«التاريخ سخيفٌ، لا خير فيه إن كان يعيد نفسه، لأن ذلك يدل على أنه لم يستطع للناس وعظًا ولا إصلاحًا»، طه حسين.
وأنا أقرأ عن كورونا، شاءت لي الأقدار أن أقرأ وأبحث عن آخر وباء اجتاح الكرة الأرضية قبل كورونا، الانفلونزا الإسبانية ، كان في ع ام 1918، راح ضحيته ما بين 50 -100 مليون شخص، فالعلماء تذكروا ذلك الوباء في هذه الأيام في محاولة للاستفادة من تلك التجربة للتغلب على الكورونا.
في كورونا هنالك مسلمات وفرضيات ستتضح يومًا ما بأنها لم تكن صحيحة، كما كانت هنالك مسلمات إبان الانفلونزا الإسبانية التي لم تبدأ من إسبانيا ولم تكن إنفلونزا، فالدراسات الحديثة تقول إنها عدوى بكتيرية تسربت من لقاح تجريبي للجيش الأمريكي، وسميت بالإسبانية لأن الصحف الإسبانية هي التي نشرت عن الوباء أولًا ومرض به ملك إسبانيا «ألفونسو الثالث عشر»، ومن قبل كان يحصد الحلفاء ولكنهم تستروا على الوفيات بين صفوفهم، وسميت إنفلونزا لأنها كانت تصيب الجهاز التنفسي.
وكلمة الإنفلونزا مشتقة من اللاتينية وتعني تأثير، وكان يعتقد أنها بتأثير النجوم.
آنذاك كانت أكثر الروايات المنتشرة أنه مرض قفز من الحيوان إلى الإنسان لأسباب مجهولة، في مقاطعة هاسكل في الولايات المتحدة، التي تبعد خمسمائة كيلو متر عن معسكر «فورت رالي»، بداية انتشار الوباء.
تبين لاحقًا قيام الطبيب الأمريكي «فريدريك. ل. جيتس» الذي كان يعمل في معهد روكفلر للأبحاث الطبية (ويسمى حاليًا جامعة روكفلر)، باختبار لقاح جديد على آلاف الجنود في المعسكر يعالج التهاب السحايا، وبدأ بكتابة تقريره عن تجربته في 1/2/1918، وأكمله مع انتشار المرض، ونشر تقريره في 20/7/1918، وهو موجود لغاية الآن.
في ذلك الوقت احتفظ العلماء ببعض أنسجة ضحايا المرض، وحين قام العلماء حديثًا بتحليل هذه الأنسجة وجدوا فيها جميعًا فيروس H1N1 والمعروف باسم إنفلونزا الخنازير.
تحدث بعض العلماء الآخرين عن أن الإنفلونزا الإسبانية كان القصد منها القضاء على الفئران، ولكنه لم يؤثر عليها وأثر على الإنسان بشكل خطير؛ حيث أصاب جميع الفئات العمرية ولم يفرق بين المعلولين والأصحاء.
وفي تقرير لوكالة رويترز تحت عنوان Fact check أي «التحقق من الصحة»، نشر في عام 2018، أكد أن الإنفلونزا الإسبانية هي من إنتاج المختبرات، وعندما انتشر وباء الكورونا عاد هذا التقرير إلى الأضواء مرة أخرى، ولكنه ما لبث أن اختفى عن الشبكة العنكبوتية!
هنالك كتاب مهم للغاية اسمه الإنفلونزا العظيمة The Great Influenza لمؤلفه «جون باري»، والمنشور عام 2004، وقرأه جورج بوش، ويثبت أن الإنفلونزا الإسبانية كانت كارثة من صنع البشر، ويحذر من أن كوارث مشابهة ستحدث، وينتهي إلى ضرورة الاستعداد لها، ولُب الكتاب هو أننا نستطيع إنتاج فيروسات ونستطيع صناعة اللقاح لها.
فلماذا لا تكون الكورونا إذن هي من صناعة المختبرات، ولماذا يبتسم بيل جيتس عند الحديث عن الموجة الجديدة من الكورونا، وهو متحمس لحقن العالم كله بلقاحات قد لا تكون مجربة بشكل كافٍ، وهذا الحماس ليس من أجل عيون البشرية، وإنما لسوق محتمل يبلغ حجمه ستين مليار دولار.
ثم تبرز أسئلة أخرى؛ لماذا هذا التهويل والتخويف من الموجة القادمة؟ ولماذا يتم توظيف الجائحة بشكل سياسي واضح في التعامل مع الكورونا؟
تذكرت حسني البورظان في «صح النوم»: إذا أردت أن تعرف ماذا في إيطاليا، عليك أن تعرف ماذا في البرازيل.