أخر الأخبار
الضم... بند من «صفقة القرن»
الضم... بند من «صفقة القرن»

فلسطين والاردن يقفان اليوم امام لحظة فارقة في تاريخ القضية الفلسطينية، متصديان للإجراءات المتسلسة ذات الجدول الزمني المحكم الذي وضعته دولة الاحتلال الاسرائيلي لتنفيذ ما يُعرف بـ«صفقة القرن» كان اخرها قرار ضم اراضي غور الاردن ومساحات واسعة من اراضي الضفة الغربية تحت سلطتها، ضاربة بعرض الحائط ردود فعل الدولتين اتجاه هذا الامر الخطير الناسف لحل الدولتين وجهود السلام على مدار عقود.

هذا الاجراء سيضم ما بين 30 %-40 % من اراضي الضفة الغربية، ويدفع بالسلطة الفلسطينية للقبول بمساحة لا تتجاوز 7.5 % من مساحة فلسطين التاريخية، ما يعني ان تقف الاردن وفلسطين امام مواجهة حقيقية ومصيرية لهذا القرار ذي التداعيات الخطيرة على البلدين، حيث سيشكل نكبة جديدة للفلسطينين وتغاضي مقصود عن الوصايا الهاشمية على المقدسات الدينية في فلسطين في خطوة تهدف بها دولة الاحتلال لتقويض الدور الاردني في القضية الفلسطينية بابعادها المختلفة والمتعددة.

صفقة القرن الهزلية وهبت مساحة ضئيلة لا ترقى لتمثيل دويلة فلسطينية مع انهاء الحق الفلسطيني في العودة وتهويد مدينة القدس كاملة وجعلها عاصمة لاسرائيل، بمعنى تصفية نهائية للقضية الفلسطينية، وضمن بند ضم اراضي غور الاردن الى حكمها بسط سيطرة اسرائيل على الشريط الممتد بين بحيرة طبرية والبحر الميت، والذي سيصبح بعد الضم الحدود الشرقية الجديدة للأراضي المحتلة مع الأردن، وهذا مكمن الخطر.

بالمقابل لازال موقف التصدي الذي اتخذه كل من الاردن وفلسطين يدعم احدهما الاخر اتجاه هذه الخطوة التي اعلنت اسرائيل عن بدء تنفيذها في الاول من تموز المقبل اي ما يفصلنا عنها ايام معدودات، بحاجة الى مساندة اكبر ليس فقط من الدول الاوروبية الرافضة للقرار، بل بمساندة فاعلة بشكل مختلف من الدول العربية والاسلامية، فالموقف الثنائي اسهم في جعل اسرائيل تفكر في تنفيذ خطة الضم على مرحلتين وكأنها تعطي ابر تخدير لتخفيف الاثر!، لكن هل الصمت العربي والاسلامي مبرر في الوقت الراهن وهل التحدي مع الزمن يسمح بإطالة امد التفكير برد فعل حقيقي تجاه ما يحدث.

للاسف قبلت العديد من الدول سماع اصوات المؤيدين للموقف الاسرائيلي على اعتبار ان القضية الفلسطينية استنزفت وقتا وجهدا كبيرا من دول عديدة، وجهلهم صور لهم انها قضية هامشية لا اهمية لها، ولا ضير فيما تقدمه الصفقة للفلسطينيين، عدا عن ثقة دولة الاحتلال بنفسها اكثر من السابق عند اطمئنانها لعلاقات دبلوماسية مع العديد من الدول الاسلامية والعربية، كل هذا زاد من منسوب طغيانها الى قممم اعلى جارت على الحق الفلسطيني اكثر واكثر.

الاعلام على المستوى العالمي ومؤسسات المجتمع الدولي ومواقع التواصل الاجتماعي ووسائل ضغط حقيقية قد توصل الرسائل الشعبية حول العالم في خطوة تدعم الجهود الاردنية الفلسطينية لايقاف هذه الخطوة المتهورة التي تحمل في جوانبها نتائج كارثية على الاطراف ذات العلاقة، فلا الصمت يغني ولا الوقوف في وجه الحق لتأييد الباطل مجدي.