أخر الأخبار
حزب الله يشن حملة مضللة بحق الوزير ناصيف حتي
حزب الله يشن حملة مضللة بحق الوزير ناصيف حتي

بيروت-الكاشف نيوز:بعد أقل من ساعة على إعلان وزير الخارجية اللبناني المستقيل ناصيف حتي توجهه إلى الاستقالة من حكومة حسان دياب التي شكلها حزب الله والرئيس ميشال عون، حتى انطلقت حملة الجيوش الإلكترونية التابعة للميليشيات اللبنانية، تهشيماً بحتي واتهامه بالارتباط بالسياسة الفرنسية والأمريكية، وخيانة لبنان.
فما يكتبه "الذباب الإلكتروني" التابع لميليشيا حزب الله يتحول إلى مادة إعلامية لحملات يشارك بها الصحافيين، ما يؤشر فعلاً إلى الدور المحوري لهذه الجيوش الإلكترونية في معارك حزب الله بمواجهة القوى السياسية اللبنانية التي لا توافق على سلاحه واغتيالات وتدخلاته في سوريا اليمن والعراق، إضافة إلى محاولاته لتخريب العلاقات مع عدد من الدول العربية.
وفي عام 2009 وبعد الانتخابات الإيرانية ونشر الناشطين عبر موقع تويتر أخبار التزوير التي قام بها النظام، بدأت ميليشيا حزب الله الانتباه إلى دور وسائل التواصل الاجتماعي الواسع في إيصال المعلومة إلى الناس مباشرة، وكذلك إمكانية التجسس على مواقف "المسوشلين" ومعرفة توجهاتهم، والحصول على تفاصيل عن حياتهم ومنها الصور الشخصية، وكذلك القدرة فيها على نشر الشائعات، وتبديل مواقف المجتمعات عبر اعتماد سلسلة متشابهة من التغريدات على تويتر أو المنشورات على فيس بوك، فأنشأ وحدة "التعبئة الإلكترونية"، التي بدأت عملها من ضمن العمل الإلكتروني.
ولكن في عام 2011 ومع انطلاق الثورات في عدد من دول العالم العربي، بدأت الميليشيات تركيزها على توسيع فريق شبكة التواصل الاجتماعي لمتابعة التحركات ودعم بعضها أو التجسس على بعضها الآخر، وتحول دور المجموعة التي يقودها المدعو "مهدي رزق" إلى أوسع شبكة موظفين لهم رواتب شهرية ويعملون من منازلهم وأشغالهم.
وانتقلت المجموعة عام 2012 إلى توريد الخبرات التي تتمتع بها باتجاه عملاء إيران في العالم العربي، حيث نظمت في أحد مباني منطقة الصفير بالضاحية الجنوبية عشرات الدورات التدريبية لعراقيين وسوريين ويمنيين وآخرين من الدول العربية، التعامل مع الصور رقمياً، وإدارة أعداد كبيرة من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة، وإنشاء مقاطع فيديو، وتجنب الرقابة على فيس بوك وتويتر ونشر المعلومات المضللة وبث الرعب والانقسام لدى أي طرف يعارضه على الإنترنت بشكل فعال.
وتقوم الدورات في الضاحية الجنوبية لبيروت على تعليم لغوي واستقبال الرسائل وإرسالها، والتقاط الأفكار المنشورة وإعادة بثها مع تغييرات بسيطة فيها، إضافة إلى مقابلات مع عدد من السياسيين والمحللين الاجتماعيين ومتخصصين في الكتابة بلهجات سكان المناطق للتأثير النفسي على الأقل معرفة، ومسؤولين في العمليات النفسية العسكرية.
ونقل أعضاء ميليشيا حزب الله التدريبات من بيروت إلى عدد من الدول العربية، وكذلك إلى ألمانيا حيث عقدت تدريبات على إدارة حسابات التواصل الاجتماعي في أحد المساجد في ألمانيا، وكان المقصود من إبعادها عن بيروت عدم لفت الانتباه إلى سفر المتدربين كما كان الوضع مع المسافرين نحو بيروت في السنوات الأخيرة.
وفيما وضع بالعراق مجموعة من المتخصصين تدير حسابات لسياسيين وخصوصاً لقياديين في الحشد الشعبي، ومن بين المجموعات التي حصلت على التدريب كتائب حزب الله، التي نفذت حملات على وسائل التواصل الاجتماعي على نطاق واسع خلال عام 2019 باستخدام شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بها، لتوزيع مقاطع فيديو عالية الجودة تستهدف بقوة الشخصيات العامة التي يُنظر إليها على أنها "معادية"، والتي نشرت آلاف المعلومات الكاذبة تحضيرا للاغتيالات ضد الناشطين والسياسيين، وآخرها اغتيال هشام الهاشمي.
ويؤكد المحققون أن ميليشيا حزب الله استخدمت خلال السنوات الماضية المعلومات المضللة لتعطيل وتقويض الحقيقة، وآخرها الحملة على الوزير اللبناني المستقيل، وتمتد حملات الكذب والشائعات إلى قضايا أخرى مثل الحملة التي انطلقت بعد فشل عناصر حزب الله الأسبوع الماضي خلال محاولتهم التسلل إلى مناطق إسرائيلية من جنوب لبنان، حيث أطلق الإعلام الإلكتروني حملة وصفت أن الميليشيات ليست على علم بما حدث، وأن الإسرائيليين تخبطوا بسبب خوفهم، كان الذباب الإلكتروني يكذب ثم يكذب حتى أنهم صدقوا شائعاتهم.