ليس من خلال التمييز على النوع أو من خلال مفهوم الجندرية الدارج بالمناسبات والمواسم وليس لأني امرأة ناشطة وأعرف تماما ما يميز نشميات الأردن عن كل نشميات الوطن العربي فالأردنيات ليس من منطلق عيدهن فقط إنما من منطلق رؤيتي الخاصة والمكتسبة يشكلن حجرا أساسا في كل التكوين البنيوي لمجتمعنا الأردني هذا التكوين الذي بنى وعيه من أدناه إلى أعلاه من خلال المستقرات القيمية والثوابت التي رسخها الهاشميون على مدار التاريخ وفي مسيرة هذا الوطن وذلك ليس نفاقا مقتضباً انما هو حقيقة واقعية فالذي ينظر إلى واقع المرأة الأردنية خلال مسيرة الاصلاح السياسي في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين يرى ذلك التطور الذي حصل على واقع المرأة الأردنية وجعلها رديفا وسندا حقيقيا ليس للرجل فقط وإنما للأسرة والمجتمع المدني والحكومي فهي سند رديف وتسير كتفا الى كتف مع الرجل في انجازات ومهمات التحول الديموقراطي الذي انبثق من رؤى جلالة الملك حفظه الله ورعاه فالأردن على مستوى العالم يعتبر في مصاف الدول المتقدمة في وضع المرأة في مكانها الصحيح وهذا كله جاء من خلال تدرج ممنهج وواضح من أجل تنمية قدراتها حتى أشبعت والآن المطروح تماما هو إدارة تلك القدرات لأنها أثبتت وعلى مدار التاريخ قدرة خلاقة على الإبداع والعمل الجاد والمثابرة والمبادرة المنظمة.
هاذا كله جاء من خلال وعي المرأة ذاتها والمجتمع ككل في تقدير دورها وجعلها في كل المحافل تتقدم وتقود الصفوف. ومن هنا نترجم من خلال كل ذلك الإستراتيجية الملكية في تمكين المرأة طامحين إلى استغلال وتوظيف كل قدراتها من أجل المساهمة الفعالة في الحراك الاقتصادي والاجتماعي والسياسي مستذكرين من خلال ذلك كل مرابطات المسجد الأقصى اللواتي يلعبن دورا حقيقيا ويصنَعنَ التاريخ ويُظهرنَ وجه المرأة العربية الحقيقية الصامدة الصابرة القادرة على قلب موازين التاريخ وصياغته.
أيضا نستذكر هنا المرأة السورية والعراقية واليمنية والسودانية وكل نسائنا اللواتي يصنعن رغم كل الظروف خطوط التوازن السياسي والتجييش اليومي من أجل نصرة قضيتنا المحورية والمركزية فلسطين الحبيبة فتأنيثها جاء من صلابة وجودها.