×

كما كان متوقعا، عهد جلالة الملك عبدالله الثاني للدكتور بشر الخصاونة بتشكيل حكومة جديدة وفق مناخات استثنائية يتخللها انتخابات برلمانية وظروف صحية تشهد تصاعدا في معدلات الاصابات نتيجة رياح كورونا الوبائية، هذا اضافة الى مشهد اقتصادي مأزوم نتيجة حالة الركود السائدة وظرف سياسي دقيق نتيجة حالة الشد الاقليمي التي تشهد حالة تبدل واصطفاف غير مسبوقة.

شخصية الرئيس الدبلوماسية تشكل خيارا كما تحمل رسالة، فهي تشكل خيارا سياسيا على حساب الخيارات الاقتصادية والامنية، كما تشكل رسالة توجيه للبوصلة السياسية المرحلية، والتي قد تتغير بتبدل حالة في بيت القرار او تتغير اذا ما انفرج موقف سياسي كان يتخلله الجمود في الحركة وصعوبة هضم في الطرح، اذن الخيار الملكي جاء خيارا سياسيا وهو خيار صحيح، فان الظرف السياسي وهو القادر على فتح الباب الاقتصادي ودعم الحالة المعيشية ودعم منظومة السلامة العامة بما تحتاجه من ضروريات تعزز مفهوم المنعة المجتمعية وتحقق الحماية الصحية اللازمة الانجاز والمنظومة الاستيعابية اللازمة في كل المحافظات، وهو العمل الذي بين كتاب التكليف السامي اهميته، واكد على ضرورة انجازه كونه يتدرج في سلم الاولويات.

اذن الرئيس الخصاونة وحكومته يدخلون الملعب دون احماء، ويواجهون تحديات كبيرة بأدوات تبدو متواضعة، لذا فان الحكومة بحاجة الى استراتيجية عمل سريعة تستجيب للمتغيرات الصحية وتستدرك الانتخابات النيابية بقرارات تضعها في مسارها القويم وتعيد ترتيب الاولويات الاقتصادية حسب الظروف وليس حسب الامكانات، فان الظروف في المشهد العام اهم بالتقديرات الاستثنائية من معادلة حساب الامكانات بعملية حسابية مجردة، لذا فان الحكومة يعول عليها في اتخاذ قرارات تبدل بعض المسارات وتدفع بعض الاتجاهات لتجاوز مرحلة ضمن عملية ترحيل الملفات لتجاوز الازمة؛ لان تركيبة المشهد المعقدة والمتشابكة بحاجة الى فواصل تجعل من حلها يقوم على المرحلية لحلحلة عقدها وتجاوز المرحلة بكل ما فيها من تعقيدات.

بهذا تكون مرحلة الاجابة عن الاسئلة قد بدأت، بانتظار النطق في القرار، كما ان مرحلة الاعلان عن البرنامج السياسي القادم باتت جلية وان كانت مرحلية، لكنها تحقق حسن الاستجابة المطلوبة للمقتضيات الداخلية، وهي ما يجعل المشهد العام يكون اكثر وضوحا، ويؤكد ان ميزان الاستشراف اصبح مرحليا،وهو قادر على ترجمة البرنامج مرحلة ما قبل اذار الموعد المتفق عليه في نهاية مرحلة وفتح مرحلة جديدة.