قادة دول منطقة الشرق الأوسط يترقبون نتائج الانتخابات الامريكية إنها « لعبة الانتظار « فهناك من القرارات الكبيرة معلقه حتى يقرر الناخب الأمريكي من هو الرئيس المقبل، الرئيس الأمريكي الحالي ترامب ليس متخلفا عن أسلافه، فقد جعل من مواجهة إيران عنوان استراتيجيته في المنطقة، وفرض عليها عقوبات مشددة قادت إلى اغتيال وعمليات تخريب و شلل اقتصادي. وعمل على دعم إسرائيل يجعلها قوة إقليمية، وفرض رؤيته للحل للقضية الفلسطينية على مرجعية صفقة القرن بعد اعترافه بالقدس عاصمة لإسرائيل وحصار للقيادة الفلسطينية بتجميد المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية والأونروا وإغلاق مكتب منظمة التحرير في واشنطن.
ومع قرب الانتخابات الأمريكية وانتظار نتائجها، كل المنطقة تنتظر على ما يبدو القرار الأمريكي. فمن منظور المفاوضات النووية مع إيران، إلى تشكيل الحكومة اللبنانية وكذلك مصير المفاوضات ومسيرة السلام، وضعت إيران وحلفاؤها القرارات الكبرى جانبا بانتظار تقرير الناخب الأمريكي من يكون الرئيس الجديد، جوزيف بايدن أم دونالد ترامب. وما يهم قادة المنطقة هو الشخص المنتخب وليس العملية الانتخابية.
ووصل ترامب إلى البيت الأبيض متعهدا بالخروج من الاتفاقية النووية الموقعة بين إيران والدول الكبرى عام 2015 والتي تم بموجبها تخفيف العقوبات الاقتصادية، مقابل حد طهران من نشاطاتها النووية. وخرج ترامب من الاتفاقية النووية بشكل رسمي في 2018، وستنتهي ولايته قبل أن تظهر الآثار القوية للعقوبات الجديدة على إيران، إلا أن قادتها قرروا بدلا من التفاوض معه على اتفاقية نووية أخرى، الانتظار ومعرفة من سيفوز في الانتخابات المقبلة.
ولم يجد القادة في إيران ما يمكن الحديث حوله مع ترامب الذي لم يكن واضحا في مطالبه. بل على العكس، قدّم في لهجته الداعية للحرب الوقودَ الذي يزيد في تغذية المشاعر المعادية لأمريكا. إلا أن طهران حاولت تجنب المواجهة المباشرة مع أمريكا، وفوّضت بدلا من ذلك القوى المتحالفة مع إيران في العراق في مواجهة وجود القوات الامريكية في العراق واستهداف السفارة الامريكية في بغداد، وبعد تهديد وزير الخارجية مايك بومبيو بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد، أعلنت القوى العراقية المناهضة للوجود الأمريكي في العراق عن وقف لإطلاق النار يستمر طوال فترة الانتخابات الأمريكية وربما نهاية العام الجاري.
في لبنان، الذي تأثر بقانون قيصر بالعقوبات الامريكية حيث تجري محادثات ترسيم الحدود بين لبنان « وإسرائيل « بالرعاية الامريكيه، لم تنجح جهود ماكرون لتشكيل حكومة إنقاذ وطني وطلب مصطفى أديب إعفاءه من مهمة تشكيل الحكومة التي اعترضتها عقبات التشكيل بعد العقوبات الامريكية على شخصيات لبنانية وضعتها على قائمة الإرهاب وتم تكليف الحريري لتشكيل الحكومة والكل في لبنان بانتظار نتائج الانتخابات الامريكية.
إن للرئيس ترامب أنصارا متحمسون في المنطقة ويتوقعون أربع سنوات أخرى من «أقصى الضغط» على إيران لإعادة تشكيل المنطقة، ويخافون من فوز بايدن الذي قد يفكك ما تم تحقيقه. لكنهم قد يصابون بخيبة الأمل لأن من سيفوز في تشرين الثاني/ نوفمبر، سيجبر إيران على التفاوض على معاهدة جديدة، فهي لا تستطيع تحمل أربع سنوات أخرى من العزلة.
ولن يحقق أي من المرشحيْن أي تنازلات حول القضايا غير النووية مع إيران. فدعم إيران للقوى المتحالفة معها في المنطقة ليس ورقة مساومة، بل هو واجب أيديولوجي ويعد جوهر عقيدتها الأمنية. والمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية، آية الله علي خامنئي (81 عاما) راغب باستمرار سياساته المتشددة حتى بعد وفاته، وكذا الرجال المتشددون من الحرس الثوري الذين يسيطرون بشكل متزايد على السياسة في إيران.
صحيح أن أمريكا لا تزال حاضرة وبقوة في الشرق الأوسط.. لكن إيران والقوى المتحالفة تزيد قوة وجودها في المنطقة ما ينبئ بتغيرات وتطورات غير مسبوقة يشهدها الشرق الأوسط وجميعها مرتبط بنتائج الانتخابات الامريكية والسياسة التي يعتمدها الرئيس القادم.