أخر الأخبار
تقرير: مؤتمر برلين حول ليبيا...المشاركون ومسودة البيان المقترح
تقرير: مؤتمر برلين حول ليبيا...المشاركون ومسودة البيان المقترح

برلين-الكاشف نيوز:يعقد المؤتمر الدولي حول ليبيا في برلين يوم الأحد، برعاية الأمم المتحدة وبمشاركة 11 دولة من بينها مصر.
ومن المقرر أن يعقد المؤتمر في مقر المستشارية، وهو جزء من العملية التي أطلقتها الأمم المتحدة لدعم جهود المصالحة داخل ليبيا، وحل مشكلاتها.
ودعت برلين 11 دولة للمشاركة في المؤتمر، هي الولايات المتحدة، بريطانيا، روسيا، فرنسا، الصين، تركيا، إيطاليا، الإمارات، مصر، الجزائر، والكونغو، بجانب رئيس حكومة تحالف الاخوان فايز السراج والقائد العام للجيش الليبي خليفة حفتر.
بدورها، أعدت الأمم المتحدة وثيقة داخلية تحدد مسارات دعم ليبيا، نحو وقف دائم لإطلاق النار، وتطبيق حازم لحظر توريد الأسلحة إليها.
ووفقا للورقة، فإن مسودة البيان الختامي لمؤتمر ليبيا المقرر عقده في برلين يوم الأحد، تتضمن ستة بنود، بينها إصلاحات في مجالي الاقتصاد والأمن، إلى جانب وقف إطلاق النار وتطبيق حظر توريد الأسلحة.
وأحال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الورقة إلى أعضاء مجلس الأمن الدولي بتاريخ 15 يناير/ كانون ثاني.
ويأتي عقد المؤتمر تلبية لدعوة الممثل الخاص للأمم المتحدة في ليبيا غسان سلامة، أمام مجلس الأمن الدولي في يوليو الماضي.
ومن المنتظر أن يلتزم ممثلو أكثر من عشر دول مدعوة للمشاركة في المؤتمر، بالعودة إلى العملية السياسية في ليبيا والالتزام بالقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أنه سيشارك في مؤتمر يعقد في برلين، الأحد، ويهدف إلى إطلاق عملية سلام في ليبيا، معرباً عن تأييده للجهود التي تبذل للتوصل إلى هدنة في هذا البلد الأفريقي.
ومن المقرر أن يطرح بومبيو، في مؤتمر برلين، ثلاث نقاط أساسية لحل الأزمة الليبية، تتمثل في استمرار وقف النار في ليبيا، وانسحاب جميع القوى الخارجية، والعودة إلى العملية السياسية التي تقودها ليبيا وتشرف عليها الأمم المتحدة.
ويعتزم الوزير الأمريكي التواصل مع قادة العالم لنقل النقاط الثلاث الأساسية في رؤية بلاده للوضع في ليبيا، بينما تؤكد الخارجية الأمريكية على أن واشنطن مستمرة في "تحقيق وقف طويل الأجل للأعمال العدائية وتسوية سياسية ستمكن جميع الليبيين من التمتع بمستقبل أكثر سلاما".
وتستقبل المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، عقب ظهر الأحد ممثلي الدول الفاعلة في النزاع الليبي، وبينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
ويمكن الاستخلاص من ورقة الأمم المتحدة أن مسودة البيان الختامي تم إعدادها خلال الأشهر الماضية خلال خمسة اجتماعات تحضيرية في برلين مع ممثلين من أكثر من عشر دول ومنظمات، بينها الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيطاليا وفرنسا ومصر والإمارات.
بدوره، دعا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أوروبا إلى دعم تحركات بلاده في ليبيا، حيث تقدم أنقرة مساندة عسكرية للحكومة المعترف بها دوليا، وذلك من أجل إنهاء الصراع الليبي.
وقال أردوغان في مقال نشره موقع "بوليتيكو" الإيطالي الإلكتروني يوم السبت: "أوروبا أقل اهتماما بتقديم دعم عسكري لليبيا، ومن ثم فإن الخيار الواضح هو العمل مع تركيا التي تعهدت بالفعل بتقديم مساعدة عسكرية"، مشدداً على أن الطريق المؤدي للسلام في ليبيا يمر عبر تركيا.
وأضاف: "إن ترك ليبيا تحت رحمة بارون حرب سيكون خطأ تاريخيا"، متابعاً: "سندرب قوات الأمن الليبية ونساعدها على مكافحة الإرهاب وتهريب البشر وغيرهما من الأمور التي تمثل تهديدا بالغا للأمن الدولي".
وقال أردوغان إنه إذا سقطت الحكومة الشرعية في ليبيا فإن الجماعات الإسلامية المتشددة كتنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة "ستجد أرضا خصبة للوقوف على قدميها من جديد".
وأشار إلى أنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يُظهر للعالم أنه لاعب مهم في الساحة الدولية، مردفاً: "ينبغي ألّا ننسى أن أوروبا ستواجه مشاكل وتهديدات جديدة، إذا جرى إسقاط الحكومة الشرعية في ليبيا".
من جانبه، توجه الرئيس عبد الفتاح السيسى، إلى ألمانيا، للمشاركة فى مؤتمر برلين بشأن ليبيا، الذى سيعقد يوم الأحد، وذلك بعد تلقيه اتصالاً هاتفياً من ميركل قبل أيام.
وقال الشيخ محمد بن زايد على حسابه الرسمي في تويتر "التقيت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل في برلين.. ناقشنا تعميق شراكتنا الاستراتيجية وتعزيز الاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ودعم جهود إرساء السلام في ليبيا".
وأضاف "نأمل أن يعم الأمن والاستقرار والعيش بسلام ربوع ليبيا، وأن يحقق مؤتمر برلين تطلعات الشعب الليبي الشقيق".
وأكد الشيخ محمد بن زايد على "دعم الإمارات الكامل لجهود ألمانيا ومبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، من أجل تثبيت وقف إطلاق النار والتوصل إلى تسوية سياسية شاملة ومستقرة للأزمة الليبية، تعزز الأمن العربي وتحفظ الاستقرار في منطقة البحر المتوسط".
وقال إن بلاده مع "أي جهد أو تحرك أو مبادرة من شأنها مساعدة الشعب الليبي الشقيق على الخروج من أزمته وتجاوز معاناته ووقف التدخل في شؤونه الداخلية وتعزيز أركان الدولة الوطنية ومؤسساتها في مواجهة الميليشيات الإرهابية المسلحة ووضع حد لتدفق العناصر الإرهابية إلى ليبيا".
ويأتي اللقاء بين الطرفين قبل نحو 24 ساعة من عقد مؤتمر برلين بشأن الأزمة الليبية، الأحد.
وصرح السفير بسام راضى، المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية، بأن الاتصال تناول التباحث بشأن الوضع فى ليبيا، حيث أطلعت المستشارة ميركل الرئيس على الجهود والاتصالات الالمانية الاخيرة ذات الصلة بالملف الليبي، سعياً لبلورة مسار سياسي لتسوية القضية.
وفِي هذا السياق تم تبادل وجهات النظر تجاه المستجدات الأخيرة على الساحة الليبية، وتداعياتها على ليبيا والمنطقة.
وتم التوافق فى هذا الصدد على أن أي مسار لحل سياسي لإنهاء الأزمة الليبية، يجب أن يتم صياغته فى إطار شامل يتناول كل جوانب القضية من الناحية السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية، وكذلك تقويض التدخلات الخارجية غير المشروعة فى الشأن الليبي.
وكان المتحدث باسم الخارجية الألمانية راينر برويل، قال فى تصريحات صحفية، إن بلاده تأمل أن تجعل كل اللاعبين الدوليين يستخدمون نفوذهم للدفع من أجل إحراز تقدم فى محادثات السلام الليبية، مشدداً على أن الهدف "أوسع" من مؤتمر موسكو الذى كان يهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار.
وتسعى اليونان للمشاركة في محادثات برلين التي لم تدع إليها. وتبحث أثينا عن دور أكبر في ليبيا بعد توقيع حكومة السراج الليبية مذكرة تفاهم مع أنقرة في نوفمبر/ تشرين الثاني، تتيح لها حقوقا للتنقيب عن النفط والغاز في مناطق واسعة من شرق البحر المتوسط، وهي الحقوق التي تطالب بها اليونان وقبرص.
وكان رئيس الحكومة اليونانية، قد صرح أن أثينا سترفض داخل الاتحاد الأوروبي أي اتفاق سلام ما لم يتم إلغاء الاتفاق المثير للجدل بين أنقرة وحكومة طرابلس.
وأعلن وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، الخميس الماضي، أن حفتر وافق على الالتزام بوقف إطلاق النار وعن استعداده للمشاركة في مؤتمر برلين، بعد أن أعلن السراج مشاركته.
إذ كان حفتر قد غادر محادثات في موسكو لوقف إطلاق النار بدون التوقيع على الاتفاق، لكن وزير الخارجية الألماني زار بنغازي، أحد معاقل المشير شرق ليبيا، لإقناعه بالانضمام للمؤتمر.
وكتب ماس على تويتر، أن حفتر "يرغب بالمساهمة في إنجاح مؤتمر برلين حول ليبيا وهو مستعد من حيث المبدأ للمشاركة"، معتبراً أن ذلك "أفضل فرصة منذ وقت طويل" لتحقيق السلام.
غير أن السراج الذي وقعت حكومته على الاتفاق الذي تم التوصل إليه في موسكو، شكك في نوايا حفتر. وقال إن حفتر "اختار عدم التوقيع على الاتفاق وطلب إرجاء، معتبرا ذلك "مسعى لتقويض مؤتمر برلين قبل أن يبدأ".
من جانبه، أعلن الكرملين أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور برلين الأحد، للمشاركة في المؤتمر الدولي بشأن ليبيا.
فيما أعلن وزير الخارجية الروسي في حكومة تصريف الأعمال، سيرجي لافروف، أنه تم الاتفاق على الوثائق الختامية لمؤتمر برلين حول ليبيا وأنها لا تتعارض مع قرارات مجلس الأمن في الشأن الليبي.
وقال لافروف في المؤتمر الصحفي حول نتائج الدبلوماسية الروسية في عام 2019، "بالنسبة لمؤتمر برلين، فقد أيدنا تلك المبادرة منذ البداية، لأنه كلما زاد عدد الدول الراغبة في مساعدة الليبيين في تهيئة ظروف تسوية الأزمة، كلما كان أفضل"، بحسب وكالة سبوتنيك الروسية.
وأشار إلى أن العلاقات لا تزال "متوترة جدا" بين المتحاربين الرئيسيين، فايز السراج والمشير خليفة حفتر اللذان تتواجه القوات الموالية لكل منهما منذ أشهر على أطراف العاصمة.
وقال لافروف: "إنهم يرفضون حتى التواجد في نفس المكان"، مضيفاً أن سبب الأزمة الليبية الأساسي هو سياسة حلف شمال الأطلسي (ناتو) بعد بدء الأحداث عام 2011.
يشار إلى أن تونس لن تحضر المؤتمر رغم أنها أكثر دولة في جوار ليبيا، ومتأثرة بالحرب، خاصة وأن حدودها معها تقارب 500 كلم، فإنه لم توجه لها الدعوة للمشاركة. ورغم اتصال ميركل بالرئيس قيس سعيد لدعوته لزيارة بلادها دون المشاركة في مؤتمر برلين. الأمر دفع السفير لدى برلين أحمد شفرة للتعبير عن استغراب بلاده الكبير ومفاجأتها بقرار إقصائها.
كما أن قطر لن تحضر المؤتمر رغم دعمها لحكومة السراج، وقد أوضح وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن استثناء بلاده من الدعوة إلى المؤتمر قد يعود لأسباب تخص الدولة المستضيفة أو الأمم المتحدة.
والتقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، يوم السبت، المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، في برلين، عشية مؤتمر دولي بشأن ليبيا، حيث عبر عن دعم بلاده لجهود إرسال السلام الشامل في هذا البلد.
ووصل قائد "الجيش الوطني الليبي" المشير خليفة حفتر إلى برلين مساء يوم السبت، لحضور مؤتمر دولي حول ليبيا غدا.
ويشارك في المؤتمر طرفا النزاع، وعدد من الرؤساء بينهم الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان والفرنسي إيمانويل ماكرون، بالإضافة إلى رئيس وزراء بريطانيا بوريس جونسون، ووزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو.
وكشفت وكالة "تاس" الروسية أن مؤتمر برلين حول ليبيا سيقترح توزيع التسوية على ست "سلال" على غرار التسوية السورية، ووضع آلية دولية لتنفيذ مضمونها.
وحسب مسودة البيان الختامي لمؤتمر برلين، والذي اطلعت الوكالة عليها، فإن مسارات العمل الستة المقترحة، هي وقف إطلاق النار، وحظر توريد الأسلحة، واستئناف العملية السياسية، وحصر السلاح في يد الدولة، وإطلاق إصلاحات اقتصادية، واحترام القانون الإنساني.