أخر الأخبار
في مخاطر الاعلان السياسي عن صفقة ترامب
في مخاطر الاعلان السياسي عن صفقة ترامب

ليس خافيا علي أحد بأن دعوة كل من نتنياهو وغانس لزيارة البيت الأبيض يوم الثلاثاء القادم يهدف الي تعزيز مكانة نتنياهو وانقاذة من جلسة نزع الحصانة التي سيناقشها الكنيست في ذات الموعد .
لقد استطاع نتنياهو توظيف ترامب خدمة لمصالحة الشخصية علما بأن الاخير بحاجة ايضا لنتنياهو وذلك للاستقواء باللوبي الصهيوني في اميركا  لمواجهة مخاطر عزلة .
 يريد نتنياهو   التغطية علي فضائحة الداخلية والخاصة بالفساد بإبراز أن هناك إنجازات سياسية هو صاحبها  واحد أشكالها تم من خلال مشاركة أكثر من  أربعين  شخصية دولية من رؤساء وممثلي بعض  الدول  في مؤتمر مناهضة الهلكوست بالقدس وكأن ذلك يشكل اعترافا بأنها عاصمة لدولة الاحتلال تمشيا مع موقف إدارة ترامب  وبما يخالف قرارات الشرعية الدولية وخاصة قرار 2334 وقرار 19/67 والذي تم من خلالة الاعتراف بدولة فلسطين عضوا مراقبا بالأمم المتحدة وبان القدس عاصمة لها .
واذا كانت كل شعوب الأرض تدين المحرقة التي شملت قوميات  اخري بالإضافة إلي اليهود فماذا عن محرقة الفلسطينين المستمرة بالقدس والضفة والقطاع.
 ولماذا يتم بناء كيان لمجموعة عرقية أو سكانية علي حساب شعب آخر متأصل في ارضة وهل هذا يستقيم مع مبادئ حقوق الإنسان؟
واذا كان الرئيس ترامب يريد أن  يعلن قريبا صفقتة والتي أصبحت واضحة المعالم بحسم القضايا الكبري لصالح دولة الاحتلال وخاصة القدس واللاجئين والاستيطان والتحضير لضم مساحات من منطقة (ج )والأغوار ووادي الاردن وإقامة كيان فلسطيني في أماكن التجمعات السكانية 
   في إطار تنفيذ مشروع الحكم الذاتي للسكان  والذي من الممكن أن تطلق علية إدارة ترامب مسمي دولة شكلا لا مضمونا بما أن إسرائيل ستسيطر علي حدودها ومعابرها وتفرض القيود والشروط عليها .
فما هو المطلوب  وهل نكتفي بالرفض والتنديد.؟
وهل ردود الفعل تجاة هذة الخطة التصفوية ترتقي لحجم التحديات الوجودية الخاصة بالقضية الوطنية.؟ 
تحظي قضية شعبنا بتفوق اخلاقي مميز وهناك  تأييد كبير لها من كافة شعوب الارض المحبة للسلام ولقيم التحرر الوطني وهناك مروحة كاملة يمكن استثمارها لإفشال صفقة ترامب نتنياهو  وفي مقدمتها الكفاح الأخلاقي والقانوني و الدبلوماسي والمقاومة الشعبية وتعزيز صمود شعبنا .
لقد بات من الضروري العودة إلي جذور الصراع والعمل علي تأصيل واستحضار الرواية التاريخية لشعبنا والذي تعرض لواحدة من أبشع عمليات التطهير العرقي  التي تمت بالقرن العشرين وذلك في عام 1948 الأمر الذي يستلزم صياغة رؤية وطنية فلسطينية جامعة تعمل علي وحدة  الأرض والشعب والقضية وذلك في مواجهة سياسة التجزئة والتفتيت الاحتلالية  وكذلك العمل علي استنهاض الأداة الموحدة لشعبنا والمجسدة ب.م.ت.ف علي ارضية  ديمقراطية وتشاركية بوصفها الجبهة الوطنية التي تقود كفاح شعبنا من أجل التحرر الوطني. 
تستغل كل من إسرائيل وأميركا حالة الانقسام وكذلك الانشغال العربي بالملفات الداخلية من أجل طرح خطتها والرامية لإخراج شعبنا من التاريخ والتعامل معة كمجموعات سكانية متناثرة ليس لهم حقوق وطنية وبالمقدمة منها الحق في تقرير المصير بل تسهيلات معيشية قائمة علي فكرة السلام الاقتصادي .  
ولعل المدخل لذلك كلة يكمن بإنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة والتوجة  لتنفيذ خطة استراتيجية وطنية شاملة تنقل الحالةالفلسطينية الي مربع التحرر الوطني..