غيرتنا كورونا،غيرت بِنَا أشياء وسلوكيات متجذرة في مجتمعنا،ما يدل بأننا قادرون على تغيير منظومة العادات والتقاليد والسلوكيات السلبية في مجتمعنا.
تغير أي مجتمع يخضع لمجموعة من العوامل المرتبطة بمنظومة العادات والتقاليد والسلوكيات التي حكمت او تحكمت في المجتمع.
خلال أزمة كورونا التي نضرع الى الله العلي القدير ان يخلصنا منها،وجد الأردنيون أنفسهم أمام خيارات محدودة في مناسبات اجتماعية لا وجود فيها لمن يشارك.
من يصدق انك تدفن اقرب الناس إليك بأقل عدد من المشيعين،وتعود الى بيتك تتلقى العزاء على الواتس اب او على الفيس.
من يصدق ان عزاءات الأردنيين العامرة بمئات المعزين،والتي يقدم بها التمر الفاخر المبهر والمناسف صارت الآن ضربا من الخيال،بعد ان كانت تثقل كاهل الأبناء والاشقاء بآلاف الدنانير،غالبا ما يتسلفونها من البنوك او الأصدقاء.
الأفراح أيضا تغيرت،وعاد الناس الى الشرع الحنيف في الابتعاد عن مظاهر البذخ في الحفلات ذات الست نجوم،اذ اقتصرت كل حفلات الزواج على الأقرباء من الدرجة الأولى.
فضلاً عن تغيرات اقتصادية واجتماعية وربما سياسيه،فرضتها علينا في حالة الحظر التي نعيشها.
ما يعني أننا قابلون للتغيير،وان ما ينقصنا هو المبادرة،فمشوار الألف ميل يبدأ بخطوة واحدة،ولذلك فإنه مثلما هنالك سلبيات لجائحة كورونا،هنالك ايجابيات.
العادات والتقاليد في المجتمعات متجذرة حد العظم،ولذلك من منا §يغامر وهو يقيم مناسبة بان يكون هو من يبدأ بالتخلص من العادات السلبية التي رزح تحت وطأتها مجتمعنا عبر عشرات السنوات.
الآن،أدرك الأردنيون أنهم أمام واقع جديد،مختلف،يعيشه العالم،وهم جزء من هذا العالم، فما كان منهم الا ان كيفوا أنفسهم مع هذا الواقع،وتجاوزوا بذلك صعاب كثيرة،ليدخلوا في مرحلة جديدة من حياتهم.
ذلك أننا شعب متعلم،حضاري،صادق،منتمٍ،محب لوطنه،ولذلك فان تجاوب الأردنيين مع تعليمات الدولة تجاوزت الوصف والخيال،في وقت تنظر حولك لترى دولا كبيرة ومتقدمة لا تطبق ما يطبق عندنا،لان شعوبها لا تستمع الى التعليمات والاشتراطات الصحية.
عبر التاريخ،قديما وحديثا،الرهان على الإنسان الأردني،رهان ناجح ومجدٍ في كافة المجالات،ولذلك فإننا بإذن الله سنتخطى أمر الجائحة،وسنعبر الى بر الأمان بإذن الله تعالى.
عندها سينظر العالم الى هذا الوطن الملتزم المنتمي المحب بأهله وناسه على أنه وطن عظيم،ذلك ان أسطورة الأوطان العظمى قد تبدلت،فلم يعد المال،ولا الصناعة،ولا التجارة من متطلباتها الدول العظمى التي فقدت السيطرة على كورونا، بل ان الدولة العظمى هي الدولة التي ستتخطى هذه المحنة،والأردن من بينها بإذن الله.
حمى الله الأردن،وطنا وشعبا وقيادة.