لا تعارض بين الجهد الوطني في مواجهة جائحة فيروس كورونا ( كوفيد 19)، والدفاع عن حقوقنا في فلسطين والقدس الشريف، فالهجمة المسعورة التي يمارسها اليمين الصهيوني بمحاولات ضم الأراضي الفلسطينية بالرغم من تحذيرات دولية ورفض فلسطيني اردني عربي لذلك يفترض ان تدفعنا جميعا للانتقال الى مرحلة جديدة من التصعيد مع العدو الذي لا ولن يفهم سوى المجابهة، فكلا المتطرفين نتنياهو وبني غانتس يتسابقون لجلدنا وإلحاق الأذى بفلسطين وحقوق العرب.
البعض يعتقد ان الوباء الذي يجتاح العالم فرض إعادة ترتيب أولويات الشعوب والأمم، الا ان قضية فلسطين تسموا وتتقدم الأولويات أمام عدو يتجاوز على الأبجديات الإنسانية، فالاعتداءات مستمرة في القرى والمدن الفلسطينية ومحاولات النيل من عزيمة المدنيين المتمسكين بأراضيهم، فكل المخططات الصهيونية والمدعومة من واشنطن لفرض واقع جديد لا يمكن ان تمر برغم التحديات المركبة التي تواجه المنطقة وشعوبها.
فيروس كورونا المستجد سيمضي كغيره من الأمراض والأوبئة التي أصابت البشرية منذ عقود وقرون ثم مضت، الا ان الثابت الذي لا يمكن ان يتغير هو الموقف تجاه حقوقنا الوطنية والتاريخية والدينية في فلسطين اكثر من عقد من الزمن، فالموقف تجاه الحقوق الفلسطينية والعربية ثابتة لا تتغير حتى لو نعق البعض بمجاملات للصهاينة فالحقوق الوطنية اصلب من تصريحات سمجة ومسلسلات كاذبة وتغريدات تافهة على مواقع التواصل الاجتماعي يطرب لها المتطرف نتنياهو وعصابته، ويعتقد انه أنجز الكثير، الا ان الثابت ان العقود الفائتة قدمت دروسا كافية لرموز اليمين انهم غير باقين، وإن طال الزمن.
الجائحة القاسية التي لم تستثنِ أحدا يفترض ان نأخذ منها عبرة وتجربة مهمة، وإعادة النظر بأسلوب عيش حياتنا والاعتماد على الذات مهما كان محدودا، ويتطلب منا جميعا استغلال اية فرص إنتاجية لتقليص الاعتماد على المستوردات، وإعادة الاعتبار مجددا الى الإنتاج الوطني والبدء بزراعة القمح والحبوب في منطقتي الديسى والمدورة، وتغيير النمط الزراعي في الأغوار والمناطق الزراعية في شرقي شمال البلاد، بما يتلاءم مع مواردنا المائية من جهة وتوفير الاحتياجات المحلية والتصدير الى الأسواق التقليدية العربية من جهة أخرى.
ما نستطيع إنجازه برغم التحديات والصعوبات القديمة والجديدة سيكون كبيرا ومفتاحا لإحداث تغير في معادلات الصراع الخفي والمعلن، فالكيان الصهيوني يتعامل بنزق واستهتار مع الطرف العربي، مستندا الى ترسانة عسكرية كبيرة ودعم شبه مفتوح من الإدارة الأمريكية، الا ان الثابت ان من يقرر في نهاية المطاف من تقف أقدامه على الأرض وهذا هو الأساس برغم فيروس كورونا وغيره لاحقا.