احتج البعثيون الشركاء في مجلس الرئاسة، وصرخ الشيوعيون رافضين، وتفهم الإسلاميون، والنتيجة أن طائرة المستعمرة الإسرائيلية العال مرت لأول مرة من أجواء السودان.
رفض الفلسطينيون من سلطة رام الله إلى سلطة غزة، وكافة الفصائل والفعاليات خطة ترامب، والنتيجة أن:
1- التنسيق الأمني متواصل والتهدئة الأمنية كذلك.
2- الانقسام الفلسطيني هو العنوان لدى طرفي المعادلة فتح وحماس، وكل منهما يتهم الأخر، والحقيقة أن خيار الشراكة وقرار الوحدة غير وارد لديهما وليست له الأولوية إلى الأن.
3- لدى كل من فتح وحماس خياره في العمل على تعزيز سلطته الأحادية والحفاظ على مكتسباته الوظيفية.
4- العوامل الطاردة للشراكة والوحدة الفلسطينية أقوى تأثيراً من العوامل الضاغطة لتحقيقها.
العدو الإسرائيلي يعمل على تغذية الانقسام والحفاظ عليه، وأطراف النظام العربي لا تبذل جهوداً جدية لتحقيق المصالحة بل تعمل على عرقلتها في التأثير على طرفي الانقسام، وعدم السير نحو الإجراءات الوحدوية، وعدم الاتجاه نحو خيار الشراكة.
حينما أعلنت إدارة ترامب أن القدس الموحدة عاصمة للمستعمرة الإسرائيلية توقع الأميركيون اندلاع المظاهرات وإعلان الثورة لدى العواصم العربية والإسلامية، كما قال مساعد وزير الخارجية الأميركية أنذاك، ولكنهم فوجئوا أن القرار مر بسلام وتم نقل السفارة من تل أبيب إلى القدس، ويا دار ما دخلك شر.
القدس يتم تهويدها تدريجياً، وأسرلتها تتم عبر زيادة المستوطنين الأجانب وأبنيتهم، مقابل هدم بيوت الفلسطينيين وطردهم، والتقاسم الزماني يجري يومياً حيث يقتحم المستوطنون المستعمرون ساحات الحرم القدسي الشريف صباحاً حتى صلاة الظهر، ومنع المصلين الفلسطينيين في هذه الفترة من دخول المسجد، وإبعاد المرابطين والمرابطات وحبسهم وتغريمهم، واستنزاف المحتجين وإرهاقهم، بينما نداءات شيوخ الأقصى عكرمة صبري وعبد العظيم سلهب ورسائل عطا الله حنا والمطارنة بلا مجيب.
الاستيطان يتسع ويتواصل والغور يتم هدم منشآته الفلسطينية ومنع المزارعين من تأدية أعمالهم ومنع المياه عنهم مقابل تعزيز الاستيطان على طريق أسرلته.
مارس الفلسطينيون كل أدوات النضال وأشكالها، من الكفاح المسلح إلى الانتفاضة الشعبية، ومن عمليات الدهس والطعن بالسكاكين إلى العمليات الاستشهادية، ولكن العدو المتفوق قهر أدواتهم، ولكنه لم يتمكن بعد من قهر إرادتهم، ليتبين أن الشعب الفلسطيني بحاجة لمظلات حماية، وعناوين الدعم، ووسائل الإسناد، وروافع حقيقية مادية ملموسة تعينهم على عدوهم المتفوق.
الذين لم يفهموا عليهم أن يفهموا معنى خطيئة اجتياح العراق للكويت ودماره واحتلاله وخرابه، والذين لم يفهموا عليهم أن يفهموا لماذا ساعد العدو الإسرائيلي على تقسيم السودان، ويعمل على تمزيق العراق، ويغذي التورط في سوريا واليمن وليبيا ودمارهم؟؟.
الذين لم يفهموا عليهم أن يفهموا لماذا تتم محاصرة الأردن سياسياً واقتصادياً، والذين لم يفهموا عليهم أن يفهموا لماذا بالوحدة والتماسك وتعزيز الديمقراطية والتعددية والقائمة الوطنية في الانتخابات النيابية، أنها الملاذ لوحدة الأردنيين والحفاظ على هويتنا الوطنية الجامعة.
الذين لم يفهموا عليهم أن يفهموا قبل فوات الأوان أن بلدنا فيه ما يستحق الحياة، وأن فلسطين لديها ما تستحق التضحية، وأن شعب فلسطين لديه ما يستحق أن نقف معه ونسانده، ولهذا لدينا مستشفى أردني في غزة، ومرابطون ومرابطات موظفون في الأقصى، ويطوف وزير الخارجية عواصم العالم من أجل فلسطين رفضاً لخطة ترامب.