تكشف الأزمة الراهنة أن بلادنا صلبة قوية وأنها بخير. وإذا كانت بلادنا لا تقلع في هذه الظروف، فإنها بكل تأكيد لن تقع.
فها هي النواةُ الصلبة الأردنية تعزف سيمفونية يشارك فيها الشعب كله، بانسجام ورضى.
ويشرف ملكنا المحنك، على أكبر معزوفة نجاة، وأوسع منظومة تلاحم عرفها الأردن.
تتوفر في المعزوفة الأردنية أركان السيمفونية وشروطها الأربعة: التناغم والتتابع والتزامن والتوافق.
ويشرف الملك بنفسه ويوجّه جهود الحكومة والجيش الأردني العربي العظيم والأجهزة الأمنية المحترِفة المحترمة، في نسق تعاوني متماسك ناجح.
ويدير الدكتور عمر الرزاز، الرائق، فِرقا ضخمة بحضور ومتابعة، مكّنت الأوركسترا الوطنية من جعل الأردن مسرحا أوبراليا فريدا.
لقد تم بناء الثقة وتحقق ارتفاع منشود، في الوعي الصحي. وهاهو استطلاع مركز الدراسات الإستراتيجية بالجامعة الأردنية يكشف أن 91 % من ناسنا يعتقدون أن أمورنا تسير صح. و 83 % يعتقدون أن الفيروس خطير. ويدعمون بقوة إجراءات الحكومة.
لقد مرت على بلادنا ظروف غاية في القسوة. حوصرنا في منتصف خمسينات القرن الماضي ولم نتمكن من الحصول على بنزين الدبابات والطائرات التي «كربجت» على حدودنا مع العدو الإسرائيلي، فاضطررنا إلى استيراد البنزين بطائرات الشحن البريطانية من قبرص، بالتنَكات ذات الـ 20 لترا !
تتفاوت التحديات التي تواجهها بلادنا في شدتها وحدتها، لكنها لا تتوقف، ولا يتوقف الخروج الأردني الظافر منها.
الأردن قوي. ولولا ذلك لما صمد في إقليم يضربه الإرهاب والحروب والتهجير والدكتاتورية والفساد والظلم ووباء كورونا ووباء الاحتلال الإسرائيلي.
لقد عبرنا صعوبات لا تحصى. وبقي أن نعبر الصعب الجديد، بالرباط الأردني الذي تزداد متانته مع الهاشميين سادة الأمة وسعادتها.
وإن حب آل البيت والالتفاف حولهم، قدرٌ وعقيدة.
كتبت هنا يوم 12 تشرين الثاني 2019 ما يلي:
(منذ أَنْ كان شعر رأسي أسود وأنا أسمع تقييمات وأحكام المحللين العباقرة، التي تزعم أن البلد واقعة وخربانة ومبيوعة و هشّة).
ولعل أبناءنا الذين يعجبون بأنظمة أخرى، لا تطاول بلدنا ونظامنا، يستردون الثقة بأنفسهم وبنظامهم وببلادنا التي لا تدانى في صلابتها.