خطاب نصر الله في الاحتفال التأبيني التي أقيم في الضاحية الجنوبية لبيروت لتأبين سليماني وابوالمهدي المهندس لها ارتدادات على المنطقة برمتها إن وضعت موضع التنفيذ وخشية كبيرة من ارتدادات موقف نصر الله على كامل جغرافيه الشرق الأوسط ، وبحسب التحليلات لمضمون الخطاب أن نصر الله أوحى بان إيران لن تنفرد بالرد، بل ستكون مدعومة بقوى وحلفاء إيران في المنطقة وباتت المنطقة تعيش مرحله جديدة عنوانها انسحاب القوات الامريكيه والتي من شأنها أن تؤدي إلى تحقيق عنوان جديد في هذه المرحلة وهو انسحاب القوات العسكرية الأميركية من المنطقة بأكملها ما يعني استهداف القوات العسكرية في دول الخليج أيضا، وهنا تكمن خطورة التصعيد الذي قد تشهده المنطقة مستقبلا .
نصر الله تبنى قيادة المرحلة المستقبلية على مستوى القوى والفصائل والتنظيمات الحليفة ، وقد توجه لهذه القوى للبدء بالتحركات لاستهداف المصالح الأميركية العسكرية من أفغانستان الى اليمن مرورا بسوريا والعراق، ما يعني حُكما أن «حزب الله» سوف يكون جزءاً أساسيا من هذه العمليات.
نصر الله في خطابه أعلن الحرب على أمريكا ووجودها في المنطقة وشمل البوارج الأميركية، بالإضافة إلى جنود القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة، الأمر الذي، يؤكد أن المنطقة أمام مرحلة جديدة لن تكون مرتبطة بالرد الإيراني بل تؤسس إلى انطلاق مسار مختلف أعلن عنه نصر الله ودعا الجميع للانضمام اليه.
ومضمون خطابه أن محور إيران ما زال متماسكا وأن ما حصل لن يزعزع قواعده أو يضعف قوته على الإطلاق، وسعى إلى اختيار عبارات محشوة بالمعنويات، مفنّدا القراءة السياسية وراء اغتيال شخصية كبيرة كسليماني في هذا التوقيت بالذات.
خطاب نصر الله رسم معالم المرحلة المقبلة، انطلاقاً من مفهوم أن المنطقة بعد الثاني من كانون الثاني لن تكون كما قبله. هو تاريخ فاصل لبداية مرحلة جديدة وتاريخ جديد لكل المنطقة. بشكل مباشر وبما لا يحتمل الشك، وقال إن الرد على جريمة اغتيال الشهيدين قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس هو إنهاء الوجود الأميركي في المنطقة. «هذا هو القصاص العادل»، بحسب نصر الله، لأنه «لا يوجد أي شخصية في موازاة قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس». باختصار، قال إن «حذاء قاسم سليماني يساوي رأس ترامب وكل القيادة الأميركية ، حاول نصر الله ان يبرز ان الرد على السياسات الامريكيه لم ياتي في سياق الثأر ، مؤكدا أن الوجهة الأساس تبقى فلسطين. وهو اعتبر أنه «إذا تحقق هدف إخراج القوات الأميركية من منطقتنا، فسيصبح تحرير القدس على مرمى حجر وقد لا نحتاج إلى معركة مع إسرائيل، وعندها سيكتشف ترامب الجاهل ومن معه من الحمقى مدى غباء فعلتهم وأنهم لا يعرفون ماذا فعلوا، والأيام ستكشف لهم».
وأعلن نصر الله أن القصاص العادل من أجل قاسم سليماني هو القصاص العادل من أجل عماد مغنية ومصطفى بدر الدين وعباس الموسوي وكل شهداء هذه الأمة. وأوضح أنه «نحن لا نأخذ هذا الخيار من الموقع العاطفي. لسنا خائفين أو غاضبين، بل نعتبر أن هناك فرصة للتخلص من الهيمنة والاحتلال».
باتت الخشية حقيقة من إغراق المنطقة بالصراعات المذهبية والطائفية التي قد تلجأ إليها أمريكا حتى تتمكن من استعادة وجودها وهيبتها والتخوف من مواجهات داخلية مع القوى والفصائل والحركات المنضوية تحت لواء التحالف مع إيران وهذا قد يعيدنا للفوضى ألخلاقه حتى تتمكن أمريكا من مواجهة معارضيها وخصومها في المنطقة ضمن سياستها لمحاصرة تلك القوى ومحاربتها وهذا خطر ما يتهدد المنطقة في مرحلتها الجديدة.