مساء الخميس كان لافتا للانتباه، فالكلام تسرَّب حول شخصيات عربية من مستويات مختلفة تجتمع في بيت رئيس الحكومة الاسبق طاهر المصري والتساؤلات كانت تنصب حول سر اللقاء وتوقيته، وماذا دار في بيته؟!.
الرئيس الفلسطيني محمود عباس كان حاضرا، واللقاء كان للاستماع منه الى اسرار التفاوض الفلسطيني الاسرائيلي، وهل سيعلن الفلسطينيون نهاية الشهر الجاري دفن عملية السلام، أم أن هناك خيارات اخرى من بينها التمديد لعملية التفاوض، واللقاء لم يخل من معلومات حساسة للغاية؟!.
اللقاء الذي تم عقده من جانب مجلس العلاقات العربية والدولية، ليس الاول من نوعه، إذ أنه مجلس يضم شخصيات عربية من مستويات مختلفة، وسبق أن سافر والتقى مسؤولين دوليين، مثل اردوغان وغيره.
للمجلس نشاطات مختلفة على المستويين العربي والدولي، والمصري عضو في مجلس ادارته وهذا يفسر عقد اللقاء في بيته.
هذا يعني ان الشخصيات التي وصلت عمان، التقت بعباس، فيما بعض الشخصيات غادرت عمان.
وفقا لمطلعين فإن الملف الاول في هذا العشاء يتعلق بالمصالحة الفلسطينية، وهي المصالحة التي لم تنعقد حتى الآن، اذ كان هناك الحاح من الشخصيات العربية التي حضرت اللقاء على الرئيس الفلسطيني بضرورة اجراء المصالحة، وانهاء حالة التجاذب مع حركة حماس، تمهيدا لمرحلة الانتخابات في الضفة وغزة، مع اعتبار يقول ان الوضع الفلسطيني الحالي القائم على الجفاء والقطيعة، امر غير مقبول في كل الاحوال.
الملف الثاني الذي تم التطرق اليه يتعلق بواقع المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية، وخطة كيري المقترحة، ووفقا لحاضرين فإن الرئيس الفلسطيني كان غير متفائل خلال اللقاء، اذ استعرض العراقيل التي يواجهها الفلسطينيون مع الاسرائيليين على مستويات مختلفة.
الخيارات المطروحة امام الفلسطينيين محدودة سياسيا، ولربما ما تم فهمه يقول ان الفلسطينيين يدرسون خيار التمديد للمفاوضات، والتمديد بحد ذاته اقرار بعدم انجاز شيء خلال الفترة الفائتة، وهو في الاغلب تمديد مشروط.
لا تستطيع السلطة الفلسطينية أن تمدد المفاوضات، ما لم تحصل على شيء من الإسرائيليين، وهنا فإن اسرائيل قد تقوم بإطلاق سراح الدفعة الرابعة من السجناء، وهي للمفارقة دفعة مؤجلة اساسا، وغير جديدة، فالثمن الذي قد تدفعه اسرائيل، ثمن مقرر سابقا، ولاجديد فيه.
يطلب الفلسطينيون دفعة خامسة بحيث يختاروا هم اسماء السجناء فيها، وهو ما ترفضه اسرائيل، وللفلسطينيين اشتراطات اخرى للاعلان عن تمديد المفاوضات، فيما السؤال المطروح هنا يتعلق بقدرة الفلسطينيين اساسا على الاعتراف العلني بفشل المفاوضات، على عكس رغبة واشنطن التي ربما تريد ادامتها، لاعتبارات مختلفة؟!.
خيار التمديد للمفاوضات، يبدو مصلحة للامريكيين والاسرائيليين والفلسطينيين، ولكل طرف اسبابه، غير ان الرئيس الفلسطيني غير المتفائل، يقول خلال اللقاء إنه لا تمديد دون اشتراطات، ودون اسس واضحة.
ملف الاستيطان ذاته ووفقا لمعلومات مؤكدة تتلاعب اسرائيل به، وكل ماقدمته تل ابيب للمفاوض الفلسطيني استعدادا جزئيا لوقف الاستيطان دون اعلان او أشهار لهذا القرار، تخوفا من الداخل الاسرائيلي.
استكشفت هذه الشخصيات واقع الملف الفلسطيني، ومن الاسماء البارزة التي حضرت اللقاء، رئيس الديوان الملكي فايز الطراونة وامين عام جامعة الدول العربية الأسبق عمرو موسى و رئيسُ الوزراء العراقي الأسبق اياد علاوي، ورئيسُ الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، بالإضافةِ إلى وزير خارجية المغرب الأسبق محمد بن عيسى، وشخصيات اخرى.
ما تسمعه من معلومات من اطراف عربية، ومن المفاوض الفلسطيني، ومن قياديين في حركات المقاومة يقول إن إسرائيل تشتري الوقت فقط، فيما تواصل مشروعها بسرعة هائلة، من تهديدات الاقصى التي باتت يومية، وصولا الى الاستيطان ومصادرة الاراضي.
لا يعرف أحد كلفة خيار التمديد للمفاوضات، وهل هو حقا طوق النجاة، أم إعادة شنق للمشنوق مثنى وثلاث ورباع؟!.
والسؤال مفرود للإجابة؟!.