أوّل» كتاب شُكر « حصلتُ عليه كان في بداية عملي ب « الدستور « عام 1988 وحمله اليّ الأستاذ المرحوم ابراهيم سكّجها وكان مكافأة على جهدي في « تفريغ وتحرير ووضع عناوين ندوة لوزير الصحة السابق الدكتور زيد حمزة «.. واختصرتُ تصريحات الوزير بثلاث كلمات :
« الأردن بصحّة جيّدة «
ويومها « طِرتُ فرَحا « لأن رئيس التحرير « ابو باسم « جاء الى قاعة المندوبين واخبر الجميع قائلا « زميلكم الجديد.. طلعت شناعة.. استحق الشكر من وزير الصحة ومن الجريدة «.
الله يرحمك يا ابو باسم...
تذكرتُ هذا الموقف وانا أرى الناس بين « متفائل ومتشائم « واسمع، ممن يثقون بي ويحترمونني أسئلة تحمل قلَقا بشأن المستقبل.. مستقبلهم ومستقبل الاردن.
والحقيقة أنني لا أملك « اليقين « ولا أحد « يسرّب لي معلومات «.. واعتمد على ما أراه وما اسمع وفي النهاية « قلبي دليلي « كما تقول ليلى مراد.
احساسي.. ان الاردن بخير.. وسيتجاوز الازمة ويعبر نفق القلَق بأقل الخسائر.
ربما لا يعجب بعضكم كلامي
خذوني على « قدّ احساسي «..
أنا مُتفائل بالحياة عامة... وانتم احرار
عن نفسي اتحدّث :
لم أكن يوما غنيّا ولا ثريّا ولن اكون.. واكون في قمّة السعادة عندما « تسلك اموري بأقل التكاليف «.. والذين يعرفونني عن قُرب..، يشهدون لي بذلك.
كنتُ اذا ما جاءتني « زيادة عشرة دنانير على الرّاتب.. اعمل مهرجانا.. واولادي يدركون ذلك حين يرون بين يدي « كيلو كنافة « وانا مروّح من الجريدة.
وتجاوزتُ في حياتي « مطبّات وحرائق وعبرتُ خنادق ونجوتُ من مكائد لا حصر لها..ولم اتنازل عن مبادئي ومواقفي هي ذاتها التي بدأت بها عملي حتى.. تقاعدي.. ولله الحمد «.
كان المرحوم أبي يضع على رأسه « طاقية بيضا.. طاقية حُجّاج» وكانت « مثقوبة « بشكل واضح..
وكنتُ احاول إقناعه بتبديلها ب طاقية جديدة.. لكنه كان مُصرّا عليها.
وحين كان الناس يسألون « ليش الطاقية مخزوقة يا ابراهيم...؟
يقول « من كثر ما باقول الحقّ «
.. والمثل يقول « اللي بيقول الحقّ هالايام بتنخزِق طاقيته «.
اللهم ثبتنا على قول الحق :
« الاردن بصحة جيّدة « !!