أخر الأخبار
حماس ستتلاشى خلال عامين وستسقط كما سقطت فتح
حماس ستتلاشى خلال عامين وستسقط كما سقطت فتح

لابد من ذكر حقيقة في بدء المقال وهي أن فتح مشكلتها وسقوطها كان من داخلها ومشروعها، أما حماس فمشكلتها وسقوطها هو من خارجها.

 في المثالين للسقوط، لم ينفعهما ما تصوراه منقذا، كالعامل الخارجي المتماسك في حالة فتح، أو، عامل التماسك الداخلي في حالة حماس.

عناصر  الإيجاب الخارجي في فتح، أي الآخرون الذين لا مشكلة لديهم مع فتح، أي عناصر المحيط العربي والإقليمي والدولي، رغم إعتراف العالم أجمع بأنها حركة تحرر وكفاح مسلح ضد الإحتلال، حتى قبل أوسلو ولا يزال.

فتح سقطت، وتسقط نتيجة عوامل 3 داخلها: 1- خلافاتها الداخلية 2- تخليها عن الكفاح المسلح 3- فشل مشروعها للسلام
ولم تستطع الخروج من أزمتها لخلل رباعي الأبعاد، وهو: إما قيادي أو تنظيمي قيادي أو إداري للبلد كسلطة حكم مرتبط بالإحتلال، وعدم قدرتها على الإنسحاب المبكر من مشروعها الفاشل للسلام،  أو كل تلك العناصر مجتمعة.

وبالمناسبة لن ينفع حماس أيضا  تماسكها الداخلي الإجباري رغم تنازعها القيادي الداخلي غير الظاهر بالشكل الفتحاوي رغم وجوده مؤكدا، مادامت حركة حماس حركة غير ديمقراطية وفيها تقمع الحرية والرأي، وهي حركة  أو حزب في الأساس غير ديمقراطي البنية والهيكلية والنظام الداخلي وطبيعتها العسكرتارية الشديدة المهيمنة، والمناقية للديمقراطية ، وإدارتها القمعية الشديدة غير الديمقراطية للسكان، ولن ينقذها مشروعها السياسي بشقيه المقاوم والدعوي بعد تشوه مسيرتها كحركة تحرر وسقوطها في مثالب السلطة والحكم وقمع الجمهور،  ما غير بوصلتها، وكرس جهدها للحكم والسيطرة على السكان بدل المواجهة بالفعل المقاوم والمربك دوما للمحتل، الذي يميز حركات النضال تاريخيا، واكتفائها بنهج رد الفعل على العدوان الذي يلزم أو هو من متطلبات حالة الدول والجيوش، وليس من صفات ومستلزمات حركات التحرر، فأصبحت مقاومة حماس دفاعية وليست هجومية وإرباك للمحتل بإستمرار، ولكن السقوط لم يحدث هنا رغم أن هذا عنصر إضعاف لمسيرة الحركة،  ولكن السقوط حادث  على خلفية عناصر خارجها أي بحكم عوامل خارجية نشرحها كالتالي:

الأيديولوجيا لدى حماس، كحركة دينية ممتدة، أو كإمتداد لمشروع ديني، وليس كحركة مقاومة، هو السبب المباشر في تحديد علاقة حماس السلبية أو العكس مع المحيط العربي والإقليمي والدولي، رغم وجود بعض العلاقات مع البعض القليل في الإقليم، وهؤلاء هم في نفس القارب الأيديولوجي، مثل، تركيا، وقطر، ولكن قطر مآرب أخرى .

 لا أحد في العالم يرفض مقاومة شعب للإحتلال، ولكن يأتي رفض تطوير العلاقة أو إعتراف العالم بحماس المبني على خلفيتها أو نظرتها الدينية الأيديولوجية، حيث غالبية ثقافة العالم ترفض الأحزاب الدينية بشكل عام،  والتي تعتبرها بالتأكيد  مقدمات لإقامة الدولة الدينية، ولذلك في موضوع حماس والقضية الفلسطينية يأتي التصادم بين الصراع الوطني مع المحتل والخلفية الدينية ، فالوطني قد حاز على اعتراف العالم بمنظمـة التحرير حتى قبل وقف المقاومة المسلحة لفتح،  ما يعني أن الرفض لحماس كان ومازال ليس على خلفية الكفاح المسلح أو"" ما يسمونه مقاومة رغم أن الكفاح المسلح جملة تعبيرية فيها إيجابية الوصف أفضل من سلبية المقاومة التي توحي برد الفعل وليس الفعل الثوري"" ولذلك يأتي رفض العالم  لحماس كحزب ديني مرتبط بمجموعة من الفروع لجماعة إسلامية هي الإخوان المسلمين، أي حماس إرتبطت بمشروع ديني يؤجج صراع الأديان الذي لن ينتهي على هذه الأرض، ما يضعف التضامن والدعم لمثل هكذا جماعات، وهو ما ينقل الصراع لصراع أوسع غير قابل للحسم، ولذلك لن تستمر مسيرة حماس مهما تماسكت داخليا، وهي تعرف ذلك عندما إستجابت بإعلانها للضغوط للتخلي عن علاقتها بجماعة الإخوان المسلمين ولو ظاهريا، وستتراجع حماس وتسقط في النهاية لأن العالم متشابك المصالح ولا يؤيد حركات دينية سيؤدي إنتصارها لإقامة دولة دينية إلا إذا وجدت القوى المتنفذة في العالم مصلحتها في ذلك وهنا تتسارع علامات الإستفهام ، لكنه أي العالم والمحيط العربي والإقليمي، جميعهم أيدوا منظمة التحرير وفتح كحركة تحرر، وهي تستخدم الكفاح المسلح، للخلاص من الإحتلال.

 وأود التنويه هنا، وهو ليس هناك تماثل للسقوط الفتحاوي والحمساوي رغم تماثل النتيجة وهي السقوط، وهذا التماثل مختلف نظرا لإختلاف أسباب السقوط، لنعود نؤكد حقيقة جوهرية وهي أن  فتح معضلتها في داخلها، وأن حماس معضلتها مع خارجها، والعالم، كما تحدثنا.

من أهم أسباب سقوط حماس أيضا، الإنقسام، وليس لإن الإنقسام أضعف الشعب والقضية وساء حياة الناس، بل بسبب عامل ذاتي حمساوي، غير منظور، لا من حماس، ولا من معارضيها، وهو أن الإنقسام أنتج تحولا في الطريق عن ممكنات العمل السياسي الطبيعي، وتطوره، ودمقرطته، لأي حزب أو حركة، وهو ما أصاب حماس، وبدل أن يسير الحزب في طريق تحديث التنظيم والهيكليات والمحكمة والرقابة، فقد ذهبت حماس لنمط آخر، إرتبط بعناصر أخرى من لمحكوميات مسيرة أي تنظيم وتطويرها، وحتى، أدبياته، التي لن تتحول للديمقراطية وحرية الرأي والقبول بالآخر،   ولذلك تحولت حماس  لحلقات مغلقة ليس عسكرتارية فقط، والعسكرتاريا بطبيعتها السرية طبعا تمنع التطور الديمقراطي وحرية الرأي،  ما شكل عنصرا مانعا ومهماً للتطور  في مسيرة الإحزاب والحركات وقد أقطصاب حماس ، وهو بالمقابل ما حدث في فتح بالضبط عندما جاء الفتحاويون لتطوير ذاتهم وهيكليتهم نحو الديمقراطية المنسية سنوات لتنظيمهم العسكرتاري  أو العمل السري، فانكشف العيب، وباءت ادارة فتح ومسيرتها بالفشل الذريع، التي تواكبت  مع قيام السلطة الوطنية، وإستمرت حتى الآن وتفاقمت، وشكلت أخد عناصر السقوط، وإمتدت لسقوطها في المسؤولية عن إدارة الشعب وحياته المدنية، والتي أسميناها وحذرنا من فشلها مبكرا وهو  "التحدي في تحول الثوار إلى سياسيين ومسؤولين عن الحياة المدنية" وهم حاولوا أن يصبحوا قادة لمجتمع مدني، ولكن فتح وقيادتها فشلت وحتى الآن في الانتقال من الوطني إلى المدني أو للإجتماعي، وتبعتها حماس.

علاقة فتح ومنظمة التحرير بالخارج ودول العالم معترف بها كحركة تحرر، وكذلك في الأمم المتحدة، والمنظمات الدولية الإعتبارية، ومن جميع الدول العربية والإسلامية، ولكن لم يفدها ذلك في إنقاذها من السقوط، فمشكلتها داخلية داخلها وتورطت في مشروع سلام فاشل لا تستطيع الفكاك منه وهذا يؤجد  عدم إمكانية نهوضها في العامين القادمين، وحتى وصولها قاع السقوط الآني.

علاقة حماس بالخارج والعالم محدودة جدا بسبب الآيديولوحيا، وليس يسبب مقاومة الإحتلال الإسرائيلي، ورغم بعض النماذج الإيجابية لصالحها من العلاقات الخارجية، والتي تتركز في بعض الدول مثل تركيا الإخوانية، وأندونيسيا، وماليزيا، على خلفية إسلامية ومقدسات فلسطين، وبعضاً من علاقة مع الإخوان المسلمين، أما قطر فنصف العلاقة بين قطر وحماس هي إخوانية، ونصفها الآخر مصالح تتعلق بدولة إسرائيل، هدفها تدجين حماس، خاصة في موضوع تدجين المقاومة، الذي يقره العالم كله في مقاومة الإحتلال، والذي تتربص له فقط إسرائيل وأمريكا عبر قطر، وكثيرين من حماس يعرفون بالتأكيد ذلك، ولذلك عهدت الولايات المتحدة واسرائيل لقطر. تدجين حماس المقاومة، ولذلك أخطر الخارج على حماس هي قطر.

 وجدير بالذكر أن كل هذه الدول التي لها علاقة مع حماس، لا تعترف بحماس، كممثل للشعب الفلسطيني، بل، هي معترفة بمنظمة التحرير وفتح، كممثل للشعب الفلسطيني، ورغم ذلك تسقط فتح للأسباب التي ذكرناها عاليه،
حتى العلاقات القشرية أو العابرة سلبا أو إيجابا لدول مثل مصر، روسيا، السعودية، هي مبنية على مصالح متبادلة لكنها غير متكافئة مع حماس، فمثلا السعودية، الخلاف بينها وبين حماس، خلفيته ليس معارضة المقاومة، بل بسبب علاقات حماس مع إيران المناوئة لها وجماعة الإخوان المسلمين التي تتهمها بالإرهاب، وعلاقة مصر بحماس مصلحة متبادلة، أمنية في الغالب، وتعامل مع أمر واقع مؤقت، لوجود حماس في حكم جبري في غزة المجاورة لمصر، والتزام مصر الوطني تجاه أهالي قطاع غزة، وتسهيل حركتهم، مقابل منع أي تحركات لجماعات تستهدف سيناء والجيس المصري، ومتابعة ملفات كتبادل أسرى، أو منع الحرب الإسرائيلية على الشعب الفلسطيني في غزة.، أما لبنان فتواجد حماس أمر واقع على الدولة اللبنانية، كما المخيمات، وكما الفصائل الأخرى، وهي كلها إمتداد لإمر واقع مترتب على وجور مخيمات اللاجئين في لبنان.

استمرار التنسيق مع قطر للتقارب مع اسرائيل في غياب التنسيق والمصالحة الوطنية ضرب حماس في مقتل، والتنازل عن الحكم في غزة واعادة الوحدة الوطنية لتكون حماس فيه جزب عادي، لا تنافس على قيادة الشعب والقضية لما فيها من أضرار على إمكانية إحراز التحرر من الإحتلال  وتقرير المصير،  لأن الأفق أمام حماس مغلق خارج فلسطين، وبالتالي أي محاولة لتصدر المشهد الفلسطيني من قبل حماس  ستصبح آفاق التحرر، وإنهاء الإحتلال مغلقة، بالضبط تماما كما هي مغلقة أمام فتح ومنظمة التحرير لسقوطهما كما شرحنا، ولأن إسرائيل ببساطة، أصبحت الآن تستخدم حماس وفتح لتكريس أمر الواقع، ودون الرضا عنهما كقيادة للشعب الفلسطيني لأنهما تسقطان، وكلتاهما، أي، حماس، وفتح، تعيقان عملية الوحدة والتحرر الطبيعي من الإحتلال.

ستبقى حالة حماس معلقة مثل حالة فتح بعد إستخدامهما من قبل إسرائيل لحين ظهور قوة وطنية واعية يسطف حولها الجمهور لإزاحة الحزبين من الطريق بعدما أصبحا حجر عثرة ومعوق أساسي أمام تحرر شعبنا.

الحالة الحمساوية المتناقضة للواقع والمتشبثة بالحكم على حساب القضية الوطنية لن يمكنها من جلب التأييد من المحيط العربي بإستثناء قطر التي قلنا بأن علاقتها بقطر هي في جوهرها علاقة استخدامية لصالح المشروع الصهيوني وليس أكثر ،ولا من المحيط الدولي ولن تنفعها حالة التأييد من جزء من المحيط الأقليمي مثل ايران لمصلحة، وتركيا الإخوانية ... ولذلك حماس فاقدة للحضن العربي ومعظم الحضن الإقليمي وحتى معظم الحضن الإسلامي، وفاقدة أيضا للحضن الدولي، ولذلك، عوامل السقوط متوفرة مند البدء، ولم تركه حماس نفسها، وحماس في حالة ضعف وتتصرف كل يوم بحالة المبتدئ لإثبات الذات دون حسابات للواقع الذي تعيش فيه والشعور الفالسو أو الخادع الذي تتصنعه وكأنها قوية وتتقدم للأمام، وتأخرت عن دخول منظمة التحرير لتحظى بإعتراف العالم، وبفحص بسيط يتضح صحة ما نقول ...أين العلاقات، وأين الإعتراف،  وأين الإنجاز، وأين الجمهور المتراجع حتى ممن أيدوا حماس في البدء،  وكيف هي حالة الضعف التي اجتاحت القضية بعد ظهور حماس على كل الصعد وفي كل المحافل. 

فتح ومنظمة التحرير كسبت كل دول العالم. وإعترافها بعد عشرين سنة من إنطلاقها وسقطت من داخلها ومشروعها وإدارتها.

حماس بعد أكثر من عشرين عام على إنطلاقتها وتماسكها الخادع، لم تكسب دولة غربية أو لاتينية أو أفريقية أو آسيوية. أو أي منظمة دولية" غير دول الإخوان" وتسقط من خارجها، وعليها بحث طرق البقاء والتغيير الجذري خلال عامين من الآن وإلا ستكون في خبر كان والعالم يتغير بعد كورونا، ولكن أيضا ليس لصالح الأحزاب والحركات والدولة الدينية المنغلقة ، بل لصالح الأحزاب والحركات والدولة الوطنية المنفتحة على العالم،، فهل من منتصح؟؟

ملاحظة:
لماذا بعد عامين ستتلاشى حماس هو مقال جديد آخر يتعلق بحركة الجديد في المنطقة ما بعد كورونا وتشكل اسرائيل الجديدة بعد جولات 3 للإنتخابات، وغياب عباس عن الساحة، وتحولات المنطقة الأكثر وضوحا، وإنتهاءاً بحروب العامين القادمين.