عاملان لا ثالث لهما وراء التعنت الاسرائيلي.. ويتلخص العامل الاول :
في ان العدو الصهيوني لم يتعرض حتى الان لخطر ماحق.. يهدد وجوده.. وينذر باقتلاع كيانه الغاصب من الجذور..
لم يتعرض لضربات مؤلمة.. موجعة.. تجعله «يدب الصوت عاليا».. وتجعل رعاع المستوطنين الفاشيين يهرولون كالفئران المذعورة، الى أقرب سفينة أو زورق،هربا الى البلاد التي جاء منها اجدادهم الغزاة الى فلسطين ذات ليلة سوداء بلا قمر..
ألم يصف مدير الشاباك الاسبق الجنرال «ديسكين» الاحتلال الصهيوني للضفة الغربية والقدس العربية، «بانه احتلال مريح.. مربح...»دي لوكس».. وهو الاحتلال الوحيد في التاريخ الذي يحمل هذه الصفة، صفة «نعمة الامن والامان»..!! بفضل»اوسلو» بعد ان جردت المقاومة من سلاحها الشرعي، ولاحقت المقاومين، واحكمت عليه الخناق من خلال جريمة التنسيق الامني مع العدو..
وجاء الجنرال الاميركي «دايتون» ليؤسس لحالة خادعة من المهادنة والمساكنة، والتعايش مع العدو المحتل..الغاصب،بعد ان حاول ان يزرع في وجدان البعض ان اسرائيل دولة جارة، ولم تعد دولة عدوة..!!
الثاني: ويتلخص في مسلسل التنازلات الفلسطينية والعربية، والتي لم تقف عند حد..
فمن شعار تحرير فلسطين كل فلسطين.. الى شعار عودة الاراضي المحتلة في حزيران 67..
ومن لاءات الخرطوم الثلاثة..» لا مفاوضات ,, لا صلح.. ولا اعتراف»..!!
الى مفاوضات واعتراف وصلح..وتوقيع معاهدات سلام.. بدءا «بكامب ديفيد» ولم تنته «باوسلو».. والتي شكلت تنازلا وتفريطا خطيرا عن 78% من ارض فلسطين التاريخية.. وهو تفريط يصل الى حد الخيانة العظمى.
وقد فوجىء العدو - كما نقل عن «رابين» اشهر جنرالات العدو - بهذا التنازل الكبير جدا، وغير المتوقع ابدا.. وحتى في الاحلام الصهيونية..!!
وهو الذي جعل العدو يوافق على «اوسلو».. والتي تضمنت تأجيل البحث في اخطر خمس قضايا..» القدس، اللاجئين، المياه، الحدود، الاستيطان».. وهو ما اعتبرته الاوساط الصهيونية بمثابة ضوء اخطر،لرفع وتيرة الاستيطان، وتكثيف اقامة المستوطنات، واقامة جدار الفصل العنصري.. فبلغ مساحة الاراضي التي استولى عليها العدو في الضفة الغربية 68% وفي القدس العربية 88% وتجاوز عدد المستوطنين المليون مستوطن، وتحولت الضفة الى مجرد كانتونات.. وهو ما يشكل اجهاضا لفكرة حل الدولتين..!!
هذه الوقائع والاحداث هي التي أغرت العدو بعدم الانسحاب من الاراضي المحتلة، وعدم الالتزام بقرارات الشرعية الدولية، والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وقبل ان نختم هذا المقال نورد واقعتين مهمتين تغني دلالتيهما عن كل شرح وتفصيل...
ففي مؤتمر باندونغ الاشهر عام 1955.. اشترط عبدالناصراشتراك اسرائيل في المؤتمر بموافقتها على قرار التقسيم رقم 181. وقد رفض ابن غوريون.
اما الواقعة الثانية فهي: ان الجنرال ديان اشهر وزراء حرب العدو انهار في بداية حرب العبور،بعد احتلال خط بارليف، واستسلام اللواء 90،وهرع الى جولدا مائير ناصحا بوقف الحرب، والموافقة على الانسحاب من الاراضي التي احتلت عام67.. مائير عنفته، وطلبت على الفور النجدة من اميركا وهذا ما حدث..
باختصار..
العدو الصهيوني لا يفهم الا لغة واحدة.. لغة القوة، وحين يحس بالوجع.. ويسري الخوف في اوصاله، ويفارقه النوم خوفا على حياته وحياة اطفاله. فحينها وحينها فقط ترى المطارات قد ضاقت بالطائرات المغادرة... وترى البحر وقد ضاق بالسفن تقل احفاد اللصوص الاوائل الذين غزوا فلسطين..