أخر الأخبار
«الأسيوطي» قتل المسنة الأجنبية لسرقتها
«الأسيوطي» قتل المسنة الأجنبية لسرقتها

القاهرة - الكاشف نيوز

منذ الوهلة الأولى لدخوله شقة العجوز الأجنبية بمدينة نصر وقف ينتقل ببصره بين غرفة وأخرى، مظاهر الثراء بدت جلية في قطع الأثاث والأجهزة الكهربائية، مشاعر الحرمان سيطرت عليه، حاجته للمال دفعته للتفكير في التخلص من الضائقة المادية التى يعاني منها، إذ جاء قادما من بلدته بأسيوط للعمل في المقاولات بمنطقة شرق القاهرة، وهناك تعرف على الضحية، التى فتحت منزلها له بعدما أوهمها بقدرته على مساعدتها على قضاء حوائجها بعد علمه إقامتها بمفردها، حتى قرر أن ينهى حياتها لسرقتها بطريقة بشعة هزت قلوب سكان الحى الراقي. 
«محدش فينا كان يعرفها كويس تيجى في حالها وتمشى من غير ما تكلم حد».. بهذه الكلمات بدأ وائل، حارس العقار الذى شهد الجريمة بـ«مصر الجديدة»، مشيرا إلى أنه منذ قدومه للعمل بالعقار وجدها تمتلك الشقة لكنها لا تقيم فيها، نظرا لامتلاكها شقة أخرى في «مدينة نصر»، ورغم أنها تحمل جنسية أجنبية إلا أنها كانت تعشق القاهرة ورفضت مغادرتها.
وأضاف: يوم الواقعة كنت أقوم بعملى المعتاد في العقار، وتنظيف درجات السلالم أمام شقة القتيلة الكائنة بالطابق الثالث، وحينها كانت رائحة كريهة تنبعث من داخلها، وأخبرت المهندس أحمد، أحد سكان العقار، والذى قام بالاتصال برجال المباحث، الذين قاموا بكسر باب الشقة لاكتشاف مصدر الرائحة، مستطردًا: «لما دخلنا لقينا جثة صاحبة الشقة ملقاة على الأرض خلف الباب».
وأوضح: «لم تمر سوى دقائق وانتشر رجال البحث في محيط المنطقة الراقية للبحث عن خيط أو علامة تقودهم لكشف ملابسات الجريمة، وطلب أحد الضباط تفريغ كاميرا معلقة بالعقار المجاور لنا، ومع مشاهدة مقاطع الفيديو المحفوظة عليها تبين خروج شاب عشرينى من العقار تبدو عليه علامات الارتباك والخوف، حتى اكتشف رجال البحث الجنائى أن ذاك الشاب هو القاتل».
أما عن طريقة تنفيذ الجريمة فيقول عامل بأحد المحال بالمنطقة، إن الجانى جاء قادما من بلدته بأسيوط للعمل في المقاولات بمنطقة شرق القاهرة، وهناك تعرف على الضحية، وعرف أن لديها شقة تحت التشطيب، فاستغل ذلك وأوهمها بقدرته على مساعدتها، فكان يتردد على شقتها في مدينة نصر، لقضاء حوائجها من وقت لآخر مقابل حصوله منها على بعض المبالغ المالية، فضلا عن منحه بعض الهدايا، وخلال هذه الفترة سافر لبلدته حيث محل إقامته، حتى يتقدم لإحدى الفتيات للزواج منها، إلا أنها رفضته لقلة حيلته وفقره وعدم استطاعته شراء شبكة أو توفير مسكن لائق لها، فقرر الرجوع إلى القاهرة، للعمل، وذهب إلى السيدة العجوز. 
ويضيف: «هنا اختمر في ذهن القاتل فكرة سرقتها، فقام باستدراجها من مسكنها للشقة، (مسرح الجريمة) بحجة إنهاء بعض أعمال التجديدات بها، لكنها لم تدر أنه سيرد لها المعروف بقتلها، بعدما استدرجها بدعوى رؤية آخر التشطيبات في شقتها بمصر الجديدة، وما إن دخلت فتسلل خلفها وخنقها بحبل ولم يتركها إلا بعد أن تأكد من وفاتها، للاستيلاء على مبلغ زهيد من المال، وهاتف محمول والمفاتيح الخاصة بها، وتوجه للشقة سكنها، واستولى على بعض المقتنيات الثمينة، ظنا منه أن جريمته لن تكشف إلا أن عدالة السماء كانت له بالمرصاد، ليتم ضبطه من قبل رجال المباحث ويعترف بارتكاب الواقعة، مبررًا سبب جريمته لحاجته للمال، ومتناسيًا أن القتيلة لطالما أنفقت عليه وساعدته ماديًا».
أحداث الواقعة كشفها إخطار ورد للواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة، من قسم شرطة مدينة نصر أول، بانبعاث رائحة كريهة من داخل شقة كائنة بدائرة القسم. بالانتقال والفحص عُثر على جثة سيدة تحمل جنسية إحدى الدول الأجنبية، ٧٢ سنة، مقيمة بدائرة قسم شرطة مصر الجديدة «مالكة الشقة محل البلاغ» مُسجاة على وجهها بصالة الشقة محل البلاغ «تحت التشطيب» في حالة متحللة وملفوف حول عنقها حبل وتبين وجود آثار دماء بأرضية الصالة، وسلامة جميع منافذ الشقة.
بإجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن وراء ارتكاب الواقعة عاطل، ٢٦ سنة، مقيم بمنطقة الخصوص بالقليوبية وأصل بلدته بأسيوط.
عقب تقنين الإجراءات تم استهدافه وضبطه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة وأقر بسابقة تعرفه على المجنى عليها وتردده عليها بمسكنها لقضاء احتياجاتها، ونظرًا لمروره بضائقة مالية وعلمه بثراء المجنى عليها اختمرت في ذهنه فكرة التخلص منها وسرقتها وتم بإرشاده ضبط كافة المسروقات المستولى عليها بمسكنه، تم اتخاذ الإجراءات القانونية.