أخر الأخبار
سياسيون ومفكرون أوروبيون يُحذّرون من خطر حقيقي للإخوان
سياسيون ومفكرون أوروبيون يُحذّرون من خطر حقيقي للإخوان

بروكسل-الكاشف نيوز:بمشاركة عدد كبير من المُفكرين والأكاديميين والباحثين من فرنسا، إسبانيا، بلجيكا، هولندا، ألمانيا، والسويد، وفي إطار الحملة الأوروبية المتواصلة لمكافحة التطرف والإرهاب، استضافت جامعة انتوريب البلجيكية المرموقة ندوة بعنوان "الجهود الفكرية في مواجهة الإيديولوجيات المتطرفة"، وذلك في مقر كلية علوم الأديان والإنسانيات بالجامعة بتنظيم من دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس، والأكاديمية الأوروبية للتنمية والأبحاث في بلجيكا.
وركزت الندوة على تناول موضوع أهمية الفكر المُعتدل في مواجهة التطرف والإرهاب، ودور المفكرين في محاربة انتشار التطرف والدعم الذي يحتاج إليه المفكرون في مواجهته.
وقد أكد الكاتب والناشر السويدي يوهان ويستيرهولم، أن مكافحة التطرف في أوروبا تواجه عقبات عدّة خاصة لجهة العمل على الجيل الثاني والثالث من المهاجرين. واعتبر أن للكتاب والباحثين دور محوري في مكافحة الإيديولوجيات الإسلامية المتطرفة، وخاصة محاربة جماعة الإخوان المسلمين التي تعتبر خطراً حقيقياً يُحدق بالمجتمعات الأوروبية ويُقوّض أمنها.
من جهته اعتبر البروفيسور توم زوارت مدير مدرسة حقوق الإنسان ومنسق قسم القانون في جامعة اتريخت الهولندية، أن الجاليات المسلمة في أوروبا ترفض بشكل صريح ما يفعله المتطرفون الإسلاميون سواء في أوروبا أم خارجها، مُشدداً على أهمية مراقبة المدارس الدينية ومراقبة الخطاب الديني لأئمة المساجد في أوروبا، ورأى أنّ للتعليم دور أساسي للحدّ من التطرف.
ودعا عضو مجلس النواب الفيدرالي البلجيكي كوين ميتسو، خلال مُشاركته إلى تجديد الخطاب الديني، مؤكداً أن التطرف مفهوم قديم وأن هناك العديد من المسلمين ضحايا للمتطرفين الإسلاميين، مُعلناً عن جهود حثيثة للحد من التطرف والعودة بالمتطرفين إلى الطريق السوي.
التسامح والالتزام بروحية النصوص الدينية التي تناهض التطرف
أما عميد كلية علوم الأديان والإنسانيات في جامعة انتوريب البروفيسور كريس فونك، فقد شدّد على أهمية التسامح والحوار بين كافة الأديان للحد من آفة التطرف التي غزت العالم، معتبراً أنهما السبيل الوحيد لعالم أفضل وآمن للجميع.
في المقابل قام أستاذ تاريخ الدراسات الشرقية في كلية علوم الأديان والإنسانيات البروفيسور جان فان ريث بمقاربة تاريخية توضح سوء الفهم حول بعض الأبحاث التي تروج للتطرف والفهم المغلوط للنصوص الدينية، وتمنى الالتزام بروحية النصوص الدينية التي تناهض الأفكار المتطرفة والمضللة.
كما وناقش الباحث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى الدكتور ماغنوس نوريل الدور الذي يجب أن يضطلع به المفكرون في مكافحة ظاهرة التطرف، وأكد الحاجة للمزيد من المبادرات لتشجيع دور المفكرين في مواجهة الأفكار المتطرفة. كما وشدّد على أنّ التطرف لا دين له على الرغم من انتشار التطرف الإسلامي بشكل موسع في السنوات الأخيرة.
وفي نفس الإطار اعتبر عميد كلية اللاهوت البروتستانتي في بروكسل البروفيسور يوهان تاميرمان، أن الجهود الفكرية لمكافحة التطرف والإرهاب هي واجب وهدف إنساني نبيل، وشدّد على أهمية الدراسات الدينية في مكافحة هذه الآفة الخطيرة خاصة أن هناك من يستخدم النصوص الدينية بمفهوم خاطئ للتحريض على العنف والدعوة إلى التطرف.
وشدّد المحامي والتر دايمن المتخصص بقضايا التطرف والإرهاب على أهمية الشجاعة في مواجهة التطرف، معتبراً أنه يجب أن نفكر سوياً بشكل جدي بكيفية مواجهة التطرف حيث أن التغيير يأتي من خلال النقاش والحوار المنطقي.
أما أستاذ علم الجريمة والدراسات الأمنية في جامعة غانت البلجيكية البروفيسور مارك كولز، فأكد من جهته على دور الجامعات الهام والمحوري في الحدّ من التطرف والإرهاب، ودعا إلى مقاربة قانونية إنسانية في مواجهة هذه الآفة الخطيرة.
يُذكر أن الندوة اختتمت بعرض لفيلم عن أهمية كتاب "السراب" لمدير مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية في أبوظبي الدكتور جمال سند السويدي، ناقشه رئيس دائرة البحث والتحليل الجيوسياسي في باريس جان فالير بالداكينو، والذي شدّد على مزايا هذا الكتاب الفكرية والتنويرية، وكيفية استثماره لنشر التوعية من خطر الجماعات الإسلامية المتطرفة التي تستغل الدين لأهداف سياسية مشبوهة.
وأكد أستاذ التواصل الاستراتيجي والعلاقات الحكومية في باريس الدكتور نضال شقیر خلال الكلمة التمهيدية للندوة، أن هذا النشاط الفكري حيوي وهام، ويأتي في إطار حملة كبيرة تهدف للترويج لدعم وتشجيع الاستثمار في الجهود الفكرية لمواجهة الأفكار المتطرفة التي غزت واستحوذت على عقول الكثيرين خاصة من الشباب في المجتمعات الأوروبية.
واعتبر المُشاركون كتاب "السراب" من أهم الكتب التي نشرت في السنوات الأخيرة وأغناها من حيث المعلومات الفريدة والدقيقة عن طرق عمل الجماعات الإسلامية المتطرفة وزيف أهدافها.