عيد الفطر السعيد هذه السنة هو أول عيد في تاريخ العرب والإسلام يأتي في ظل انتشار وباء فيروس كورونا، وما يمكن إسقاطه على أيامه،بان التكبير تم في المساجد بلا حضور ولا اكتظاظ للبشر ولا سلام بين أبناء العشيرة والبلدة الواحدة.
كورونا المستجد فرض أجواءه على العيد وعلى الناس جميعا، فقد فرض حظر التجوال، وفرض إجراءات مشددة، وفرض حالة طوارئ وفرض سيادته على البشرية، وفرض عادات وتقاليد جديدة بين الناس، وكورونا ما زال يتنقل بين القارات موقعا مئات آلاف الموتى وأكثر من خمسة ملايين مصاب، والعداد متواصل دون توقف.
العيد في ظل كورونا بات مختصرا بين الناس، مختصرا في زيارة الأقارب والأصدقاء،ومختصرا في الإنفاق (العيديات)، ومختصرا في الإشارة بدل السلام وتبادل القبل، ومختصرا في أماكن الحركة بحيث لا يتجاوز الإنسان مناطق محددة حوله، ومختصرا في الخروج صباحا والمبيت ليلا، فلم يعد مكان للمقاهي وأماكن السهر أن تعمل، وفي ظله تناطحت الحكومات مع شعوبها في طريقة الخروج من الأزمة والسيطرة عليه، وبكل الأحوال فإن هذا العيد يتيم عن الأعياد السابقة، وحتى الأطفال لن يتمتعوا به كما الأعياد السابقة. عيد الفطر...سعيد لمن أقام الواجب تجاه الأرحام، وسعيد من تجنب مخالطة البشر، وسعيد من أقام صلاته ورفع دعواته في منزله، وسعيد من تعامل معه بكل روح إيجابية، وسعيد من رأى واستمتع بأيامه ضمن المتاح، فهذه أيام مباركات نعيشها ونحن قانعون بان نهاية هذا الوباء هو يوم سعادة للبشرية كلها.
فيروس كورونا المستجد عبارة عن غلاف بروتين وبداخله حامض DNA ولا يرى بالعين المجردة، ونكاد نجزم أن سرعة انتشاره، وطول فترة الحضانة تعد أحد أهم أسباب التأخر في اكتشاف الدواء أو اللقاح الفعال له، وتكاثره العجيب وإصابته لملايين البشر دفع بالساسة إلى اتهام بعضهم البعض في التسبب بانتشاره، فقد أرهق ميزانيات دول متقدمة، وأعاد الاقتصاد العالمي إلى مرحلة الكساد، ودفع إلى الواجهة أهمية التركيز على دوائر وخدمات الصحة في جميع دول العالم.
عيد الفطر في ظل كورونا أوقع فينا نحن البشر عنصر الخوف،وأصاب في ذروة حصاده اقتصاد الدول المتقدمة أكثر من غيرها، وشل طاقات البشرية التي تسعى جاهدة للإفلات منه، وما لا يقال انه يحارب في جبهة لوحده ضد العالم كله، وحتى الآن يواصل تفشيه،مستعينا بمن يتنقلون بين الناس، ونحن نعترف أن ما بعده لن يكون كما قبله،وما لم يحسم بعد الجدل بشأنه هو أن هذا الفيروس مصنع أم طبيعي؟!.