كل شىء في البلد اصبح مربوطا بكورونا والوضع الوبائي ، فالمدارس والية الدوام نسمع عنها الكثير وكأننا في دولة تعداد سكانها بعشرات و مئات الملايين في ظل السيناريوهات المطروحة وما يصاحبها من تخوفات .
القطاع الاقتصادي معطل و الوضع السياسي مجمد حتى اشعار اخر ، لدرجة ان البعض يشكك باجراء الانتخابات من عدمها بسبب كورونا ، ولا ننسى ايضا الحكومة واستمرارها ومصيرها يعزوه البعض الى كورونا ودوره بهذا الشأن .
الكل يقيس الامور ويبني خططه على كزرونا ووضعه وعدد الاصابات وموضوع اللقاح والعلاج الذي ينتظره الجميع منذ 9 شهور ولم يظهر حتى الان .
حتى دخل كورونا بكل تفاصيل حياتنا واصبح الشماعة التي نحمل عليها كل قرارتنا واخطائنا ، فالحكومة لا ملف او قضية لديها الا هذا الفيروس اللعين الذي ضرب العصب الاقتصادي والاجتماعي بالصميم وما زال متربعا بيننا ويدخل بكل تفاصيل حياتنا لغاية الان حتى الشحصية منها.
تم تعطيل اوتجميد او رهن كل القضايا بهذا الفيروس الذي لا نعرف وقتا لنهايته او انحساره ، بعد ان دخل التشكيك في تفكيرنا ،وربطنا كل القرارات والاجراءات بكورونا ، فالبعض يغمز بانه سُيس وتم استغلاله وتمرير بعض القرارات في قمة انشغال الناس به ، في حين يشكك البعض الاخر بوجوده اصلا .
الا ان الامر الثابت ان الفيروس حقيقي وموجود ، ولا يمكن القضاء عليه والتخلص منه الا بوحود لقاح يعتمد من منظمة الصحة العالمية ويتم توزيعه الى جميع الدول العالم بعدالة ، ولحين الوصول الى هذه النقطة علينا ان نتعايش معه ونلتفت الى امورنا الاخرى خاصة في القضايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتعليمية والصحية ونخلق جوا قادرا على التفاعل والاندماج المجتمعي ، وهذا باعتقادنا لا يتم الا عبر شقين الاقتصادي او السياسي ، وبما ان الاول لا نستطيع التحكم به نتيجة اوضاعنا وضروفنا الاقتصادية الصعبة.
يتبقى امامنا الشق السياسي والعمل عليه بجدية وارادة حقيقية اساسها الحوار والعدالة والمساوة الهادفة الى وحدة وتماسك المجتمع للصمود بوجه التحديات الداخلية والخارجية والخروج من حالة الجمود والسكون التي يعاني منها الجميع ، وبغير ذلك سنبقى ندور حول انفسنا وبنفس المكان.
وعندها سيفوتنا الوقت وندخل في قضايا وامور اخرى تزداد تعقيدا وتشابكا قد يصعب حلها .