت مُشاركة العديد من النواب الفرنسيين للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، في تظاهرة باريس الأسبوع الماضي احتجاجا على ما اعتبروه "المجزرة التي ترتكب بحق المتظاهرين في إيران" واصفين إيّاها بـِ "جريمة ضد الإنسانية".
وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو ائتلاف سياسي يضم مجموعات من المعارضين الإيرانيين، ويتخذ من فرنسا مقرّاً له، محمد محدثين، إنّه "بالرغم من الجهود التي يبذلها نظام طهران، إلا أنّ موقف المقاومة على الصعيد الدولي بات أكثر قوة وتأثيراً".
وحول المشاركة الفرنسية الفاعلة في نشاط المُعارضة الإيرانية، قال جاك بوتو رئيس إحدى أهم بلديات العاصمة الفرنسية، إنه "يجب أن تسلّط الأضواء" على ما يحصل في الجمهورية الإسلامية.
وأضاف بوتو، وهو أيضاً عضو اتحاد رؤساء بلديات فرنسا من أجل إيران ديموقراطية، إنّ "على فرنسا أن تبادر لإرسال بعثة تحقيق إلى السجون في إيران"، مكررا الدعوة الصادرة عن "اللجنة البرلمانية من أجل إيران ديموقراطية" التي تضم نوابا فرنسيين والمؤيدة لإرسال بعثة أممية هدفها كشف عدد القتلى والجرحى والمسجونين.
إيران تغلي في الداخل
والصحافة الفرنسية من جهتها لا تهدأ على صعيد التحذير من مخاطر بقاء النظام الإيراني على الداخل والخارج، وبالتالي فإنّه يتوجب إعادة فرض العقوبات الدولية عليه، مؤكدة أنّ إيران التي تغلي اليوم لن تتخلى عن مشاريع الهيمنة على الصعيد الإقليمي.
وفي هذا الصدد، ترى صحيفة "لي زيكو" أنّ طهران تستعمل نفوذها على بلدان الجوار بمثابة "تأمين على الحياة يسمح لها بإشعال الفوضى في المنطقة في حال حدوث مواجهة عسكرية مع الولايات المتحدة وإسرائيل"، لتكشف أنّ الجمهورية الإسلامية تواصل تمويل عملياتها الخارجية في دول الجوار بكلفة معقولة بالنسبة لها "لا تتجاوز أربعة مليارات دولار".
لكنّ الصحيفة تنقل عن الكاتب الفرنسي "ايف بورديون" قوله "إنّها المرّة الأولى "التي يواجه فيها النظام الإيراني انتفاضة في الداخل، وفي ذات الوقت انتكاسات على مسرح تدخلاته الخارجية"، مُشيراً إلى أنّ "طهران لم يتبقَّ لها إلا ورقة قمع الداخل، والتعويل على انكفاء الاحتجاجات في لبنان والعراق"، وذلك بينما يقف جزء كبير من الإيرانيين أنفسهم ضدّ تدخل نظامهم في بعض الدول العربية.
وكان قد تظاهر مئات الأشخاص قبل أيام في باريس تضامناً مع المُحتجين والمُنتفضين الإيرانيين داخل بلادهم، حيث حذّر بهزاد نظيري عضو المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية من أنّ "النظام انتقل إلى مرحلة جديدة: لقد أعطى أوامر ممنهجة بإطلاق النار على المتظاهرين. إنه أمر غير مسبوق. لم نشهد يوما مجزرة كهذه".
وأكد نظيري الذي يقود تكتلاً مُهمّاً من المعارضة الإيرانية في الخارج كمنظمة مجاهدي خلق، الحركة المعارضة في المنفى التي تتّهمها طهران بـِ "الإرهاب"، أنّ "على المجتمع الدولي أن يصدر إدانة صريحة.. يجب الكف عن غض الطرف".
خوف وإحباط ويأس
ومن جهتها، رأت "آن بينيديكت" اوفنار في صحيفة "لا كروا" الفرنسية أنّ الإيرانيين يعيشون اليوم تحت الخوف والفقر والإحباط والقمع، ولعلّ ما يفسر هذه الحالة هو انسداد جميع المنافذ للخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعيشها البلاد في ظل العقوبات الأميركية المؤثرة.
وترى أنّ سلطات طهران عاجزة في الوقت الراهن عن فعل أيّ شيء، باستثناء دفع من تبقى من مناصريها إلى الشارع للتظاهر ضدّ من يرفضون نظام الحكم في طهران.
تصاعد الكراهية لإيران
ومن بين أبرز اهتمامات الصحف الفرنسية أيضاً، ظاهرة تنامي الشعور المُعادي لإيران في كلّ من العراق ولبنان.
وتحت عنوان "الشارع يدين التدخل الإيراني في العراق ولبنان" تحدثت "لو بينيون" عن "انفجار الوحدة المفترضة للمعسكر الشيعي، تحت وطأة احتجاجات شعبية انتقدت بشدة إيران وحلفاءها الحكام في لبنان والعراق".
أما في صحيفة "ليبراسيون"، فقد اعتبر لوك ماتييه أنّ "طهران باتت في مرمى المتظاهرين" مُشيرا إلى أنّ إحراق القنصلية الإيرانية في النجف ومقتل عشرات المتظاهرين في الناصرية في أكثر الأيام دموية منذ بدء الاحتجاجات في العراق، يُبرزان أنّ هذه الانتفاضة ما زالت تتسع وذلك بسبب فساد الطبقة السياسية والتأثير الإيراني.
ومن جانبه، يرى جورج مالبرينو في صحيفة "لوفيغارو" أنّ الشعور المعادي لإيران يتنامى ويُعبَّرُ عنه في الشارع بقوة، مُعتبرا أنّ حرق القنصلية الإيرانية في النجف يؤكد تصاعد الكراهية ضد الجارة القويّة إيران.
"إيران إرحلي"
وحول ذلك تلفت أيضاً يومية "لاكروا" الفرنسية إلى أنّه تمّ كتابة شعار "إيران ارحلي" على جدران العاصمة بغداد ومدن جنوب العراق، حيث بات هذا الشعار على ألسنة الجميع، حتى أنّه في مدينة النجف مقر السلطة الدينية الشيعية قد تمت إزالة اسم الإمام الخميني عن أحد أهم الشوارع.
كما تؤكد الصحيفة أنّ تحدّي النفوذ الإيراني امتد إلى لبنان، مُتحدثة عن صدمة طهران وحزب الله من سرعة انتشار الاحتجاجات في لبنان وامتدادها إلى المناطق ذات الأغلبية الشيعية في الجنوب على غرار مدينة صور أو النبطية، وتصاعد الانتقادات التي وجهت للأمين العام لحزب الله حسن نصر الله.