أخر الأخبار
لننتصر على كورونا بالانتخابات
لننتصر على كورونا بالانتخابات

مع ازديات اعداد الاصابات بفايروس كورونا المعدي بتبدل حالة الطقس واقتراب موسم الشتاء، يكون المجتمع الاردني قد دخل في تحد اخر يمزج ما بين الحالة المعيشية والاقتصادية الراكدة من جهة وارتفاع اعداد الاصابات بالوباء المعدي من جهة اخرى هذا اضافة الى اقتراب موعد الاستحقاق الانتخابي والاجواء التي ستبدأ في الثلث الاول من شهر اكتوبر القادم.

فهل سيستطيع المجتمع الاردني من الدخول في بيئة جديدة تفرض ايقاعاتها الحالة الانتخابية، ام انه سيستكين لمناخات كورونا السلبية، هذا ما ستبينه الايام القادمة والتي ستحمل عنوان تحدي الانتصار على سلبية كورونا بالانتصار لإيجابية البيئة الانتخابية، فالانتخابات النيابية تم تحديد موعدها من اجل ايجاد بيئة ايجابية طاردة للأجواء السلبية وتداعياتها، اضافة لكونها استحقاقا دستوريا يؤكد على أهمية العمل النيابي والنهج الديموقراطي الذي بات يشكل علامة فارقة للمجتمع الاردني ويمتاز بها عن غيره من المجتمعات.

صحيح ان الظروف المعيشية صعبة نتيجة حالة الركود الاقتصادي، لكن ما هو صحيح ايضا ان هنالك فرصا يمكن تحقيقها جراء تبدل الحركة الاجتماعية الاعتيادية الى تحرك اجتماعي يعتمد على التواصل الافتراضي، من خلال اتباع نماذج اجتماعية جديدة قد تساعد المجتمع الاردني بالتخلص من الحالة النمطية الاجتماعية التي كانت مرهقة بتبعاتها، كما ان هذه الاجواء قد تساعد المجتمع الاردني والمؤسسات التعليمية للدخول في مسألة التعلم عن بعد والتي تشكل عنوان الدخول للمستقبل والتي بحاجة ايضا الى نماذج معرفية منسجمة مع ادوات المستقبل وتشريعات جديدة تحاكي مثيلاتها في المجتمعات المتقدمة.

 ومن جهة اخرى متممة فان الاجواء ايضا صالحة لتنمية روافد الناتج الوطني الاجمالي عبر تنوع روافده والتي كانت تعتمد بالسابق على نهج الاقتصاد الخدماتي، لتكون متنوعة من خلال برنامج عمل وطني يقوم على الزراعة والزراعة الصناعية والتصنيع الزراعي اضافة الى الثروة الحيوانية ومشتقاتها ضمن اسس يراعى فيها ايجاد حركة استثمارية نشطة في هذا الاتجاه، وهذا ما يطلبه العمل بشمول هذا البرنامج التحفيزي والاستثماري على رزم ضريبية محفزة والسماح باستثمار الاراضي وفتح الابواب امام حفر الابار الارتوازية، على ان يتم الاهتمام بالخطة التنفيذية لتكون منسجمة مع المخططات الشمولية لتشكيل العلامة الفارقة للمحافظة، وكيفية تخزين المواد وظروف التخزين ليكون الاردن المركز الاقليمي للامن الغذائي، وهذا ما دعا اليه جلالة الملك في خطابه امام الجمعية العمومية للامم المتحدة.

ومن باب اخر فان العمل على الاهتمام بالعلوم المعرفية والذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، سيشكل رافعة اساسية للمجتمع الاردني، لاسباب عديدة تستند للبيئة المعرفية للمجتمع الاردني والموارد البشرية والمعرفية والتعليمية المتاحة، اضافة الى اهتمام الشباب الاردني بهذه المساقات والتي ستمكنه اذا ما احسن استثمارها من تقديم وثبة حقيقية للحركة الاقتصادية، فان براءة اختراع واحدة يمكنها ان تقدم علامة تميز ورافد اقتصادي كبير، وهذا ما دعا اليه الامير الحسين ولي العهد في عدة مناسبات.

ولأن المجتمع الاردني اعتاد الدخول بالتحديات التي غالبا ما تفرض عليه نتيجة ظروف موضوعية واعتدنا ايضا في الاردن ان تقوم القيادة بتحويل هذه التحديات الى فرص، لذا فان كل المراقبين يتوقعون ان ينجح المجتمع الاردني في طرد مناخات كورونا الضاغطة والدخول في البيئة الانتخابية المنتصرة لرسالة الوطن، وتحقيق انتصار ننتصر فيه للوطن ولنهجه من خلال المشاركة والتصويت في الانتخابات القادمة.