آخر مسؤول إيراني قال أنَّ إيران ستبقى تساند نظام بشار الأسد «دون حدود» هو وكيل الأركان العامة للقوات الإيرانية المسلحة غلام علي رشيد الذي قال أيضاً ،في تصريحات تناقلتها الفضائيات وكل وسائل الإعلام العربية والعالمية، أن إنهيار هذا النظام هو إنهيار للمنظومة الإيرانية وأنَّ لـ»فيلق القدس» وحدات متواجدة على الأراضي السورية وأن «الحرس الثوري» هو الذي إقترح على الرئيس السوري تشكيل قوة جيش الدفاع الوطني التي يسميها المعارضون :»قوات الشبيحة».
..وهذا والكل سمع تصريحات أحد كبار مسؤولي حزب الله التي قال فيها أنه لولا تدخل حزبه في القتال في سوريا لسقط نظام بشار الأسد خلال ثلاث ساعات ثم والكل يعرف أن هناك إثني عشر تنظيماً طائفياً جميعها مُستقدمة من العراق تقاتل الآن على الأراضي السورية والكل يعرف انَّ الأموال التي تصرف للإبقاء على هذا النظام وللحؤول دون سقوطه هي أموال عراقية وهي أموال إيرانية والمعروف أن مرشد الثورة علي خامنئي هو صاحب شعار :»إمَّا أنْ تعود سوريا إلى سابق عهدها أو لا تعود»!!.
وأيضاً فإن المفترض أنَّ الكل يعرف أنَّ روسيا قد اعتبرت ومنذ اللحظة الأولى أنَّ حرب بشار الأسد هي حربها وأنَّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف هو الذي أدار هذه الحرب سياسياً وأنه هو منْ منع مجلس الأمن الدولي من القيام بواجبه تجاه بلدٍ أوصله العنف إلى كل هذا الدمار والخراب وتجاه شعبٍ أصبح إمَّا مشرداً اولاجئاً داخل بلده أوخارجها وإمَّا نزيل مقابر جماعية بعضها معروف وبعضها الآخر غير معروف وإما سجيناً في معتقلاتٍ بلا أسماءٍ ولا أرقام وبلا عناوين لا معروفة ولا غير معروفة.
إنَّ من أفشل جنيف الثانية هو روسيا وإن من ألغى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 218 الذي صوتت عليه موسكو ،مع كل من صوَّت، هو لافروف وأن ما لم يعد موضع تكهنات هو أن أيدي الروس ملطخة بدماء أبناء الشعب السوري أكثر من أيدي الطائفيين والمذهبيين الذين تم تصديرهم من العراق إلى سوريا برعاية رسمية ورعاية إيرانية.. لكن ورغم أن هذه الحقائق باتت لشدة وضوحها تفقأ العيون إلاَّ أن بعض العرب يرفضون رؤيتها وهم يرفضون أيضاً سماع تصريحات قاسم سليماني التي قال فيها أكثر من ألف مرة إن إيران لن تسمح بسقوط نظام بشار الأسد لأن سقوطه يعني إنهياراً كاملاً للمنظومة الإيرانية.
«من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميتٍ إيلام» ولعل هؤلاء الذين يشيحون بوجوههم حتى لا يروا كل هذه الحقائق لا يدركون أن إنتصار المنظومة الإيرانية في سوريا يعني إنتصارها في المنطقة كلها ويعني أنَّ قرار الولي الفقيه سيصبح هو القرار الذي لا بعده ولا قبله قرار.. وهو يعني أيضاً أن الهلال الفارسي سوف يتحقق وأنَّ هذه الأمة ستغيب أربعمائة سنة جديدة كما كانت غائبة أربعة قرون خلال الحقبة العثمانية.
والمحزن فعلاً أنَّ البعض يفضلون طأطأة رؤوسهم حتى لا يروا كل هذا الذي يجري في سوريا وحتى يبقوا يتذرعون بحجة «داعش» والإرهاب التي اخترعها نظام بشار الأسد إختراعاً وكل هذا وإن على هؤلاء أن يسألوا أنفسهم عمَّن دمر كل هذه المدن السورية التي جرت تسويتها بالأرض.. وعن المسؤول عن تشريد أكثر من ثمانية ملايين سوري غدوا لاجئين داخل وطنهم وخارجه.. وأيضاً عن المسؤول عن ذبح عشرات الألوف من السوريين.. أليس المسؤول هو كل هذه الشراذم الطائفية التي تم إستيرادها من العراق ومن إيران ولبنان.. أليس المسؤول هو حزب الله وهو :»قوة جيش الدفاع الوطني»!! الذي شكله الحرس الثوري ليرتكب كل هذه الجرائم التي ترتكب ضد فئة دون غيرها من أبناء الشعب السوري؟!.