في اسرائيل يبدو ان الاعلان عن قرار ضم اجزاء من الضفة الغربية والاغوار قد اقترب. نتنياهو على موعد سياسي قريب لتنفيذ وعود انتخابية اطلقها في حملته الانتخابية.
مثلا، لماذا تتراجع اسرائيل عن تنفيذ قرار ضم الاراضي الجديدة ؟ الاستيطان الجديد عقيدة اليمين الاسرائيلي، وهناك تيار سياسي اسرائيلي لا ينكب عن المضي في تنفيذ استراتيجية الاستيطان وفقا للرواية الاسطورية التوراتية، والحلم الديني لاسرائيل الكبرى.
استيطان وتهجير وضم اراض. هذه عقيدة اسرائيل منذ ولادتها. تهجير شعوب، وقتل وحرق وابادة، واغتصاب حقوق، ومصادرة اراض. واخطر كذبة انخرطت اسرائيل بها ولا تلتزم بمفرداتها اتفاقيات السلام من كامب ديفيد الى وادي عربة واسلوا.
السلام والتعايش السلمي من السرديات الضعيفة والجوفاء في الصراع العربي- الاسرائيلي. السلام اعطى اسرائيل غطاء دوليا وشرعية لتقوم بعمليات التهجير وضم الاراضي، وسلب الحقوق، وتصفية القضية الفلسطينية، ودون محاسبة وسؤال، او اي رد فعل عربي ودولي.
الراهن العربي يدفع اسرائيل لتقوم بكل ما تشاء وتحلم. دول عربية تحت رحمة مآسي الحروب والفوضى، والفقر، والهجرة والتشريد، والتباعد والتطاحن واقتتال من اجل مصالح ضيقة.
اسرائيل نجحت في جر دول عربية الى فخ التطبيع والسلام دون صكوك اتفاقيات، تطبيع مجاني.
البعض باتوا يبشرون بنهوض اسرائيل وتقدمها وتطورها وتفوقها. لم يمر على العرب في تاريخهم خيبة كالتي نعيشها اليوم. تذكرون في رمضان كيف ان ماكينات الاعلام العربي قدمت دراما تطبيعية.
وكما يبدو فان ثمة مشروعا يجري تحت اقدامنا لتحقيق اسرائيل الكبرى على الجغرافيا والخرائط الجديدة. مشاريع كبرى، واستثمارات، وواوطان جديدة يبشر بها، ومروجو روايات الاستثمار والاقتصاد الجديد، والعالم العربي الجديد.
نزع الدول من دسمها التاريخي والوطني، وتحويلها الى كانتونات، وادوارها الوظيفية محصورة في الخدمات الامنية واللوجستية، خزان بشري بلا هويات وطنية : عمال وموظفون ومستهلكون يخدمون حلم اسرائيل الكبرى.
من يمكن ان يقول لنتنياهو لا؟ ومن يقدر ان يصد مشروع اسرائيل الكبرى؟ وما تسمعون في الاخبار عن خلاف بين اليمين واليمن المعتدل الاسرائيلي، ورفض بريطاني وفرنسي لاعلان الضم، وتنديد من البرلمان الاوروبي، والامين العام للامم المتحدة، وغيرها من بيانات المجتمع الدولي الخجولة الرافضة والمستهجنة، فانها لا تغير شبرا واحدا على الارض.
انتفاضة شعبية فلسطينية جديدة، هي وحدها قادرة على قلب المعادلة. يقف الفلسيطنيون بحجارتهم وسلاحهم الابيض يدافعون عن اراضهم وعرضهم وحقهم، وتارخهم ووجودهم.
ماذا تبقى من اوسلو غير ادوار التنسيق الامني؟ مئة عام من الصراع مع اسرائيل، ولم نتعلم بعد ان اسرائيل لا يرعبها الا الخوف والسلاح والقتال.
وقود الانتفاضة مشتعل وجاهز. غضب الفلسطينيين كاف. ولنتحدث بصراحة، ماذا يملك الفلسطينيون غير الانتفاضة ؟ وماذا بين ايديهم من اوراق يمكن ان يضغطوا بها، ينتظرون هبة عربية، لربما هذه اخر الانتفاضات , اخر المعارك من اجل فلسطين.