فع الطاقة الاستيعابية لمركز الحجر الصحي في المنطقة الشرقية من البحر الميت الى الفي سرير خطوة غاية في الاهمية لتخفيف تداعيات فيروس كورونا المستجد، ويمكن المركز القطاعات الاخرى العمل بشكل آمن ومريح من جهة وتخفيف الضغط على مستشفى حمزة والمستشفيات الاخرى من جهة ثانية، وفي حال تسجيل انتشار اوسع للفيروس الخبيث يمكن بناء مركز آخر بطاقة مماثلة بحيث يقدم الاردن تجربة مهمة في التعامل مع الجائحة.
اختيار منطقة البحر الميت لاستقبال المصابين بفيروس الكورونا له اسباب كثيرة في مقدمتها البعد عن العاصمة والمحافظات المكتظة سكانيا، كما توفر المنطقة والاغوار بشكل عام اوكسجينا متاحا اعلى من المناطق المرتفعة بما يساهم في سرعة تعافي المصابين، كما ان قيام القوات المسلحة / الجيش العربي بتوفير الحماية للمركز بشكل دقيق والتعاون مع السلطات المعنية في مقدمتها الطبية، يعطي مصداقية اعلى نظرا للدور المميز الذي قامت به خلال الاشهر الفائتة في التعامل مع الجائحة واستحقاقاتها.
مركز الايواء الحجر صحي / البحر الميت، استقبل منذ بداية تأسيسه وحتى اليوم 9 آلاف شخص بين حجر صحي ومصاب، وهو يضم اليوم 830 مصابا، أعمارهم فوق 18 عاما، فهذا الجهد يشكل حجر زاوية في التعامل مع الفيروس الذي يسجل تفشيا سريعا في البلاد، كما يُمكن من السيطرة على الامور خصوصا في حال التزام العامة بالمعايير المعتمدة بالتباعد والتعقيم وارتداء الكممات، فالتعامل مع الفيروس بعد ستة اشهر في الاردن وتسعة اشهر في العالم اصبح معروفا، فالحماية الشخصية يقينا تحقق حماية المجتمع.
ما نعانيه اليوم من الجائحة وتداعياتها سيصبح يوما ليس ببعيد من الذاكرة، فالشعوب والامم مرت بأوبئة بعضها كان اكثر ايلاما وازهاقا للارواح، وكانت في حينه الخدمات الصحية والعلوم اقل تطورا، وكان العالم على تواصل ضعيف اما في القرن الـ 21 الامور مختلفة برغم صعوبة الرد على الوباء الا انه اقل فتكا بالبشرية، وبرغم تأثيراته الشديدة والخسائر الكبيرة على الاقتصاد العالمي الا ان سرعة تعافي البشرية على كافة المستويات وستكون بوتائر افضل، ومن يدرس تأثيرات الاوبئة خلال العقدين الماضيين يجد ان العالم تعافى بسرعة مريحة.
قدرة الشعوب والدول في الرد على الجائحة وتداعياتها يعتمد على زيادة الانتاج وتعميق الاعتماد الذات، ووقف الهدر وتقليص المستوردات، والاعتماد على الموارد البشرية والطبيعية الامر الذي يقود الى تغير سريع في الانماط انتاجا واستهلاكا على كافة الصعد، وهذا هو حجر الرحى لبناء مستقبل افضل واكثر ازدهارا، فالضربة التي لا تقتلني تقويني.