أخر الأخبار
تأجيل اجتماع “أوبك+” وسط خلاف بين السعودية وروسيا
تأجيل اجتماع “أوبك+” وسط خلاف بين السعودية وروسيا

فيينا-الكاشف نيوز:قالت مصادر في منظمة "أوبك" يوم السبت، إن "أوبك" وروسيا أجلتا اجتماعا كان مقررا الاثنين إلى وقت لاحق من الأسبوع، مع تصاعد الخلاف بين موسكو والرياض حول انهيار الأسعار.
وجاء تأجيل الاجتماع على الرغم من الضغوط التي يمارسها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب كي تحقق أوبك وحلفاؤها (أوبك +) الاستقرار العاجل في أسواق النفط العالمية.
وصرحت ثلاثة مصادر في أوبك، طلبت عدم الكشف عن هويتها، إن الاجتماع الافتراضي الطارئ المقرر يوم الاثنين، من المرجح أن يتم تأجيله حتى الثامن أو التاسع من أبريل الجاري لإتاحة مزيد من الوقت للمفاوضات، لكن المصادر قللت في وقت لاحق من أهمية الخلاف السعودي الروسي، قائلة إن الأجواء لا تزال إيجابية على الرغم من عدم وجود مسودة اتفاق حتى الآن أو اتفاق على تفاصيل مثل المستوى المرجعي الذي يتم من خلاله خفض الإمدادات.
وأفاد أحد مصادر أوبك بأن "المشكلة الأولى هي أنه يتعين علينا أن نخفض مستوى الإنتاج الحالي الآن، وليس العودة إلى مستوى ما قبل الأزمة"، وأضاف "القضية الثانية هي أنه يجب على الأمريكيين القيام بدور".
وتعمل "أوبك+" على خفض لم يسبق له مثيل للإنتاج النفطي، يعادل حوالي 10 بالمئة من المعروض العالمي أو عشرة ملايين برميل يوميا، وهو ما تتوقع الدول الأعضاء أن يكون جهدا عالميا يشمل الولايات المتحدة.
ووصلت أسعار النفط إلى أدنى مستوى لها في 18 عاما في 30 مارس بسبب تراجع الطلب جراء إجراءات العزل العام التي اتخذتها الحكومات لاحتواء تفشي فيروس كورونا وفشل "أوبك" والمنتجين الآخرين بقيادة روسيا في تمديد صفقة سابقة بشأن قيود الإنتاج التي انتهت في 31 مارس، علما أن واشنطن لم تلتزم حتى الآن بالانضمام إلى هذا الجهد.
وأثارت تصريحات للرئيس الروسي فلاديمير بوتين غضب المملكة العربية السعودية، ووصفتها بأنها بمثابة "تزييف للحقائق".
وقال وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الرسمية (واس)، إنه اطلع على تصريح منسوب للرئيس الروسي في إحدى وسائل الإعلام، رأى خلالها أن من أسباب انخفاض أسعار النفط انسحاب المملكة من صفقة أوبك + وأن الرياض تخطط للتخلص من منتجي النفط الصخري.
وأكد الأمير فيصل بن فرحان "أن ما تم ذكره عار من الصحة جملة وتفصيلاً ولا يمت للحقيقة بصلة"، منوهًا أن "روسيا هي من خرجت من الاتفاق، بينما المملكة و 22 دولة أخرى كانت تحاول إقناع روسيا بإجراء المزيد من التخفيضات وتمديد الاتفاق، إلا أن روسيا لم توافق على ذلك".
وأضاف وزير الخارجية السعودي أن بلاده تسعى "لتحقيق توازن السوق، وهو ما فيه مصلحة لمنتجي البترول الصخري بعكس ما صدر عن روسيا ورغبتها في بقاء الأسعار منخفضة للتأثير على البترول الصخري".
وأعرب الأمير فيصل بن فرحان عن استغرابه "تزييف الحقائق، قائلا إنه يتمنى اتخاذ روسيا قرارات صحيحة في اجتماع عاجل دعت له المملكة يوم أمس لدول أوبك+ ومجموعة الدول الأخرى، للوصول لـ"اتفاق عادل يعيد التوازن للأسواق البترولية".
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن يوم الجمعة، أن روسيا ستقوم بتحليل الأوضاع في سوق النفط مع وضع مصالح المنتجين والمستهلكين في الاعتبار.
وقال بوتين: "نحن مستعدون للعمل مع الولايات المتحدة بشأن أسواق النفط، تحدثت إلى الرئيس ترامب، نحن جميعا قلقون بشأن الوضع في أسواق الطاقة".
وعن اجتماع "أوبك+" يوم الاثنين المقبل، قال بوتين: "قد يدور الحديث عن تقليص إنتاج النفط بمقدار 10 ملايين برميل في اليوم أو أكثر قليلا".
وعن نشاط الرياض في السوق النفطي العالمي قال بوتين: "يبدو أن الرياض تحاول التخلص من المنافسين الذين ينتجون النفط الصخري وهي تنجح نوعاً ما، لكن روسيا ليست بحاجة لذلك".
وتابع بوتين: "انسحاب الرياض من اتفاق "أوبك+" وزيادتها للإنتاج هو أحد أسباب انهيار أسعار النفط".
وتريد موسكو خفض أسعار الخام بالأسواق العالمية، وهو ما ينعكس سلبًا على قطاع صناعة النفط الصخري بالولايات المتحدة الأمريكية، بينما تسعى السعودية للرد برفع معدلات إنتاج النفط بالمملكة.