في سياق ما يحصل من عمليات صهيونية متراكمة من خلال قطعان المستوطنين والتصعيد الذي أشرت إليه مسبقا فيما يتعلق بباب الرحمة هناك أيضا الاحراق المتعمد الذي حصل لمسجد البر والاحسان في مدينة البيرة والذي أرفق بعبارات عنصرية عبرت عن البنية التربوية والثقافية لقطعان المستوطنين والذين يحاولون كل يوم تدنيس المسجد الأقصى لترسيخ مشروع التقاسم الزماني والمكاني للمسجد المبارك
كل ذلك يحصل والتركيز قائم على إجهاض مشروع الضم ذي الأهمية القصوى في هذه المرحلة لكن حتى نكون منصفين تماما فكل من راقب خطابات جلالة الملك والدبلوماسية الأردنية لم تخرج أبدا عن ربط موضوع الضم بحل الدولتين، لماذا يا ترى كان هذا الربط دائما من قبل جلالته وبترجمة عملية من رأس الدبلوماسية الأردنية وزير الخارجية الدكتور أيمن الصفدي بتوجيه مباشر وغير مباشر من قبل جلالة الملك
حول ذلك الربط السر يكمن في أن التركيز على موضوع الضم دون الحل الشمولي أي حل الدولتين يعني بكل التفاصيل تغيب الانتهاكات التي تحصل في مدينة القدس من تكريس لمحاولة التهويد وتغيير الملامح التاريخية وتغيير قواعد الاشتباك الغير مباشرة المنصوص عليها والتي ترجمت من خلال الدم والنضال المتكامل بين الموقف الأردني والمقدسيين.
كل ذلك يحصل وهنالك تركيز على الاعلام العربي والدولي حول مواجهة الضم وتغييب موضوع القدس وهذا أحد الأهداف الصهيونية التي تراهن على مركزية الثانوي وثانوية المركز لذلك كان دائما جلالة الملك ينوه لموضوع الربط الاستراتيجي بين المواجهة للجزء اي الضم مع عدم تغيب الكل وهو مواجهة صفقة القرن بكليتها دون الذهاب إلى المرجعيات الثانوية في هذا الصراع والذي يعتبر مشروع الضم بالنسبة للدبلوماسية الأردنية والفلسطينية مدخلا للمواجهة الكلية وليست محورا للصراع وهذا ما يجب أن يتنبه له كل أردني وفلسطيني خاصة من خلال منصاته الاعلامية.
حمى الله الأردن وحمى الله الأقصى الشريف
وكل عام وأنتم بألف خير ومحبة.