أخر الأخبار
كورونا الأردنية
كورونا الأردنية

حتى الان يتبدى ان ازمة كورونا طويلة، وخطرها ابعد واكبر من فايروس لا مرئي. كورونا والقلق من كورونا بالخوف من غضب الناس، وما في صدورهم من وهن وهم ووجع، كورونا لا تضاهيه وزنا. 

قبل استكمال ما كتبت عن ازمة كورونا، فلي ملاحظة على حجم ومعدل الغضب والاختناق الشعبي على شبكات التواصل الاجتماعي. وكيف وصل الناس الى ان عديمي الثقة بكل ما هو رسمي بدءا من الاجراء والقرار والاعلان عن سياسة عامة، وحتى الارقام الرسمية سواء اعداد مصابي كورونا والمتعافين وحوادث السير والاصابات والموتى، خاضعة للشك والريبة وعدم الثقة. 

كورونا اول ما هزت القطاع الصحي في الاردن. ولست اتحدث هنا عن الجاهزية اللوجستية والبنى التحتية من عيادات ومستشفيات واجهزة طبية، وادوية، انما العنصر البشري « اطباء وممرضون « وما يواجهون ويعانون من احباط بسبب عدم الالتفاف الى الخبرات والمو?هلات وتهميشها. 

الطبيب والممرض بالاول والاخير انسان. ومهما يكن من امر، فازمة كورونا وضعتهم في «الخط الاول»، والعالم المتحضر احتفل بالطبيب كجندي ومقاتل وصانع تاريخ ومجد. 

وليس من واجب ومهمة الطبيب ان يقود استعراضات على «مسارح» والشاشات التلفزيون وفي الاعلام. ليس لاعب كرة قدم ولا ممثلا أو فنان كوميديا. خبر كورونا في كل دول العالم المتحضر، واميل هنا لاستخدام كلمة متحضر ليس من باب المقارنة واني امقت المقارنات الحضارية بين المتقدم والمختلف والمركز والهامش والتابع، يصدر بموجز متكوب ويوزع على وسائل الاعلام وينشر على السوشل ميديا. 

الفايروس يزداد امتدادا وانتشارا في المجتمع. اتحدى في فرنسا وبريطانيا وايطاليا ان المواطنين هناك يعرفون اسم وزير. لربما ان الوزراء مختفون طبعا في مطابخ القرار وادارة الازمة، وقد لا يظهرون الا في الاخبار الطيبة انحسار الفايروس، والسيطرة على التفشي او الاعلان عن لقاح تجريبي ودواء وغيرها من الاخبار الطبية الايجابية. 

الشعور بالخطر من كورونا ارتفع. ولابد من حماية المجتمع، وصون عيش وحياة الناس. السلامة من كورونا وغيرها لا تاتي اعتباطا وتهبط من السماء، انما تحتاج الى حكمة وارادة مسو?ولة ورشيدة، والى تضامن وتحالف مع العقل والعلم، وتعزيز لقيم انسانية الانسان.