حقائق ومعطيات كثيرة يقتضي استحضارها في هذا المقال.. ولكن حجم المساحة المخصصة.. تفرض علينا ان نتناول بعضها.. لنوصل رسالتنا الى القارىء العزيز..وهو راس مالنا الذي به نعتز..
وفي اعتقادنا فان الحقيقة الاهم..والابرز.. وربما المؤلمة في نفس الوقت – ويجب التذكير بها،ونحن نستقبل الاضحى المبارك... أن نذكر شعبنا..أهلنا.. ربعنا..عشائرنا وهي:
انه رغم مضي حوالي سبعة شهور عجاف على هبوب الجائحة.. فلقد عجزت البشرية حتى الان -مع الاسف- عن اكتشاف العلاج الشافي الكفيل بانقاذ مئات الاف البشر من موت محقق، والكفيل ايضا بانقاذهم من بين انياب هذا الغول المرعب، الذي استباح العالم، واصبح هو الحاكم الفعلي لهذا العالم المذعور... المرعوب.. وها هو ينذرنا بعودة، او بموجة جديدة أشد هولا وشراسة.. وأشد فتكا.. كما تتجسد الان في الضفة الغربية المحتلة وفي الاميركيتين.. وفي الهند، وها هو قد عاد الى اسبانيا والمغرب..الخ.
هذه الحقيقة المرة، تؤكد ان عدم الوصول الى العلاج الناجع.. الشافي، يعني ان لا بديل من الالتزام بالوقاية، والالتزام باجراءات الصحة العالمية بمفرداتها الثلاث « لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي ولبس الكفوف...!!».
وللحقيقة..فان سيطرة الاردن على الوباء، يعود بالدرجة الاولى الى وعي المواطنين، والتزامهم بالتعليمات، الى جانب حرص القيادة من اعلى راس الهرم الى اصغر مسؤول على تطبيق بروتوكولات «الصحة العالمية».. تطبيقا حرفيا صارما، باشراف القوات المسلحة. ما انقذ الاردن حتى الان من هذا الوباء اللعين.. لا بل واعتبرت «الصحة العالمية» التجربة الاردنية – رغم قلة الامكانات - مثالا يحتذى في الالتزام بتعليمات الوقاية من اخطر وباء يجتاح العالم منذ ما يقارب مائة عام... وهو ما يفرض علينا جميعا كمواطنين الالتزام بهذه الاجراءات، والاصرار على تنفيذها، بكل امانة وحزم وخاصة في فترة العيد.. وهي مناسبة دينية جليلة تشهد اعلى درجات التواصل الاجتماعي.. زيارة الارحام والاقارب والاصدقاء.. ومواساة الفاقدين والمرضى..الخ..
ان ترشيد هذه الزيارات والتمسك باجراءات السلامة بمفرداتها الثلاث كما اسلفنا. هو واجب وطني وانساني لحماية انفسنا وابنائنا وشعبنا من وباء ينتشر بسرعة..ولا علاج له حتى الان.
ولا بأس من التذكير في هذا المقام بان السبب الرئيس لاستباحة الوباء اميركا والبرازيل وبريطانيا بشكل خطير.. فسجلت الاقطار الثلاثة اعلى الاصابات هو: تبني هذه الدول نظرية « مناعة القطيع « العنصرية،والتي تعتبر البشر اغناما، ما ادى الى شيوع مظاهر الاستهتار في هذه الدول بالوباء، ورفض قادتها الالتزام بتعليمات الصحة العالمية، واعتبرها رئيس البرازيل مجرد انفلونزا بسيطة، وكانت المفارقة ان وصل الوباء الى قادة هذه الدول.. وكاد يقضي عليهم.. ما اضطرهم الى الاخذ بتعليمات « الصحة العالمية «.. واخيرا اعتبر « ترامب» لبس الكمامة عملا وطنيا... بعد ان وصلت نار الغضب الشعبي كرسيه في البيت الابيض.!!
باختصار..
لا مناص من الاعتراف... بان فيروس الكورونا اصبح يعيش بيننا.. ولن يرحل قريبا بعد ان فشل المجتمع الدولي: بعلمائه واطبائه ومختبراته في الوصول الى العلاج الشافي.. وهو ما يدفعنا الى الحائط الاخير.. الى الحرص على التمسك باجراءات السلامة.. كسبيل وحيد للنجاة من موت محقق...
حماكم الله من «الكورونا»..
وكل عام ووطننا وشعبنا وامتنا والانسانية بخير..
وقد غادر هذا الوباء الى غير رجعة..