أخر الأخبار
من بلفور إلى ترامب .!!
من بلفور إلى ترامب .!!

حقيقتان هامتان تسيطران على المشهد الفلسطيني، في الذكرى»103» لوعد بلفور المشؤوم وهما: ان المؤامرة الاميركية –الصهيونية على الشعب الفلسطيني مستمرة، ولم ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها كاملة، في تصفية القضية الفلسطينية، والحكم على الشعب الفلسطيني بالنفي .. واحكام السيطرة الصهيونية –الاميركية على المنطقة ..

فها هم اتباع وأحفاد بلفور يسلمون راية المؤامرة الى القرصان «ترامب» الذي وعد في «صفقة القرن» بانهاء القضية، بدءا من الاعتراف بالقدس العربية المحتلةعاصمة للكيان الصهيوني . ونقل سفارة بلاده اليها « وقد فعل».. وشطب حق العودة وانهاء قضية اللاجئين من خلال حجب المساعدات الاميركية عن «الاونروا».. «وقد فعل».. تمهيدا لالغائها .. والحاق قضية اللاحئين وعددهم اليوم اكثر من «6» ملايين لاجىء، بمفوضية اللاجئين الدولية بالامم المتحدة ..واخيرا ضم المستعمرات والاغوار وشواطىء البحر الميت الى الكيان الصهيوني الغاصب ..!! وقد بدأ هذا الضم بالفعل تدريجيا .. خطوة.. خطوة .. دون اعلان، حتى لا يثير ردود فعل غاضبة ..

وعد بلفور تحقق بأقامة الكيان الصهيوني على 78 % من ارض فلسطين التاريخية، وها هو وعد القرصان «ترامب» يجيء لاستكمال ضم ما بقي فلسطين «22 %» للكيان الصهيوني.!!

شعبنا الفلسطيني رفض الوعد الاول ... وعد بلفور .. وأصر على مقاومته بشدة وبكل ما اوتي من قوة .. ففجر اعظم الثورات : ثورة البراق 29 .. وثورة 36 .. التي شهدت اطول اضراب في التاريخ .. واستطاع الثوار .. ان يهزموا بريطانيا العظمى.. ويحرروا معظم فلسطين .. ما اضطر هذه الامبرطورية الى استدعاء قوات ضخمة، تجاوزت ال «100» الف جندي مدججين بالدبابات والطائرات .. ولم تتوقف المقاومة حتى الان للمشروع الصهيوني الاستئصالي..

لقد لجأ العدو الى التطهير العرقي، وارتكب ابشع المجازر والمذابح لكسر ظهر شعبنا .. والتي تجاوزت «50» مجزرة ومذبحة، كما يقول المؤرخ الفلسطيني سلمان ابو ستة.. لكنه فشل فشلا ذريعا .. وبقي شعب الجبارين متمسكا بالمقاومة، متجذرا في ارضه، بل صمم على ان يبقى رافعا راية المقاومة .. بعد ان ايقن ان المقاومة هي السبيل الوحيد لتحرير الارض وتحقيق العودة الميمونة، وكنس الاحتلال ..

لقد ايقن شعب الجبارين بمعاناته، وقد ذاق مرارة التهجير واللجوء والتشرد والحرمان والاضطهاد.. طوال سبعة عقود ..ولا يزال يئن تحت سياط اللجوء والحرمان،أيقن ان من لا

وطن له .. لا كرامة له .. وان من لا وطن.. لاحياة كريمة له.. ولا مستقبل لاطفاله واحفاده .. فالوطن هو عنوان الوجود .. وعنوان الحياة الكريمة، وعنوان البقاء والخلود..

فها هو شعبنا يضرب اروع الامثلة في التاريخ..

فهو يخوض اطول حرب . واطول مقاومة في التاريخ الحديث مضى عليه «103» اعوام منذ وعد «بلفور» المشؤوم، وحتى وعد «ترامب « وسيبقى.. الى ان يتمكن -بعونه تعالى- من كنس الغزوة الصهيونية واجبار احفاد اللصوص الاوائل من ركوب البحر والعودة من حيث اتى اجدادهم وابائهم ..

لقد اصبحت المقاومة من مكونات جينات شعبنا.. يتوارثها الخلف عن السلف .. والابناء والاحفاد عن الاباء والاجداد .. واصبح الاستشهاد عنوان مجد وفخر وبقاء .. ويكفي هذا الشعب فخرا.. انه اكثر شعب في الدنيا قدم شهداء وجرحى واسرى ..

ويكفيه مجدا ان اصبحت فلسطين هوية نضالية ..ينتسب اليه الشرفاء واحرار العالم..

العار لعصابات اللصوص التي تامرت على الحق الفلسطيني..

والمجد لشعب الجبارين الذي جعل من فلسطين هوية نضالية..

 ويصر على ان يقاوم سدنة الليل..