بعد مرور ما يقارب الستة شهور على فيروس كورونا المستجد المسبب لمرض «كوفيد-19» الذي ظهر أول مرة في مدينة ووهان (وسط الصين) في ديسمبر/كانون الأول الماضي، وسرعان ما انتشر في أكثر من 200 دولة ومنطقة حول العالم.مخلفا إصابات مؤكدة تجاوزت ٤ ملايين اصابة حتى الامس وما يقارب ال ٣٠٠ الف وفاة حول العالم.
وما سببه خلال تلك الفترة من دمار وانهيار شبه كامل للقطاع الاقتصادي العالمي الذي أصاب جميع أركانه دون استثناء ناهيك عن انهيار القطاع الصحي في عدد من دول العالم وما سببه من اثار نفسية واجتماعية التي ستتافقم على مدار الأيام القادمة.
ولم يستثن هذا الفيروس اي دولة في العالم الا وترك بصماته المدمرة في العالم الذي ينشغل الان في البحث عن علاج او لقاح لكبح جماح العدو الغريب.
وبين هذه الأزمة التي لم يعيشها العالم منذ أكثر من ٨٠ عاما ما زال يعاني من كابوسها، هناك من يتحدث عن المؤامرة وانه صنع بشري متعمد تسعى من خلاله الدولة المعنية إلى السيطرة على العالم.
ففي الوقت الذي وجهت فيه الصين اتهاما غير رسمي عبر الناطق باسم خارجيتها عبر وسائل التواصل أصابع الاتهام إلى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال جنودها في إحدى المناورات سرعان ما تلاشت واختفت في وقتها منذ أشهر.
الا ان وتيرة الانتقاد والاتهام الأمريكية تتزايد مؤخرا باتجاه الصين عبر محاور عديدة لإخفاء المعلومات عن العالم منذ بداية المرض او تسريبه من إحدى معاهدها ومختبراتها داعية إلى تشكيل لجنة تحقيق في وقت ترفض فيه الصين كل هذه الاتهامات.
والغريب أن بعض الناس لدينا ما زال مقتنعا بأن الموضوع لا يعدو كونه مؤامرة من إحدى الدول العظمى التي تحتفظ بلقاح او علاج للفيروس حسب هذه الفئة وتنتظر الوقت المناسب للإعلان عنه لتحقيق مكاسب مالية واقتصادية او للسيطرة على العالم بعد تدمير خصمها في وسط هذا الدمار المروع والانهيار الكامل الذي لم تخلفه أعتى واضخم الحروب. والسؤال الآن اذا كانت المؤامرة موجودة فماذا تنتظر هذه الدولة لإطلاق مفاجأتها للعالم الذي ينتظرها بفارغ الصبر وبكل لهفة.
ام ان الحديث عن هذه المؤامرة مجرد كوابيس بشرية لا وجود لها وان خيالنا عن الدولة التي لا تقهر مجرد أوهام ولا وجود لها في القاموس إطلاق بعد عن عجز العالم بأسره وبكل مكوناته من ايقاف كابوس الرعب الدولي والبشري الذي أصبح ينظر إلى ساعة خروجه من بيته انتصار كبيرا بعد شهور من الحجز والحظر المنزلي الإجباري.