بدأت فكرة حل الدولتين من خلال البرنامج المرحلي الذي تم اعتماده في م.ت.ف عام 1974.
وترسيخه في وثيقة الاستقلال عام 1988 كنتاج لاجتماع المجلس الوطني والذي انعقد كأحد مخرجات الانتفاضة الشعبية الكبرى.
عزز المجتمع الدولي من فكرة حل الدولتين والتي رددها الرؤساء الأمريكيين من كلنتون وبوش وصولا الي أوباما.
نظر الفلسطينيين لحل الدولتين بما انه يستند لتنفيذ قرارات الشرعية الدولية، بينما نظر الإسرائيليين للدولة الفلسطينية بما انها ليست أكثر من حكم إداري ذاتي يستند الي السيطرة الاسرائيلية إداريا وامنيا وقانونية بما يعني التحكم في مقوماتها وإخضاعها لنظام المعازل والبنتوستانات العنصري.
ولا مانع لدي الإسرائيليين أن يتم تسميتها دولة او حتي امبراطورية كما صرح شمعون بيريس تعقيبا علي توقيع اتفاق أوسلو.
قضت إسرائيل علي آفاق السلام والحل الذي بمكن تسميته بصورة جائرة (بالحل الوسط)من خلال إنهاء مفهوم حل الدولتين
والقائم علي الاعتراف بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة علي حدود الرابع من حزيران عام 1967 وتبني مفهوما اخر تعزز في صفقة ترامب مبني علي إقامة دولة فلسطينية خارج إطار السيادة والاستقلال والحدود التي أكدتها قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة عبر الاعتراف بها عضوا مراقبا بالأمم المتحدة وفق قرار19/67.
تتبني خطة ترامب حل الدولتين نظريا ولكن الدولة الفلسطينية المزعومة لن تكون أكثر من إدارة شؤون السكان بما يذكر بالعودة الي لمشروع روابط القري القائم علي تقديم الخدمات دون السيطرة علي الارض والموارد والثروات.
انها ليست أكثر من كيان مبني علي نظام المعازل والبنتوستانات متحكم به من أدوات الاستعمار الإسرائيلي.
أن حسم الملفات الكبرى بالصراع (القدس واللاجئين والاستيطان )، وتأكيد الصفقة علي ضم الأغوار والمستوطنات بما يشمل 30%من من أراضي الضفة يعني نسفا كاملا لحل الدولتين بالمفهوم الفلسطيني وبمفهوم القانون الدولي.
نحن نعيش فترة يجب أن نواجه بها الحقيقة بوضوح عبر انتهاء الرهان علي حل الدولتين التي تريده صفقة ترامب تأبيداً لسلطة الحكم الذاتي ليس إلا في إطار منظور يستند الي السلام الاقتصادي بعيدا عن حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وتحقيق السيادة الوطنية.
وعلية فقد أن الأوان لتجاوز مفردات المرحلة الانتقالية التي حسمتها صفقة ترامب لصالح المشروع الكولونيالي والتوسعي الإسرائيلي ، الأمر الذي يتطلب العودة الي جذور الصراع بما يتضمن تأصيل الرواية التاريخية لشعبنا بوصفه شعباً هجر من ارضه عام 1948 وتم احلال مستعمرين جدد علي انقاضه بوسائل العنف والترويع علي قاعدة تضمن وحدة شعبنا في كافة أماكن تواجده وعبر الإطار الجامع له المجسد ب.م.ت.ف وفق آليات تضمن إعادة بنائها علي قاعدة ديمقراطية وتشاركية لتصبح الجبهة الوطنية العريضة لقيادة كفاح شعبنا وبما يضمن ترتيب البيت الداخلي بعيدا عن حالة الانقسام . ان ابجديات مواجهة صفقة ترامب تكمن بضمان تحقيق موقفا موحدا في مواجهة هذه العاصفة الهوجاء وبما يعمل علي توحيد الشعب والأرض والقضية من خلال البيت المعنوي لشعبنا والمجسد بالمنظمة .
من الهام أن لا ينخدع العالم بحل الدولتين المزعوم الوارد في صفقة ترامب بما انه يختلف تماما عن المفهوم القانوني والإنساني له الامر الذي يستلزم تحقيق استدارة تضمن العودة إلي جذور الصراع .