نضم صوتنا الى اصوات احرار الامة، ونعلن بالفم الملآن ... ان الخطوة الاهم في اسقاط مؤامرة القرن الاميركية –الصهيونية، هي عدم الاعتراف بـ «دولة» العدو الصهيوني، والعودة الى المقاومة بكل اشكالها ..
وباستعراض سريع للمشهد الفلسطيني والعربي منذ ربع قرن ..منذ «اوسلو» لا بل منذ «كامب ديفيد».. نجد ان الاعتراف بـ»دولة « العدو على 78 % من ارض فلسطين التاريخية، لم يسهم في لجم شهية العدو التوسعية، العدوانية، ولم يقنعه بالاعتراف بالحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني، وخاصة حقه في تقرير المصير، واقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني. بل نجزم ان هذه المعاهدات زادت في شهية العدو، ودفعته الى مواصلة عدوانه واغراق الضفة الغربية والقدس وغزة بالدم الفلسطيني، ومواصلة جرائم التطهير العرقي والمذابح والمجازر الصهيونية لاستكمال مشروعه العنصري التهويدي ..
وفي جردة سريعة لارقام الاستيطان منذ «اوسلو» والى اليوم، نجد ان عدد المستوطنين ارتفع من «140» الفا الى حوالي المليون مستوطن ارهابي، وتضاعفت اعداد المستوطنات والبؤر الاستيطانية، لتتحول الضفة الغربية الى مجرد جزر معزولة، بعد مصادرة 68 % من مساحتها، ومصادرة 86 % من مساحة القدس، ما يعني اغتيال حل الدولتين، واستحالة قيام دولة فلسطينية متواصلة جغرافيا..
الاحداث التي عصفت بالساحة الفلسطينية، ومنذ مؤتمر مدريد 1991، وشعار «الارض مقابل السلام».. أكدت ان الايدلوجية الصهيونية الفاشية العنصرية، هي من تتحكم بهذا العدو، ويرفض ان بتحرر منها، ويحقن الاطفال وتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات والجنود بتعاليمها الفاشية .. فهذه الايدلوجية القائمة على العنصرية، ترفض الاعتراف بالاخر.. وهي وراء تشريع ما يسمى «بالكنيست» عشرات القرارات ىالعنصرية، واخرها قانون « القومية» والذي يعتبر فلسطين ..كل فلسطين «ارض اسرائيل» من البحر الى النهر.وهي وراء كذبة «شعب الله المختار»..!! وتصريحات الحاخام الاكبر.. عبادي يوسف « الفلسطينيون صراصير اسحقوهم باحذيتكم».. مذكرا بتعليمات «التلمود»..وتوجيهاته للجنود « اقتلوا الصغير قيل الكبير .. اقتلوا الحيوانات وحتى نسمة الهواء .. انهم غوييم « اي دون البشر»..
المفارقة غير المفهومة في المشهد العربي الكئيب.. انه كلما تنازلت الانظمة العربية والقيادة الفلسطينية .. ازداد العدو تطرفا وصلافة وعنجهية، ما ادى الى فشل المحادثات وعلى مدى اكثر من ربع قرن، وفشل ما يسمى مسيرة السلام.
وبدلا من ان تقوم اميركا بصفتها الراعية الوحيدة للسلام باجبار حليفتها اسرائيل على الامتثال للشرعية الدولية، والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني ووقف الاستيطان، فاجأت العالم بطرح مؤامرة القرن لتصفية القضية الفلسطينية، والحكم على الشعب الفلسطيني اما بالنفي في اربعة رياح الارض، او القبول بحياة العبيد في امبراطورية «يهودا» ..!!
فكانت هذه المؤامرة القذرة والتي تجسد الاطماع الصهيونية كاملة .. بمثابة جزاء سنمار للتنازلات العربية والفلسطينية .. وجزاء سنمار للاعتراف بدولة العدو على ارض فلسطين العربية .. وجزاء سنمار للامتثال للاوامر الاميركية .. ودخول بيت الطاعة الاميركي ..!!
كل هذا يحتم العودة الى اول السطر، واعلان القيادة الفلسطينية والدول العربية والاسلامية وكل احرار العالم عدم الاعتراف بـ»دولة» العدو، والعودة الى المقاومة بكل اشكالها ..
ففلسطين عربية من النهر وحتى البحر.
وعلى الباغي تدور الدوائر..