الفساد اكبر عدو للاردن.. فلو نتأمل حقا، ماذا يجري حولنا فقرات من العبث، وكيف اندمج الفساد مع الاستبداد، وانتج بدرامية حطمت وحرقت كل الاخلاق والقيم الوطنية.
تأملوا جيدا. فالفساد المحكي عنه ام المخفي ليس وليد صدفة أو لحظة عجز أو تعطل في ادوات الرقابة القانونية والسياسية. ثمة عبارة لربما تاهت عن الالسنة في تدوال الاخبار العامة، وهي «صناعة الفساد «. نعم هناك ماكينة تصنيع محترفة.
وهل للفساد صوت شعبي ؟ فاخطر ما قد تسمعه وطنيا دفاع ناس غلابة ومغلوب على أمرهم، واخرين مغرر بهم عن فاسد. او ايضا دفاع متكسبين و متنفعين، و اصحاب ذمم رخيصة وبخسة الثمن بالدفاع عن فساد و فاسد.
يعني ذلك الكلام الشعبي المتسلل عبر فراغات الوعي و المصلحة الوطنية.
ولو على حق، فلماذا لا ؟ ولكن على باطل وطني. فثمة اكثر من سؤال يختفي وراء أي كلام يحاول تهذيب الفساد، وتنظيفه، وتجييش الرأي العام من زوايا و شقوق لصالح فاسد ومستغل للسلطة، وحرامي مال عام.
توطئة خبيثة و شيطانية لحروب سياسية شعبية، وفتحت ساحات خلفية ضاغطة ومعطلة لمسارات ارساء قواعد العدالة، و حماية الدولة من الفاسدين والحرامية، و تحقيق العدالة والمساواة في تطبيق وسيادة القانون.
الدولة والمواطن العادي هما الخاسر الاكبر من الفساد. لا تتخليوا كم ان الفساد انتج خرابا و انهيارا في الاردن ! نحن ضحايا للفساد، كل ما خلفت كورونا من تداعٍ اقتصادي و اجتماعي ومعيشي على الاردنيين لا يعادل ما انتج خلال سنوات من فساد ندفع حتى اليوم ثمنه.
فكما ان الاردن يواجه الان تحديات وتعقيدات اقليمية. فاكثر ما يحتاج الى تأسيس مصالحة وتسوية سياسية وطنية. وليكون الصوت الاعلى للعدالة و المساواة و الحق و القانون.
تجفيف منابع الفساد، يعني اردنا قويا. الخطرالخارجي دائم، ولم يفلت الاردن يوما من مؤامرات الاصدقاء قبل الاعداء، ولكنه بقي صامدا و قويا وممانعا بقوته الذاتية، ومناعته الوطنية وصلابة جبهته الداخلية.
اعداء الداخل هم الاخطر على الاردن. وبقول ثان، فالاردنيون يشدون على يد العدالة، و يقفون في خندقها، خندق حتى تعرية كل الفاسدين ومحاكمتهم.هي لحظة وطنية تاريخية، و اذا ما اردنا اردنا اقويا، فلننشد للعدالة.