أخر الأخبار
اليسار الأردني يلعب بورقة (عزل) الأخوان
اليسار الأردني يلعب بورقة (عزل) الأخوان

 

عمان - الكاشف نيوز : 
ينسجم وزير البرلمان والتنمية السياسية الأردني بسام حدادين مع نفسه وتراثه وتاريخه السياسي وهو يقترح حزمة إجراءات ضد الأخوان المسلمين بعدما قرروا الانعزال ومقاطعة الانتخابات وفقا لما نشرته عن وثيقة تقدم بها صحيفة الغد المحلية.
في عدة مناسبات خاصم حدادين وهو أبرز يساري ينضم لحكومة الإسلاميين علنا وعدة مرات درج الوزير حدادين على إنتقاد ما كان يسميه بالزواج الكاثوليكي بين النظام والتيار الأخواني.
لذلك لا يبدو حدادين شاذا عن قواعده المعروفة وهو يضع بين يدي مجلس الوزراء وثيقة تقترح في جذرها إعادة إنتاج التحالف السابق مع الإسلاميين فمن الطبيعي أن يفعل ذلك رمز يساري تمكن من الوصول لمستوى صناعة القرار خصوصا وانه يلتقي مع شخصية بارزة في مؤسسة القصر الملكي على إستهداف الإسلاميين حتى وإن شكل ذلك هدفا لا يمكن التوافق عليه وطنيا.
الشذوذ السياسي مارسته رموز أخرى في اليسار البراغماتي عندما إقترحت بدائل على النظام عن التنسيق السياسي مع إسرائيل هي التنسيق الأمني فقط في الوقت الذي إستمع فيه صناع القرار لوجهات نظر يسارية تدعو عمليا لتكريس سحب الجنسيات من أردنيي الأصل الفلسطيني كما قالت صحيفة المجد المعارضة في عددها الأخير.
المجد قالت إن العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني وصف أحد كتاب اليسار بانه (ليكودي حقا) عندما سمعه يقترح التوسع في قوننة فك الإرتباط وسحب جنسيات مواطني الأصل الفلسطيني.
القيادية البارزة والوازنة في اليسار الأردني عبله أبو علبه كان لها موقف واضح أمام الملك عبدلله الثاني شخصيا في أحد اللقاءات المغلقة وهي تكرر ملاحظات سابقة لها حول الثنائية التي أسست لشراكة طويلة الأمد مع الإسلاميين على حساب مباديء التتعددية السياسية وبقية التيارات القومية والوطنية اليسارية.
أبو علبه التي تعرضت لتسريبات لم توضح موقفها في السياق أكدت أنها لم تقترح- كما قيل- إستبدال تحالف النظام مع الإسلاميين بآخر مع اليساريين ولكنها كررت موقفها المعتاد من إنتقاد الإستقطاب وغياب التعددية.
قبل ذلك أظهر نشطاء اليسار عموما ميلا شديدا لإستثمار فرص أزمة المقاطعة الحالية للإنتخابات التي تقصي وتبعد التيار الأخواني عن مؤسسة القرار رغم أن رئيس الوزراء عبدلله النسور يحاول إقتراح بدائل تتعلق بإمكانية إستقطاب الإسلاميين بدلا من عزلهم وإعتزالهم في مسار سياسي مستقبلي بعد الإنتخابات عبر دعوتهم للمشاركة في مجلس الأعيان وحتى في حكومة برلمانية وطنية مقترحة.
بالقرب من دائرة صنع القرار الملكية تتسرب تفصيلات حول وجود إستعداد لإضعاف التيار الأخواني المتزمت بدعم جناح في الأخوان المسلمين يحاول التمرد على الجناح النافذ الذي يقاطع الإنتخابات على أن تحصل تسويات في النهاية تعرض بموجبها ترتيبات تعيد الأخوان المسلمين للعبة السياسية بشروط وقواعد النظام وليس بشروط الربيع العربي.
طبعا هذه المحاولات لا تعجب وزيرا نشطا من طراز حدادين الذي نشرت صحيفة الغد (وهو أحد كتابها) نص مذكرته المتضمنة لاقتراحات محددة لمواجهة تيار مقاطعة الانتخابات.
بوضوح في هذه الوثيقة يصف حدادين بجرأة جناح المقاطعة في الأخوان المسلمين بإنه التيار الإنعزالي وهو تعبير لم يستخدم سابقا من دوائر القرار أو من قبل أي من المسئولين في وصف الإسلاميين الذين سمعت رئيس الوزراء عبدلله النسور يصفهم بوجود الوزير حدادين بانهم دوما جزء (مهم) من النسيج الوطني والإجتماعي الأردني.
لاحقا أثار الكاتب اليساري ناهض حتر لغطا إضافيا مرتين في أسبوع واحد عندما نقل عن الزعيم اللبناني الشيعي البارز نبيه بري تحذيرات من مؤامرة مفترضة على الأردن والقضية الفلسطينية عبر مشاريع الكونفدرالية كما نشرت صحيفة عمون الإلكترونية في الوقت الذي انتقد فيه الكاتب نفسه إستقبال نتنياهو في عمان مقترحا الحفاظ فقط على قنوات الإتصال السري والتنسيق مع الأمن الإسرائيلي وترك التنسيق السياسي.
على هذا الأساس تتوسع في الأردن ظاهرة اليسار البراغماتي الذي يحاول تقويض معادلة العلاقة التاريخية المستقرة بين مؤسسة الحكم والأخوان المسبلمين ليس على أساس المعارضة والإنعزال ولكن على أساس ان الحركة الأخوانية في واقعها تعبير عن تمثيل الثقل الفلسطيني في الأردن.
التوسع في هذا الإتجاه حصل مؤخرا عبر اظهار الميل للتفاعل مع النظام في مفصل يفترض البعض أنه مهم وأساسي وهو الموافقة على تواصل علاقة أمنية مع إسرائيل مع الإستعانة بشخصيات من ثقل نبيه بري ومحاولة تكريس واقع جديد يصف الإسلاميين بانهام انعزاليون.
واضح تماما أن درجة الإنتهازية السياسية هنا على حد تعبير القيادي البارز في الحركة الإسلامية علي أبو السكر مرتفعة رغم انها شرعية في اللعبة السياسية المعتادة.
وواضح تماما أن هذه (الألعاب اليسارية) تلقى دعما من طرف ما داخل مؤسسة القرار الملكية وإن كانت لا تثير إعجاب رئيس الوزراء والكثير من رموز معالجة واحتواء وترطيب الأزمة مع الإسلاميين.

عمان - الكاشف نيوز : 
ينسجم وزير البرلمان والتنمية السياسية الأردني بسام حدادين مع نفسه وتراثه وتاريخه السياسي وهو يقترح حزمة إجراءات ضد الأخوان المسلمين بعدما قرروا الانعزال ومقاطعة الانتخابات وفقا لما نشرته عن وثيقة تقدم بها صحيفة الغد المحلية.
في عدة مناسبات خاصم حدادين وهو أبرز يساري ينضم لحكومة الإسلاميين علنا وعدة مرات درج الوزير حدادين على إنتقاد ما كان يسميه بالزواج الكاثوليكي بين النظام والتيار الأخواني.
لذلك لا يبدو حدادين شاذا عن قواعده المعروفة وهو يضع بين يدي مجلس الوزراء وثيقة تقترح في جذرها إعادة إنتاج التحالف السابق مع الإسلاميين فمن الطبيعي أن يفعل ذلك رمز يساري تمكن من الوصول لمستوى صناعة القرار خصوصا وانه يلتقي مع شخصية بارزة في مؤسسة القصر الملكي على إستهداف الإسلاميين حتى وإن شكل ذلك هدفا لا يمكن التوافق عليه وطنيا.
الشذوذ السياسي مارسته رموز أخرى في اليسار البراغماتي عندما إقترحت بدائل على النظام عن التنسيق السياسي مع إسرائيل هي التنسيق الأمني فقط في الوقت الذي إستمع فيه صناع القرار لوجهات نظر يسارية تدعو عمليا لتكريس سحب الجنسيات من أردنيي الأصل الفلسطيني كما قالت صحيفة المجد المعارضة في عددها الأخير.
المجد قالت إن العاهل الأردني الملك عبدلله الثاني وصف أحد كتاب اليسار بانه (ليكودي حقا) عندما سمعه يقترح التوسع في قوننة فك الإرتباط وسحب جنسيات مواطني الأصل الفلسطيني.
القيادية البارزة والوازنة في اليسار الأردني عبله أبو علبه كان لها موقف واضح أمام الملك عبدلله الثاني شخصيا في أحد اللقاءات المغلقة وهي تكرر ملاحظات سابقة لها حول الثنائية التي أسست لشراكة طويلة الأمد مع الإسلاميين على حساب مباديء التتعددية السياسية وبقية التيارات القومية والوطنية اليسارية.
أبو علبه التي تعرضت لتسريبات لم توضح موقفها في السياق أكدت أنها لم تقترح- كما قيل- إستبدال تحالف النظام مع الإسلاميين بآخر مع اليساريين ولكنها كررت موقفها المعتاد من إنتقاد الإستقطاب وغياب التعددية.
قبل ذلك أظهر نشطاء اليسار عموما ميلا شديدا لإستثمار فرص أزمة المقاطعة الحالية للإنتخابات التي تقصي وتبعد التيار الأخواني عن مؤسسة القرار رغم أن رئيس الوزراء عبدلله النسور يحاول إقتراح بدائل تتعلق بإمكانية إستقطاب الإسلاميين بدلا من عزلهم وإعتزالهم في مسار سياسي مستقبلي بعد الإنتخابات عبر دعوتهم للمشاركة في مجلس الأعيان وحتى في حكومة برلمانية وطنية مقترحة.
بالقرب من دائرة صنع القرار الملكية تتسرب تفصيلات حول وجود إستعداد لإضعاف التيار الأخواني المتزمت بدعم جناح في الأخوان المسلمين يحاول التمرد على الجناح النافذ الذي يقاطع الإنتخابات على أن تحصل تسويات في النهاية تعرض بموجبها ترتيبات تعيد الأخوان المسلمين للعبة السياسية بشروط وقواعد النظام وليس بشروط الربيع العربي.
طبعا هذه المحاولات لا تعجب وزيرا نشطا من طراز حدادين الذي نشرت صحيفة الغد (وهو أحد كتابها) نص مذكرته المتضمنة لاقتراحات محددة لمواجهة تيار مقاطعة الانتخابات.
بوضوح في هذه الوثيقة يصف حدادين بجرأة جناح المقاطعة في الأخوان المسلمين بإنه التيار الإنعزالي وهو تعبير لم يستخدم سابقا من دوائر القرار أو من قبل أي من المسئولين في وصف الإسلاميين الذين سمعت رئيس الوزراء عبدلله النسور يصفهم بوجود الوزير حدادين بانهم دوما جزء (مهم) من النسيج الوطني والإجتماعي الأردني.
لاحقا أثار الكاتب اليساري ناهض حتر لغطا إضافيا مرتين في أسبوع واحد عندما نقل عن الزعيم اللبناني الشيعي البارز نبيه بري تحذيرات من مؤامرة مفترضة على الأردن والقضية الفلسطينية عبر مشاريع الكونفدرالية كما نشرت صحيفة عمون الإلكترونية في الوقت الذي انتقد فيه الكاتب نفسه إستقبال نتنياهو في عمان مقترحا الحفاظ فقط على قنوات الإتصال السري والتنسيق مع الأمن الإسرائيلي وترك التنسيق السياسي.
على هذا الأساس تتوسع في الأردن ظاهرة اليسار البراغماتي الذي يحاول تقويض معادلة العلاقة التاريخية المستقرة بين مؤسسة الحكم والأخوان المسبلمين ليس على أساس المعارضة والإنعزال ولكن على أساس ان الحركة الأخوانية في واقعها تعبير عن تمثيل الثقل الفلسطيني في الأردن.
التوسع في هذا الإتجاه حصل مؤخرا عبر اظهار الميل للتفاعل مع النظام في مفصل يفترض البعض أنه مهم وأساسي وهو الموافقة على تواصل علاقة أمنية مع إسرائيل مع الإستعانة بشخصيات من ثقل نبيه بري ومحاولة تكريس واقع جديد يصف الإسلاميين بانهام انعزاليون.
واضح تماما أن درجة الإنتهازية السياسية هنا على حد تعبير القيادي البارز في الحركة الإسلامية علي أبو السكر مرتفعة رغم انها شرعية في اللعبة السياسية المعتادة.
وواضح تماما أن هذه (الألعاب اليسارية) تلقى دعما من طرف ما داخل مؤسسة القرار الملكية وإن كانت لا تثير إعجاب رئيس الوزراء والكثير من رموز معالجة واحتواء وترطيب الأزمة مع الإسلاميين.