أمر يبعث على الاستفزاز والغضب لدى كل أردني عندما يقرأ و يسمع ويرى أكثر من ( 20 ) من رجال الأمن العام والدرك مصابين نتيجة أعمال شغب في مخيم الزعتري للاجئين السوريين، وهي ليست المرة الأولى فقبل أكثر من عام كان هناك شغب من العيار الثقيل وكانت النتيجة إصابة أكثر من ( 26 ) من رجال الشرطة والدرك الذين دخلوا المستشفيات للعلاج نتيجة أحداث شغب وإساءة واستفزاز من اللاجئين ودائماً نسمع بين حين وآخر عن أعمال شغب محدودة، أي أن الأمر أصبح لدى من يقومون به في المخيم إحترافا وعن سبق إصرار وترصد ممن يتعمدون هذا، بل أن إصابة هذا العدد الكبير من رجال الأمن دليل على الإعداد المسبق ممن ينظمون الشغب، والعداء أو التوجيه بالعداء تجاه الأردن والجهات الرسمية، مع الإشارة إلى أن اصابات رجال الأمن والدرك الكثيرة دليل على سعة صدرهم، وعلى التعليمات المشددة بعدم الرد أو إلحاق الأذى باللاجئين.
الزعتري اليوم تجمع سكاني فيه أكثر من (120 ) ألف لاجئ، وفيه مئات المحلات التجارية، وكل أنواع التجارة !!، وهو خليط من الولاءات بأنواعها، ومن الناحية الاجتماعية فهو يشكل تهديداً لمجتمع محافظات الشمال وتحديداً المفرق، وهو عنوان للأعباء التي يتحملها الأردن، وعنوان للأزمة التي نحن أول ضحاياها.
الشغب والإعتداء على الأجهزة الأمنية مؤشر خطير، واستفزاز يزيد من الاستفزاز العام لدى الأردنيين من حكاية اللجوء الذي يزداد بالمئات كل يوم، وهذا اللجوء أصبح ليس من الأزمة السورية بل قضية أردنية دفع ثمنها كل أردني من شربة الماء قبل كل الأعباء الأخرى، لكن أن يتحول اللجوء ومخيماته إلى بؤرة شغب وإساءة للأردن وأجهزته الأمنية وللأردنيين فهذا أمر يفتح الباب أمام خيارات أخرى يجب أن تفكر بها الدولة، فرجل الأمن الذي يقضي أسبوعاً بعيداً عن بيته لحماية اللاجئين لا يستحق أن يجد شغباً وعدوانية وسوء خلق من الضيوف، والحلم والصبر لدى الجهات الأمنية ليس عجزاً بل احترام للضيف الذي يجب أن يكون على ذات السوية من الخلق والسلوك.
الأمر ليس حالة شغب بل مؤشر على إمكانية تحول المخيم إلى بؤرة عدوانية وشغب واستفزاز ومركزاً لتصدير ممارسات تلحق الضرر بالدولة والناس وكما يقال «درء المفاسد أولى من جلب المصالح» ، ومصلحة الأردن وأهله مقدمة على كل اعتبار.