أخر الأخبار
الأردن لمن؟!
الأردن لمن؟!

قبل ايام كنت اقرا كتابا يضم مذكرات احد ضباط الجيش العربي من ابناء عشيرة اردنية كريمة العميد المتقاعد بادي عواد الرديني يتحدث فيه عن العديد من القضايا ومنها مشاهداته اثناء حرب 1948 حيث كان احد رجال الجيش العربي.ويروي صاحب المذكرات بعض اﻻحداث التي تستوقف القارئ بما تحمل من رجولة صادقه.
اول هذه الحكايات في الكتاب الذي حمل اسم اﻻردن لمن.حادثه اثناء معركة باب العامود وتحديدا معركة نوتردام حيث يروي صاحب الكتاب انه كان يتسابق مع قائد السرية غازي الحربي ورخيص عابد وعبدالله الحربي للوصول الى جنود العدو ويضيف « وماكدنا نحرك ساكنا حتى اصيب رخيص عايد بصليه في بطنه فظهرت امعاؤه ليقوم بادخالها ولف الشماغ حول بطنه ودخل نوتردام وهو ينزف «.
كل هذه اﻻسماء ﻻنعرفها لكن ما نعرفه ان بطل القصة نموذج للروح القتالية اﻻستشهادية حيث يلف بطنه بشماغه على امعائه الخارجة من اﻻصابه.وهناك المكان المقدس للشماغ عنوانا للصدق والرجولة.وهذا النموذج وامثاله من الرجال يستحقون ان يكونوا رموزا للرجولة.
حكاية اخرى من الكتيبه الثانيه حيث كان حمدان البلوي في مدرعته مع سائقها.وكانت المدرعة تسير ﻻحتلال القباب.حيث ﻻحظ ان المدرعة تتمايل يمينا ويسارا.فنهر البلوي السائق معتقدا انه مضطرب من الخوف.فقال السائق ان الذي خوفني هذه واشار الى عينه.واذ هي مقلوعه وحجبت عنه الرؤية فكان التمايل في مسار المدرعة.
السائق اخذ عينه واعطاها لقائد المدرعة وبقي يقود مدرعته بعين واحدة وعينه تنزف. هذا السائق نموذج اردني وليس بطلا لفلم.وهو نموذج لجندي اردني عربي يستحق ان تدرس اجيالنا حكايته.
ويروي صاحب الكتاب واحد المشاركين في تلك المعارك عن بطوﻻت الكتيبه الرابعة وقائدها الفارس حابس المجالي رحمه الله.والتي حققت انتصارين كبيرين في معركتي باب الواد بعد اقل من اسبوع على نصر حققته في معركة اللطرون.ويذكر مقولة مؤسس كيان اﻻحتلال بن غوريون امام الكنيست عام 1949 ؛ لقد خسرنا في معرمة باب الواد وحدها امام الجيش اﻻردني ضعفي قتلانا في الحرب كامله.
مارويته من حكايات نجد امثالها في كتب وذكريات عديدة.وكم نتمنى ان نرى بعضها حكايات درامية نشاهدها كبارا وصغارا.فهذه اﻻسماء الكريمة ﻻبطال الحكايات ﻻنعلم عنها لانها مارست البطولة بصدق ورجولة ولم يخطر على بال اي منهم اننا في عام 2014 سنقرا حكايات رجولتهم وسنردد اسماء ﻻنعلم ان كانت بيننا ام في رحاب الله تعالى.
وحتى عندما نحتفل كل عام بذكرى تعريب قيادة الحيش العربي فان هذه الذكرى الوطنية التي صنعها الحسين رحمه الله نفذها رجال من ضباط القوات المسلحة يجب ان نقدمهم للاردنيين فهم جزء من الحكاية.وهم من نفذوا امر قائدهم اﻻعلى.
كيف نقدم كل هؤﻻء الرجال ﻻجيالنا رموزا ونماذج للقدوة؟ سؤال ليس مستحيلا.فبطولة هؤﻻء من جنود وضباط جزء من هويتنا الوطنية اﻻردنية.وكم هو اﻻعتزاز الوطني عميق حين تكون حكايات الرجولة في مناهجنا واعلامنا ، فالذاكرة الوطنية يجب ان تحمل اسماء الصادقين مهما كانت منازلهم ومراتبهم.