الرئيس الأمريكي ترمب أعلن في 29 يناير الثاني 2020 ، خطة صفقة القرن وتضمنت بنود الخطة ضوء أخضر لفرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية وضم المستوطنات والغور لإسرائيل ،» فقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطته التي طال انتظارها للسلام في الشرق الأوسط، متعهدا بأن تظل القدس عاصمة «غير مقسمة» لإسرائيل. واقترح حل دولتين، وقال إنه لن يجبر أي إسرائيلي أو فلسطيني على ترك منزله. وقال ترامب، في مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض وإلى جواره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إن خطته «قد تكون الفرصة الأخيرة» للفلسطينيين.
تصريحات فيردمان الفجة تحمل عناوين عن المخطط الصهيو أمريكي الذي رسمت معالمه خطة صفقة القرن بموجب الخرائط التي أعدتها اللجنة الأمريكية الإسرائيلية ففي الذكرى الثانية والسبعون للنكبة تستعد حكومة ما يسمى الوحدة الوطنية وتتكون من الثنائي نتنياهو وغانتس وعلى جدول أعمالها ضم الغور والمستوطنات وليس بغريب إعلان ولادة الحكومة لتترافق مع ذكرى نكبة فلسطين
حكومة نتنياهو ، غانتس في جدول أعمالها خطة لضم الغور والمستوطنات ، وهذا يحمل دلالات سياسية خطيرة وكبيرة بالنسبة للقضية الفلسطينية، وأن «كل الدول العربية وكذلك السلطة الفلسطينية باتت الآن في مرحلة الترقب لبدء مرحلة التنفيذ ، وما تحتويه خارطة الضم ستغير الخريطة السياسية للمنطقة بأكملها، خاصة بعد التصريحات الخطيرة التي خرجت من السفير الأمريكي في تل ابيب فريدمان بأن الضم مسالة أسابيع ، وخطوة كهذه تنهي عملية السلام وتدمر رؤيا الدولتين
ذكرى نكبة فلسطين الثانية والسبعين تحمل مفصلا تاريخيا في تاريخ الصراع مع إسرائيل، و تخطئ إدارة ترمب وحكومة نتنياهو غانتس اليمينية المتدينة المتطرفة كما أخطأت كل الحكومات الإسرائيلية السابقة أن استمرار الاحتلال يجلب الأمن لإسرائيل وان الاستيطان وتهويد القدس وتهويد الجولان المحتل ، يحقق الاستقرار لإسرائيل وان صفقة القرن والضم وفرض السيادة الاسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية ستفجر الصراع مع إسرائيل وتعيده للمربع الأول ، وستفشل محاولات المنخرطين بصفقة القرن من تمرير الصفقة الشؤم التي يرفضها الشعب الفلسطيني والشعوب المناصرة للحق الفلسطيني ، الموقف الأردني الداعم للموقف الفلسطيني الركيزة الاساسية لإفشال وإسقاط مخطط الضم وفرض السيادة الاسرائيلية على أجزاء من الضفة الغربية.
إن محاولات حاخامات إسرائيل لتحويل الصراع إلى صراع ديني هي محاولات سيخسرها المتزمتون الإسرائيليون ، فمنطق التاريخ يؤكد أن استمرار الاحتلال لن يجلب الأمن والسلام للاسرائيليين وان إقامة خراب الهيكل لن يحقق حلم بني إسرائيل كما يظنون وان سلب الحقوق الفلسطينية مهما طال الزمن لن ينهي الصراع لا مع الفلسطينيين ولا مع العرب والمسلمين؛ الأمر الذي لا بد للشعب الإسرائيلي من مراجعته وإعادة تقييمه، حرب 48 أدت إلى قيام إسرائيل في الأرض الفلسطينية ونكسة حزيران أدت لاحتلال إسرائيل لما تبقى من فلسطين، التنكر للحقوق الوطنية والتاريخية للشعب الفلسطيني لن يحقق السلام ، والمعاهدات والاتفاقيات مع الحكومات هو غير السلام مع الشعوب بدليل انهيار الأحلام الإسرائيلية للتطبيع مع الشعوب و عملية السلام أمام مفترق ، صفقة القرن ومشروع الضم غير مستند على أسس وقواعد ومبادئ تعيد الحق لأصحابه وصفقة القرن خرق فاضح لقرارات الشرعية الدولية ، الإصرار الإسرائيلي والأمريكي على ضرورة الاعتراف بيهودية الدولة والقدس عاصمة إسرائيل وضم الغور والمستوطنات وان لا عودة للاجئين الفلسطينيين، إنها الشروط التعجيزية لسلام لم ولن يكتب له النجاح، ومهما بلغت قوة إسرائيل وبلغ حجم التأييد لها في العالم ومهما كانت قوة أمريكا وقوة دعمها لاستمرار الاحتلال الإسرائيلي فان هذه القوه لن تكسب إسرائيل حقوق مكتسبه ، هناك حقوقا ما زال أصحابها يتمسكون بها و هناك صراعا متجدد عبر الأجيال مع الاحتلال الإسرائيلي ،وان الحقوق الوطنية والتاريخية للفلسطينيين هي حقوق ثابتة لا تسقط بالتقادم وهي حقوق مكتسبة.