أخر الأخبار
جثث الطائرة الأوكرانية تلاحق طهران .. قريب ضحيتين يروي التفاصيل بالدموع
جثث الطائرة الأوكرانية تلاحق طهران .. قريب ضحيتين يروي التفاصيل بالدموع

الكاشف نيوز - وكالات

بعد اعتراف "الحرس الثوري الإيراني" بإسقاطه الطائرة الأوكرانية بصاروخ قبل نحو أسبوعين، بدأت السلطات الإيرانية منذ أيام بدفن الجثامين أو ما تبقى منها بحضور أفرادٍ من عائلات الضحايا الإيرانيين وسط إجراءاتٍ صارمة خوفاً من تفاقم الاحتجاجات الشعبية التي شهدتها بعض المدن الإيرانية على خلفية إسقاط تلك الطائرة.
إلا أن "مأساة الطائرة" ستلاحق طهران طويلاً، لا سيما أن العديد من أهالي الضحايا لم ولن يغفروا "خطأ الحرس الثوري هذا"، كما أن بعضهم أجبر على دفن موتاه على عجل، دون "ضجة" بضغط من قبل السلطات الإيرانية.
فقد روى قريب ضحيتين، ما حصل مع عائلته بالتفصيل، حتى تمكنت من دفن قريبتين كانتا على متن الطائرة الأوكرانية التي أسقطتها طهران يوم الثامن من كانون الثاني/يناير الجاري، مودية بحياة 176 راكباً.
وقال روجهات موكرياني في مقابلة مع "العربية.نت": "لقد صادفنا مشاكل كثيرة، فالسلطات الإيرانية بمدينة مهاباد الكُردية، رفضت تسليم جثة زوجة خالي وابنتها لعائلتنا، لكن بعد مرور أسبوع من إسقاط الطائرة، طلبت السلطات من أفراد من عائلتي، الحضور معها لدفن الجثتين في مقبرةٍ بمدينة مهاباد خشية أن تتحول مراسم الدفن إلى موكب تشييعٍ كبير".
"دون إخبار أحد"
وأضاف أن "السلطات الإيرانية استدعت وجهاء العائلة عند الساعة الحادية عشرة ليلاً وقالت لهم وصل الجثمانان إلى مهاباد الليلة وعليكم القدوم معنا لدفنهما عند الصباح الباكر في الساعة السابعة دون أن تخبروا أحداً بموعد الدفن، وهذا ما جرى بالفعل وسط تشديدٍ أمني، ولو لم أكن في ألمانيا اليوم لكان الحديث عما جرى صعباً للغاية".
وتحمل زوجة خال موكرياني وابنتها، اسمين مختلفين، لمنع السلطات الإيرانية تداول الأسماء الكردية في سنة ولادتهما.
وتدعى الأولى سنور پورقادري (35 عاماً) واسمها الإيراني "عايشة"، بينما الابنة تدعى سروە پساوند (17 عاماً) واسمها الإيراني "فاطمه"، بحسب ما أوضح روجهات.
وتابع تفاصيل الحكاية قائلاً إن "السلطات الإيرانية رفضت تشييع زوجة خالي وابنتها بمراسم، وسمحت لعائلتنا حضور دفنهما بصمت في (المقبرة الكبرى) بمهاباد، والجثتان كانتا بتابوت ملفوف بالعلم الإيراني، لكن أفرادا من عائلتي حاولوا تمزيقه، لقد حصل ذلك في الصباح الباكر، تحت ضغوط أمنية كبيرة من السلطات الحكومية".
طهران تتحمل كامل المسؤولية
كما أكد أن "ما جرى كان كارثة، متسائلاً كيف تخوض طهران حرباً ضد واشنطن ولا تغلق أجواءها، كان يجب أن تُغلق طهران كل مطاراتها في اليوم الذي شنت فيه غاراتٍ جوية على أهدافٍ أميركية في العراق".
وحمّل موكرياني، طهران كامل المسؤولية عن إسقاط الطائرة الأوكرانية التي قُتل فيها 176 راكباً معظمهم إيرانيون مزدوجو الجنسية. وقال في هذا الصدد إن "طهران مذنبة، لقد أسقطت الطائرة بصاروخين بعدما فشلت باستهدافها بالصاروخ الأول، كما روى لنا أحد السكان القريبين من الموقع الذي أُسقطت فيه الطائرة".
إلى ذلك، طالب موكرياني الذي يعمل كمراقبٍ لانتهاكات حقوق الإنسان في إيران، الحكومة الكندية إلى جانب المجتمع الدولي بمحاسبة طهران على ارتكابها هذه "الجريمة".
وأضاف أن "ما حصل، كان كارثياً، وقتل مئات الأشخاص نتيجة ذلك، ونحن لا نزال مثل العديد من عائلات الضحايا في حالة من الحزن والصدمة، ونطالب بمعاقبة إيران كي لا تكرر مثل هذه الحوادث".
كما شدد على أن "ركاب الطائرة الّذين قُتلوا، ماتوا دون ذنب، وكان من بينهم أكاديميون وطلاب يسعون لمستقبلٍ أفضل. واليوم على كل منظمات المجتمع المدني وحقوق الإنسان الدولية، متابعة مجريات هذه الكارثة".
وأوضح أن "زوجة خالي كانت تقيم مع بقية أفراد عائلتها في كندا، لكنها كانت في زيارة إلى إيران لمدة أسبوع مع ابنتها". كما أشار إلى أن "ابنتها كانت طالبة جامعية وكانت هذه المرة الأولى التي تقوم فيها مع والدتها بزيارة أقربائهم في إيران منذ عشر سنوات".
وختم قائلاً: "لقد كانتا في طريق العودة إلى كندا مروراً بأوكرانياً، لكن القدر منعهما من تحقيق ذلك".