أخر الأخبار
الحل بالمقاومة ورفض التطبيع.. لا بانتظار نتائج انتخابات الاحتلال العبثية
الحل بالمقاومة ورفض التطبيع.. لا بانتظار نتائج انتخابات الاحتلال العبثية

منذ البدايات لا أولي اهتماماً أو أقيم وزناً لأي انتخابات تجري في فلسطين المحتلة، لقناعتي المطلقة بأن الكيان العبري فيها كيان صنعته مصالح الغرب من لندن حتى واشنطن، وتماهت معهما في ذلك موسكو، فما يجري على الأرض أولاً صراع وجود لا صراع حدود، القوة من وجهة نظر واشنطن وحلفائها هي وحدها من تفرض ميزان العدالة، وثانياً صراع كرامة جرى الانتقاص من حقوق شعب ببعثرة كيانه والإمعان في تهميشه لصالح مستقدمين من شتى بقاع الأرض.
يخطئ من يعول على نتائج انتخابات في كيان محسومة فيه نتائجها لصالح الاستيطان وقهر الشعب الفلسطيني، فهناك توافق على تزيين صورة الكيان وتجميله في محافل البيت الأبيض والبيت الصهيوني وبيت الناتو المهيمن عليه أمريكياً، فهذه مجتمعة ترتب الأمور في الكيان العبري الذي فرضه سلطان القوة وتزييف الحقائق، في ظل بعثرة جهود مكونات إقليم دول الشرق الأوسط بصراعات تصب في صالح الهيمنة الصهيو غربية.
فالقناعة الشعبية الفلسطينية والعربية تدرك تماماً بأن الشد العكسي قد بدأ فعلياً منذ الإعلان عن صفقة المهووس بالصهيونية ترامب سيد البيت الأبيض، ببنودها العشرة : لا دولة فلسطينية بل حكم ذاتي محدود على نصف مساحة الصفة الغربية وقطاع غزة، المسؤولية الأمنية في مناطق الحكم الذاتي المعلن عنها ضحك على الذقون دولة بلا حدود ولا بحر ولا سماء، فمعابرها الحدودية وسماءها وبحرها تحت هيمنة الاحتلال، وكذا الحال بالنسبة لوادي الأردن الذي ستبقى قواته العسكرية متمركزة هناك، نقل أحياء في القدس الشرقية لمناطق الحكم الذاتي الفلسطينية، السيادة على المسجد الأقصى للاحتلال مع السماح للأردن والفلسطينيين بترتيب أمور المسلمين فيه، أبو ديس هي قدس الفلسطينيين، قطاع غزة من ضمن الحكم الذاتي الفلسطيني شريطة نزع سلاح حماس والجهاد، إلغاء حق العودة وفكفكة الأونروا، توطين الفلسطينيين حيث يتواجدون، اعتراف الدول العربية بالدولة العبرية كدولة خالصة للشعب اليهودي والقدس موحدة للكيان الغاصب.
فما سيتمخض عن الانتخابات لن تغير من الواقع شيئاً، وشعب فلسطين يدرك ذلك وهو متمسك بحقه التاريخي في كامل الأرض الفلسطينية، فهو يدرك أن صراعات اليمين واليسار الصهيوني أنها كلها تصب في بحيرة الأطماع الصهيوغربية في وطنه، فالليكود وأزرق وأبيض وغيرهما وجوه لعملة واحدة.
وأمام هذا الواقع فان المطلوب فلسطينياً في ظل حالة التردي العربية والفساد السياسي والأخلاقي الدولي السائد عالمياً، وضع استراتيجية فلسطينية موحدة تركز على المقاومة بكل أنواعها وتوحيد الصف الوطني، وعربياً تصعيد حركة المقاطعة ورفض التطبيع مع الاحتلال وقطع العلاقات الدبلوماسية معه ودعم النضال الفلسطيني حتى كنس الاحتلال من كل فلسطين.