الأسوأ من وباء « الكورونا» هو محاولة البعض تسييس هذا الوباء، واستغلال آلام البشرية، وخوفها ..لفرض ارادته، وتحقيق أهدافه .. ضاربا عرض الحائط بمنظومة القيم الاخلاقية، التي تفرض في هذا الوقت بالذات على الجميع ان يسمو باخلاقهم وتصرفاتهم وسلوكهم .. بعيدا عن الانانية والفوقية والجشع ..!!
ان استعراضا سريعا لسجل هذه الجائحة اللعينة .. التي تهدد العالم منذ الشهر الاول من هذا العام ولا تزال .. يؤكد ان أول من عمل ولا يزال يعمل على تسييس هذه الكارثة هو القرصان « ترامب»..فقام باتهام الصين فورا، عدو اميركا الاول، بانها هي من نشر الفيروس..، وأطلق عليه «فيروس الصين».. ما يجسد عنصريته المفرطة، واصراره على الاساءة للصين، وخلق حالة من العداء بينها، وبين المجتمع الدولي، بعد أن ايقن هو وعصابة المحافظين المتصهينين، في البيت الابيض، ان الاقتصاد الصيني سيتفوق على الاميركي هذا العام، ومن المتوقع ان يسجل نموا كبيرا العام القادم، في الوقت الذي يتراجع فيه اقتصاد الاميركي والاقتصاد الاوروبي بوجه عام..
الصين وفي منتهى الهدوء والانضباط والكياسة، كما علمها « كونفوشيوس».. ردت على القرصان «ترامب» بارسال طائرات تحمل اطنانا من المواد الطبية «كمامات وقفازات واجهزة تنفس..الخ» لاميركا، وللعديد من الدول الاوروبية .. وقامت عمليا بارسال فرق طبية لايطاليا واسبانيا..الخ، وساهم اطباؤها بانقاذ حياة رئيس وزراء بريطانيا « جونسون «.. صاحب نظرية «مناعة القطيع».. وارسلت شحنات من الادوية للشعب الفلسطيني، وهو يواجه اخطر فيروسين : فيروس الاحتلال الصهيوني وفيرس «كورونا» اللعين .!!
محاولات «ترامب» ومن لف لفه من التابعين لاميركا، تسييس « الكورونا، لم تتوقف بل حاول القرصان سرقة جهود العديد من شركات الادوية، التي نشطت في العمل لاختراع دواء فعال يقضي على هذا الوباء الخطير ... وكان جواب « انجيلا ميركل» مستشارة المانيا .. «الدواء الالماني وبراءات الاختراع ليست للبيع بل هي ملك الشعب الالماني» ..!!1
وعلى خطى «ترامب» سارت بريطانيا العجوزالتابع الذليل لاميركا.. وقد شككت وعلى لسان العديد من اطبائها بقدرات روسيا في اختراع لقاح «للكورونا».. يضع حدا لالام البشرية، وذلك بعد ان أعلن الرئيس «بوتين» مؤخرا، وفي مؤتمر صحفي، نجاح التجارب الروسية، في الوصول الى اللقاح المطلوب، وزيادة في المصداقية تناولت احدى بنات الرئيس هذا اللقاح.. وسارعت «20» دولة في التعاقد مع روسيا لشراء اللقاح المطلوب .
محاولات اميركا ودول غربية التشكيك في قدرة روسيا والصين العلمية، يصب في مربع تسييس الوباء، وتسييس الكارثة، ويجسد السقوط الاخلاقي لهذه الدول والعنصرية البغيضة التي تعشعش في راس الرجل الابيض ولم يتخلص منها..
وما دام الشيء بالشيء يذكر فان العدو الصهيوني استغل الجائحة بصورة بشعة وعنصرية حقيرة، وساهم وباسلوب يهودي .. صهيوني ..مبتذل، في نشر الفيروس بين اهلنا، بعد ان فتح جميع البوابات والمعابر، وسمح لمئات الالوف من عمالنا المحتاجين ىالعبور للعمل في اسرائيل ..كما سمح لمئات الالوف من اهلنا في الجليل والمثلث والنقب بالدخول الى الضفة والقدس لزيارة الاهل والصلاة في الاقصى والتسوق .. ما ادى لموجة ضارية من الوباء فتكت باهلنا .. ولم تستطع السلطة حتى الان من السيطرة عليها.
باختصار..
استغلال جائحة «الكورونا» وتسيسها، لاغراض واهداف غير انسانية، اخطر من الوباء نفسه .
انه السقوط الاخلاقي الذي وقع فيه العدو الصهيوني و»ترامب»، والدول التي تدين بالامبريالية المتوحشة ... وتعتبر البشر مجرد قطيع من المواشي الانعام ..
شكرا «للكورونا» التي اسقطت القناع عن وجه اعداء الشعوب..