2020 سنة صعبة. وليس بسبب كورونا وحدها. قبل وصول كورونا للاردن، ودون نبوءة وعرافين، الكل كان ينظر الى 2020 بعين الخوف والقلق. ولما قد وصلت اليه الازمة الاقتصادية في الاردن الى طريق مسدود، ورغم كل الانكار، الا ان كورونا جاءت لتبق البحصة.
2020 عام الوباء. كل عام في الاردن اصبح مطبوعا ويأخذ اسما سياسيا : عام السلام، وعام الدخول في الزجاجة، وعام الخروج من عنقها، وعام الحسم وعام الفساد، وجاء اخيرا عام كورونا وعام الوباء.
اسماء درامية. وكما يبدو فانها مستوحاة من خيال سياسي مضروب تصلح لتكون عناوين لاسماء مسلسلات وافلام سينما. مازال عام 2020 حاملا لكثير من المفاجآت، والاحداث من تراجيديا البطالة، وانزلاق نحو ربع مليون اردني الى صفوف البطالة، ومليوني اردني انحدروا الى الفقر المدقع، والفقر اللصيق والحتمي.
الدولة تجمع قوتها لتأمين الاستمرار. المهمة الاصعب في القادم الاردني. ولنقل : اعادة البناء في ظل ظرفية كورونا الضاغطة اقتصاديا وسياسيا وامنيا، والتحديات الصعبة التي تواجه الاردن اقليميا ودوليا، وتبعات اعلان اسرائيل تطويب الاغوار واراضي البحر الميت، والمستوطنات في الضفة، والقدس عاصمة لاسرائيل.
والاستشعار بالخطر يأتي على لسان بعض المسؤولين من باب رفع العتب، ومن باب المخاجلة والمجاملة العامة، وجمعيها مواقف دون روافع ودعائم سياسية واجتماعية وشعبية.
وما يجده عموم الاردنيين، و اكثر ما يشغلهم السؤال عن الفساد، والاموال المهدورة والمنهوبة من خزينة الدولة، مليار ونصف دينار قيمة التهرب الضريبي في الاردن، والمحسوبيات والمحاصصة، وعقلية الشلة، وفي ملف قضايا التهرب الضريبي البرهان والدليل القاطع على أن الجهاز الحكومي بحاجة ماسة الى ثورة بيضاء.
ثمة فارق لابد ان يلامسه الاردنيون بين قبل وبعد كورونا. ما جاءت به كورونا ليس أزمة وباء، وفايروسا معديا يصيب الجهاز التنفسي، ويدخل من الحلق والبلعوم الى بقية اجهزة واعضاء الجسد العليل، وينتهى برخاوة وهشاشة وانهيار في نظام المناعة.
اول ما طرحت كورونا سؤالا جارحا عن بعض اهل" السلطة والمال ". والمتانة السحرية الترسانية لنفوذهم وتوغلهم وسطوتهم.
وما يكتشف في غمرة كورونا بان ثمة ضرورة ملحة لاعادة ترسيم العلاقة بين : "السلطة والبزنس ". والضرورة الوطنية لتطهير الدولة من قوى الفساد ومداليكها المتنفذة والجبارة.
حتما، الاردن القادم لا بد ان يجري اجتثاث ثوري للفساد، واسباب التردي، ومبررات الانحلال والمحسوبيات، وبؤس الادارة العامة، وعجزها عن تلبية ابسط خدمات وحاجات المواطنين.
تطهير عام، واستئصال للفساد والمفدسين، وتوظيف معايير وشروط وطنية حازمة لانقاذ المجال السياسي الاردني من توغل قوى البزنس، وتحويلها الى محميات سرية خلفية.
وما يحتاجه الاردن الان الانقضاض على اوكار الفساد المفدسين. وهذا الاردن الذي نريده مستقبلا، اردن قوى ومنيع ومحصن. واردن العدل والمساواة سياسيا واقتصاديا.
وليكون 2021، عام الاردن الجديد، اردن الحلم والأمل والمستقبل. نحلم بمجلس نواب خال من نواب المال السياسي.