كورونا هي الخبر. ولا حديث للناس في الاردن والعالم الا عن اخبار وتطورات كورونا، والوقاية من الفايروس والعلاج، والى اين وصل العالم في تصنيع الدواء، ومن سيسبق في الاعلان عن لقاح لكورونا الصين ام روسيا ؟
الخوف صحيا وطبيا من الفايروس انتزع من اهتمام الناس. واكثر ما يقلق ويخيف الناس الحال المعيشي والاجتماعي والاقتصادي.نعم، نراقب بقلق تصاعد ارقام المصابين، واتساع نطاق وصول الفايروس ليصيب كل ارجاء المملكة بعدما كان وجوده محصورا بالعاصمة والزرقاء، ومدن الشمال الحدودية.
اخبار كورونا تجلب شؤما اجتماعيا ومعيشيا وانسانيا. فمن شاهد صور حياة الناس في الاغوار الجنوبية. اخبار كورونا تجبرنا مضطرين للاعتراف بان الازمة ليس الفايروس. ولكن الحال المعيشي المتردي والهامشي لملايين الاردنيين يقطنون في الجنوب والاطراف على حواف الخريطة، يلتقطون عيشهم اليومي بضنك وقسوة وعسر.
كورونا في حركة وصوله الى الاردن تباطأ سيره اشفاقا على احوالنا وحالنا. ومعظم الاردنيين يعشيون بفاقة وحاجة وعسر معيشي . فهؤلاء، حقيقة يشكل كورونا خطرا على حياتهم وعيشهم اليومي وصحتهم العامة وليمنعوا من التنقل والحركة ويحجر عليهم ، وتصدر قرارا منع تجوال
و حظر شامل، وتحبسهم وراء جدران لبيوت ترابية متهاوية ومتهالكة، وفي احضان لهيب حر الاغوار.
كيف نواجه كورونا؟ بلا شك ان كل بلد في العالم اتخذ استراتيجية وسياسة مختلفة، وبقدر ما نال الفايروس شهادة كونية بانتشاره العادل بين دول العالم دون تمييز جنسي او عرقي او طائفي او هوياتي. اردنيا، كورونا اصابت حياة وعيش الاردنيين، تسريح الاف الموظفين وقضم اجور العاملين، واغلاقات وحظر شامل وجزئي، والحجر الاختياري والاجباري واغلاق المطار والمعابر الحدودية، والتعليم، واغلاق المطاعم وصالات الافراح والفنادق، ومحال البيع والشراء.
لا يمكن لكورونا ان يفعل اكثر من هذا. واتحدث هنا على صعيد وبائي وصحي ومعيشي واقتصادي. ولا داعي، لاستدعاء عبقرية وذكاء الهلع في التعامل مع الفايروس. التعايش، ومناعة القطيع، كيف ما قلبنا المفاهيم، الاهم هو السياسة المتبعة في ادارة الفايروس صحيا و اجتماعيا واقتصاديا، وكيف يفك عن الناس ضيق عيشهم دون ان يصابوا بكورونا؟
الفايروس لا روح وضمير ولا عقل له. ولكن هل نكتسب اخلاقه وقيمه لنجعله يدير شؤونا ويدبرها ويفرض ما يشاء ويريد من املاءات فوقية وافتراضية على حياتنا؟ وما دام الانسان حتى الان عاجزا عن انتاج لقاح، والبنى التحتية للخدمات الصحية متواضعة، فماذا عسانا قائلون لفايروس على حين غرة قلب العالم؟
تفادي الفايروس والتكييف والتعايش هي ابسط الادوات وانجعها، تباعد اجتماعي وتعقيم، وحجر اختياري، وترك الوباء ينمو الى ان تحدث مناعة جماعية. هذا المنحنى يتحدث به اهم اطباء الامراض في العالم. نعم، هي طريقة بدائية في محاربة الوباء في ظل ارتفاع اعداد الاصابات. ولكن ماذا يملك الانسان غير ذلك؟ من لديه جواب فليقل!