أصبح الأردن مثالا يحتذى به بين بلدان العالم في التعامل مع جائحة الكورونا بمنع تفشي الفيروس في البلاد والحفاظ الصارم على السلامة العامة والأمن الصحي للمواطنين مُحققا انجازا كبيرا بالسيطرة على الفيروس وحصر البؤر.
بنفس درجة الحرص ستشهد الأيام القادمة انفتاحا أكبر في جميع القطاعات فلا أحد يريد التراجع بالإنجاز بأمل بأن تصبح الإجراءات الوقائية التي تمثل أسس الوقاية من الفيروس عادات اجتماعية.
لا شك بأن المرحلة القادمة ستكون مليئة بالتحديات كما أوضحها جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله في العديد من المنابر المحلية والعالمية فالتكاتف العالمي والوطني الآن ضرورة لا يمكننا ان نمضي بدونها فالالتزام اليوم هو الوقاية الفضلى في ظل حديث العديد من دول العالم عن الموجه الثانية للفيروس الذي سيكون الأردن بإذن الله بمنأى عنها، كما ستكون المرحلة القادمة تحدي آخر لنا سنعيشه في ظل توجيهات جلالته حفظه الله كنجاح كبير أنجزه الأردن، في ظل الحظر الصارم إذ استطاع الأردن إنجاز الكثير وتغيير العديد من المفاهيم الاجتماعية التي سيكون لها الأثر ولو كان بسيطا على الثقافة المجتمعية السائدة، إذ شهدت المرحلة مراجعه شامله لكل السياسات والبرامج، فلا شك ان الإرادة السياسية القوية في إحداث التغيير السريع في عدة قطاعات كالتعليم عن بُعد ( التعلم من المنزل) ساهم في التوسع الأفقي لمؤسسات التعليم في جميع المراحل الابتدائية والثانوية والجامعية حيث وصل الى جميع المناطق حتى النائية في البلاد مُحققا قفزات هائلة لم تكن متوقعه في توفير الامن المعرفي للجميع ولا شك فإن نسبة الالتزام في المراحل الأساسية في التعلم سترتفع في بعض المناطق في المرحلة القادمة خاصة إذا ما تم توفير «التعليم عن بُعد- التعلم في المنزل» كخدمة متوفرة لمن أراد. كما شهدنا توسيع القاعدة الهيكلية لعمل مؤسسات الدولة التي أسهمت في توسيع قاعدة عمل المجتمع المدني ولعل أهم ما شهدناه هو التوسع الهائل في مجال الاتصالات والمعلوماتية والانترنت.
شهدنا مرحلة صعبة جعلتنا في درجة لا بأس بها من الوعي الوطني والقومي رغم مناعتنا الشبه متوسطة ضد فيروس الكورونا وهذا يُلزمنا بالانتباه أكثر والالتزام الأكبر في المرحلة القادمة.
سنعمل أكثر في المرحلة القادمة والتحدي أكبر، فالتضافر والتعاون هو عنوان الأيام القادمة للتغلب على الموجة الثانية لفيروس الكورونا.
حمى الله الأردن